أقلام وأراء

مروان سمور يكتب – هل ستقوم حرب بين امريكا والصين

مروان سمور – 31/5/2020

تعالت اصوات كثيرة قبيل وبعيد جانحة كورونا ودعوات تشعل ناقوس الخطر , وتدق طبول الحرب بين الولايات المتحدة الامريكية والصين وبانها اصبحت على الابواب , وان الصراع اصبح صراعا صفريا ولا رجعة عنه , وانه سيتحول الى واقعا لا مفر منه .

ولكن بالنظر الى موازين القوة بين الطرفين وايما ستكون القوة مرجحة لاي طرف ؟ وهل من مصلحة الطرفين ان تقوم هناك حرب بينهما ؟

 ولنرى ولنتتبع بعض ما تملك كل دولة من نقاط قوة :

 تملك الولايات المتحدة اكثر من ١٥٠ دولة حليفة او شبه حليفة , فهي تملك حلفاء في جميع دول قارة امريكا الشمالية ومعظم دول القارة امريكا الجنوبية والقارة الاوروبية وقارة اقيانوسيا , ولها حلفاء وازنين بالقارة الآسيوية , ويتبعها جميع الدول الخليجية المصدرة للنفط , وبعض من الدول الافريقية الكبيرة  .

 اما الصين فهي لا تملك الكثير من الحلفاء , وحلفائها كروسيا مثلا : فهو حليف وقتي وبينهم مصلحة مشتركة تنتهي في اول الطريق , وهو ايضا عدو مفترض بالمستقبل . وهناك ايران فهي دولة محاصرة اقتصاديا وضعيفة الموارد بالنسبة لحجم سكانها , ومكمن قوتها فقط بميلشياتها التي تحارب عنها خارج البلاد وبصواريخها المتوسطة المدى , اما كوريا الشمالية فانها محاصرة , حتى وصلت الى ان تفاوض الولايات المتحدة من اجل الحصول على شحنات من الغذاء , وفنزويلا ايضا على حافة الافلاس , وكوبا محاصرة منذ عشرات السنوات , اضف الى ذلك ايضا بعض الدول الاسيوية والافريقية الفقيرة والضعيفة والغير مؤثرة .

إن الولايات المتحدة تدير حالياً حوالي 800 قاعدة عسكرية ومنشآت لوجستية خارج أراضيها، من سنغافورة إلى جيبوتي ومن البحرين إلى البرازيل , بينما ينتشر نحو 200 ألف جندي أمريكي في تلك القواعد والمنشأت .

تسيطر الولايات المتحدة على معظم المضائق الهامة بالعالم , والتي تنحكم بحركة السفن التجارية والسياحية والحربية بالعالم وحركة التنقل والتجارة العالمية . بسيطرة من خلال حلفائها وهم من يتحكمون بهذه المضائق .واهمها ( مضيق باب المندب مضيق البوسفور مضيق الدردنيل مضيق جبل طارق مضيق قناة السويس قناة بنما )  , باستثناء مضيق هرمز والذي تتشارك حدوده عمان وايران .

  اما الصين فهي محاصرة تماما , بدول تجاورها وتشاطئها , معظمها تدور بالفلك الامريكي , وحتى بضائعها وسفنها لا تستطيع المرور بها الا من خلال المرور بمضائق بعض هذه الدول .

وهذه الدول جميعها ستقف حتما مع الولايات المتحدة  في حال حدوث اي نزاع مسلح لها مع الصين , وستكون عونا لها وبقوة ,ولن تقف متفرجة تماما في هذا النزاع .

    فاذن الصراع المسلح او الحرب لن تكون نزهة للصين لانها لن تواجه الولايات المتحدة وحدها , بل سنرى بانها ستواجه معظم دول العالم الحليفة مع الولايات المتحدة كما رأينا في الغزو الأميركي وحلفائها للعراق عام 2003 .

 وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها , فالصين دولة عظمى وتمتلك احدث الاسلحة واقواها وهي اكبر جيش في العالم وارضهاذات مساحة ضخمة توازي مساحة الولايات المتحدة ,

 وايضا هناك عامل مهم جدا واساسي يمنع النزاع المسلح بينهما وهو امتلاك كلا الطرفين للقدرة النووية الهائلة والتي ستحول دون اللجوء للحرب . يختلف الحال عما حصل بالحرب العالمية الثانية .

 لا شك بان الصين منغمسة حاليا بالتنمية الداخلية , ولا تبدي اي استعداد او رغبة في منافسة الولايات المتحدة على قيادة العالم , وهذه حقيقة لا جدال فيها , فزمن الحروب بين دول عظمى ولّى بغير رجعة , وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , لكن سيكون هناك حروب إقتصادية وايضا حروب بالوكالة (كما يحدث في العراق وسوريا وافغانستان وليبيا مثلاً ) , وهناك سياسات الاحتواء االتي تقوم بهاالولايات المتحدة تجاه الصبن منذ مدة ليست فصيرة , أما المواجهات العسكرية المباشرة فلم ولن تحدث في الامد المنظور, كما يتوقع البعض من المحللين المتحمسين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى