مركز خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي: إسرائيل: الخلفية التاريخية والعلاقات الأمريكية في سطور

جيم زانوتي *، مركز خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي 11 سبتمبر 2020: إسرائيل: الخلفية التاريخية والعلاقات الأمريكية في سطور
ترجمة خالد غنام أبو عدنان
النبذة المختصرة
المسائل التالية ذات أهمية خاصة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية
التحديات السياسية والاقتصادية المحلية (بما في ذلك كوفيد -19). ساهمت الموجة الثانية من مرض كوقيد -19 في “إسرائيل”[1]، إلى جانب عوامل أخرى ، في ظهور تحديات سياسية واقتصادية محلية. ففي يوليو، تضخمت الاحتجاجات الشعبية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياسات الحكومة فيما يتعلق بهذه التحديات الداخلية والمحاكمة الجنائية الجارية ضد نتنياهو بتهم الفساد. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب نتنياهو، الليكود، سيظل أكبر حزب في الكنيست إذا أجريت انتخابات جديدة.
التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”. بينما تحتفظ “إسرائيل” بقدرات عسكرية وأمنية داخلية قوية، فإنها تتعاون أيضًا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مسائل الأمن القومي. وقد ألزمت مذكرة تفاهم ثنائية للمساعدة العسكرية والتي مدتها 10 سنوات – تم التوقيع عليها في عام 2016 – الولايات المتحدة بتزويد “إسرائيل” بـ 3.3 مليار دولار في شكل تمويل عسكري أجنبي سنويًا من السنة المالية 2019 إلى السنة المالية 2028، إلى جانب مبالغ إضافية من حسابات وزارة الدفاع للدفاع الصاروخي. لكن تبقى المبالغ المستحقة للسنوات المقبلة خاضعة لاعتمادات الكونغرس وموافقته عليها.
القضايا الإسرائيلية الفلسطينية. أعرب الرئيس ترامب عن اهتمامه بالمساعدة في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني[2] المستمر منذ عقود. ومع ذلك، فقد انحازت سياساته إلى حد كبير مع المواقف الإسرائيلية، مما أدى إلى تنفير رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. يبدو أن خطة الرئيس لرؤية السلام (صفقة القرن) لشهر كانون الثاني (يناير) 2020 تفضل المواقف الإسرائيلية بشأن القضايا المتنازع عليها مثل الحدود والمستوطنات[3]، ووضع القدس وأماكنها المقدسة، والأمن، واللاجئين الفلسطينيين. وبعد إعلان الخطة، أعلن نتنياهو عزمه ضم مناطق في الضفة الغربية،[4] حيث تتوقع الخطة (صفقة القرن) أن تكون تحت هذه المناطق تحت السيادة الإسرائيلية، لكن الضم لم يتم حتى الآن.
صفقات التطبيع بين الإمارات والبحرين ومبيعات أسلحة أمريكية محتملة. في أغسطس 2020، أعلنت “إسرائيل” والإمارات عن استعدادهما لتطبيع العلاقات الثنائية بشكل كامل، بعد أن وافقت “إسرائيل” على تعليق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية. تبع بعد ذلك عن إعلان تطبيع مماثل بين “إسرائيل” والبحرين في سبتمبر. يمكن أن يكون للاتفاقيات تداعيات على المنطقة وسياسة الولايات المتحدة. يمكن تفسير الصفقات على أنها تبرئة لمزاعم رئيس الوزراء نتنياهو الراسخة بأنه يستطيع تطبيع علاقات “إسرائيل” مع الدول العربية قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. فقد ندّد القادة الفلسطينيون بالاتفاق الإماراتي وسحبوا سفيرهم من الإمارات، بينما يزعم المسؤولون الإماراتيون أنهم حافظوا على آفاق المفاوضات المستقبلية تجاه إقامة دولة فلسطينية. ربما تكون الصفقة الإماراتية قد زادت من احتمالية بيع الولايات المتحدة لأسلحة متطورة (طائرات F-35، وطائرات بدون طيار، وطائرات حربية إلكترونية) إلى الإمارات. قد تواجه أي من هذه المبيعات تدقيقًا من الكونجرس فيما يتعلق بحماية التفوق العسكري النوعي ل”إسرائيل”[5]، والذي تم تقنينه في القانون الأمريكي.
إيران وقضايا إقليمية أخرى. يسعى المسؤولون الإسرائيليون إلى مواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي ومنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. أيد رئيس الوزراء نتنياهو بشدة انسحاب الرئيس ترامب للولايات المتحدة من الاتفاقية الدولية لعام 2015 التي قيدت أنشطة إيران النووية. في مواجهة العقوبات الأمريكية المكثفة، خفضت إيران امتثالها لاتفاقية 2015. تشير التقارير إلى أن “إسرائيل” ربما كانت وراء انفجار يوليو 2020 الذي دمر عددًا من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز Natanz النووية الإيرانية. وبحسب ما ورد أجرت “إسرائيل” عددًا من العمليات العسكرية في سوريا والعراق ولبنان ضد إيران وحلفائها بسبب مخاوف من جهود إيران لإقامة وجود دائم في هذه المناطق وتحسين دقة وفعالية ترسانة صواريخ حزب الله اللبناني.
الصين: استثمارات في “إسرائيل” ومخاوف أمريكية. أثار المسؤولون الأمريكيون بعض المخاوف مع “إسرائيل” بشأن الاستثمارات الصينية في شركات التقانة (التكنولوجيا) الفائقة الإسرائيلية والبنية التحتية المدنية التي يمكن أن تزيد من قدرة الصين على جمع المعلومات الاستخبارية والحصول على التقنيات المتعلقة بالأمن. بينما لا تزال الشركات الصينية المملوكة للدولة منخرطة في بعض مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك العمليات في ميناء حيفا البحري المقرر أن تبدأ في عام 2021، رفضت “إسرائيل” في مايو 2020 عرض شركة صينية لبناء محطة تحلية رئيسية.
مقدمة: القضايا الرئيسية للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية
أقامت “إسرائيل” (انظر الملحق أ) تعاونًا ثنائيًا وثيقًا مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات. تشمل القضايا ذات التداعيات الكبيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ما يلي
– القضايا السياسية الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك التحديات المتعلقة بوباء كوفيد -19 والمخاوف الاقتصادية المرتبطة به، والاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
– التعاون الأمني الإسرائيلي مع الولايات المتحدة.
– القضايا الإسرائيلية الفلسطينية والسياسة الأمريكية اتجاه تلك القضايا.
– موافقة “إسرائيل” على تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة مقابل تعليق خطط ضم بعض مناطق الضفة الغربية،[6] وانعكاسات الاتفاقية على القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، ومبيعات الأسلحة الأمريكية، والحفاظ على التفوق العسكري النوعي ل”إسرائيل”.
– مخاوف مشتركة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” بشأن البرنامج النووي الإيراني وتوسع نفوذها الإقليمي، بما في ذلك مع حزب الله اللبناني وسوريا والعراق.
– الاستثمار الصيني في الشركات والبنية التحتية الإسرائيلية، ومخاوف الولايات المتحدة بشأن تداعيات ذلك على الأمن القومي للولايات المتحدة.
* للحصول على معلومات تفصيلية وتحليلات حول هذه الموضوعات وغيرها، بما في ذلك المساعدات ومبيعات الأسلحة والتعاون الدفاعي الصاروخي، انظر تقرير CRS RL33476، “إسرائيل”: الخلفية التاريخية والعلاقات الأمريكية ، بقلم جيم زانوتي ؛ وتقرير CRS RL33222 ، المساعدات الخارجية الأمريكية ل”إسرائيل” ، بقلم جيريمي م. شارب.
القضايا المحلية كوفيد -19 والتحديات الاقتصادية
تواجه “إسرائيل” مجموعة من التحديات الداخلية، كثير منها مترابط ببعض. يبدو أن الكثير من القلق العام مرتبط بموجة ثانية من حالات مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد -19) في “إسرائيل” (أكبر بكثير من الموجة الأولى في الربيع) والتحديات الاقتصادية المرتبطة بها (انظر الملحق أ). استجابة للمخاوف الاقتصادية، أقر الكنيست خطة تحفيز بقيمة 1.9 مليار دولار في يوليو 2020 لتوفير مدفوعات نقدية للمواطنين الإسرائيليين[7].
احتج العديد من الإسرائيليين على نتنياهو وسياسات الحكومة (انظر أدناه). أيضًا، تأثر موقف رئيس الوزراء نتنياهو إلى حد ما في استطلاعات الرأي العام، وسط تساؤلات حول بقاء الحكومة التي تولت السلطة في مايو 2020 بناءً على اتفاق تقاسم السلطة بين نتنياهو من حزب الليكود ومنافسه السياسي الرئيسي، وزير الدفاع ( ورئيس الوزراء المناوب) بيني غانتس من حزب كاحول لافان (أزرق وأبيض) (انظر مربع النص أدناه).
الهوامش
[1] نحن في لجنة التعبئة الفكرية في فتح نضع كلمة”اسرائيل” بين قوسين لأنهم لا يذكرون فلسطين بتاتًا، حيث يذكرونها فقط منسوبة أي فلسطينية فلسطينيون الخ، لأنهم يخشون الاعتراف ففلسطين تعني ثلاثة امور تعني الأرض أولا وتعني القضية وتعني الشعب. لذا نضع اسم الكيان بين ظفرين (قوسين)، عدا عن أن هذه ال”إسرائيل” لا صلة ولا علاقة لها قوميا او إثنيا او قبليا بالقبيلة القديمة المندثرة (قبيلة بني إسرءيل). وهذا الكيان خلق لأهداف استعمارية بحتة تقاطعت مع أهداف الانجيلية-الصهيونيةن والحركة الصهيونية- ل ت ف
[2] انتقل المصطلح من الصراع العربي الصهيوني الى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لعزل العرب عن قضيتهم وهذا ماكان. ل ت ف
[3] يستخدم الفلسطينيون مصطلح “المغتصبات” أحيانا، وأحيانا ينصرف الامر نحو مصطلح المستعمرات بديل المستوطنات كما التمييز الجلّي بين الكلمتين settlement and colony. ل ت ف
[4] هي الضفة الغربية من نهرالأردن وهي كما هو منصوص بالاتفاقيات (أوسلو) تسمى المناطق، في فك الخلاف بين كلمات الأرض (أو الأراضي) المحتلة حسب الطرح الفلسطيني، وبين المناطق المُدارة، ورغم كل ذلك أخذ الإسرائيليون يستخدمون مصطلح توراتي خرافي لا صلة لهم به هو يهودا والسامرة. ل ت ف
[5] لطالما عبرت السياسة الامريكية أن مصالحها في المنطقة هي فقط أمران هما “إسرائيل” والنفط فقط لا غير. ل ت ف
[6] هذه التقابلية مشكوك فيها، لأن خطط إيقاف الضم كانت قد توقفت قبل الاتفاق لأسباب الضغودط المختلفة، عدا عن أن وقفه غير صحيح بتاتًا كما قال نتنياهو، بينما تجميده مؤقتا هو قول الإسرائيليين، بينما الواقع لا هذا ولا ذاك حيث يتم الضم يوميا قطعة قطعة وأمام أعين الجميع. ل ت ف
[7] Knesset approves amended version of Netanyahu’s NIS 6.5b handouts plan,” Times of Israel, July 29, 2020.
*متخصص في شؤون الشرق الأوسط
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook



