ترجمات عبرية

مركز بيغن – السادات – بقلم د. مردخاي كيدار – المصالح خلف اتفاق السعودية – قطر

مركز بيغن – السادات – بقلم  د. مردخاي كيدار – مقدم احتياط، محاضر في الدراسات العربية والشرق الاوسط في جامعة بار ايلان وبحث في مركز بيغن – السادات للبحوث الاستراتيجية17/1/2021

من المهم ان يفهم الشعب والقيادة في اسرائيل بان العلاقات مع دول شبه الجزيرة العربية بما فيها اتحاد الامارات والبحرين ليست محفورة في الصخر بل قابلة لتغييرات تسببها ارتفاعات وهبوطات في العلاقات فيما بينها، ومع ايران. من المهم أن نتذكر بان الشرق الاوسط – بما في ذلك سياسته – مبنية على كثبان من الرمل وهذه تغير وضعيتها وفقا لوضع الريح “.

بدأ العام 2021 بأنباء منعشة: بعد ثلاثة سنوات من المقاطعة السياسية والاقتصادية التي ترافقت واغلاق بري، تقف السعودية وقطر امام التوقيع على اتفاق يؤدي الى انهاء النزاع. وقد تحقق هذا الاتفاق بينما في الخلفية يوجد طاقم المفاوضات الامريكي – جارد كوشنير، آفي باركوفيتش، آدم بولر، وبريان هوك.

لقد نشأ النزاع بين السعودية وقطر من عدة أسباب: دعم قطر لايران، التي تتشارك معها في حقل الغاز الاكبر في العالم؛ دعم قطر لمنظمات الاخوان المسلمين كريهة روح السعوديين؛ والدعاية المناهضة للسعودية لقناة “الجزيرة”. وتضاف هذه الاسباب الى السبب التاريخي، الا وهو رفض عائلة آل ثاني التي تحكم قطر الانضمام الى المملكة السعودية رغم أنه تسيطر فيها هي ايضا، مثلما في السعودية، المدرسة الفقهية الحنبلية والجناح الوهابي فيها.  

لم تبدأ الخلافات بين الرياض وقطر قبل ثلاث سنوات، بل قبل سنوات عديدة من ذلك. ولكن على مدى فترة طويلة احتوى السعوديون سلوك قطر الى أن نفد صبر ولي العهد محمد بن سلمان وقرر كسر القواعد حين يكتشف بان قطر تساعد الثوار الحوثيين في اليمن. ويمثل انهاء النزاع اعادة توحيد مجلس التعاون في الخليج، والذي هو منظمة سياسية تشمل دول شبه الجزيرة العربية باستثناء اليمن.

في السنوات الثلاثة الاخيرة تم تبادل الرسائل بين القيادة السعودية وبين القيادة القطرية، ولا سيما من خلال الحكومتين في الكويت وفي عُمان واللتين حاولتا تلطيف حدة التوتر بين  الدولتين انطلاقا من الفهم بان النزاع يضعف موقفهما ووقفتهما تجاه تطلعات التوسع والهيمنة الايرانية. وادى الضغط من جانب مستشاري ترامب بهذه الاتصالات الى النضوج.

رحب الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق بالاتفاق مع السعودية الذي فتح الحدود البرية بين الدولتين فكتب يقول: “نشبت الازمة واستمرت لزمن طويل، وها هي تصل الى نهايتها. لا اريد الان أن ادخل الى اسباب وتفاصيل الازمة، الاطول والاصعب في تاريخ مجلس التعاون في الخليج. نحن نرحب من اعماق قلوبنا في انهاء الازمة وندعو الجميع لتعلم الدرس والامتناع عن أزمات كهذه في المستقبل. ومن اجل الامتناع عن الازمات في المستقبل علينا أن ندرس بعمق وبكل الصدق اسباب الازمة، الجراح النفسية التي لحقت بالمجتمع في الخليج والتي هزت الثقة بالمستقبل ولا سيما الخلافات السياسية والاضرار الاقتصادية الكبرى التي نشأت عنها”.

هذا الاتفاق، كالازمة التي سبقته، يقف تحت الظل الثقيل لطهران  ويتأثر من عدة تطورات هامة. أولا، الدخول المرتقب لبايدن الى البيت الابيض والترقب لتغيير جوهري في السياسة الامريكية تجاه ايران. ثانيا، بدء تخصيب  اليورانيوم الايراني لـ 20 في المئة، وهي خطوة ذات مغزى في اتجاه القنبلة. ثالثا، الفشل السعودي في المواجهة مع الميليشيات المؤيدة لايران في اليمن وفي العراق والتهديد الذي تشكله على المملكة وعلى وضعها الاقتصادي غير اللامع. وأخيرا، المساعدة التي قدمتها ايران لقطر في سنوات الحصار الثلاثة.

بلغت وسائل الاعلام الايرانية عن الاتفاق بين السعودية وقطر دون شروحات او موقفمن جانب رؤساء الحكم الايراني. فهم لا يسارعون الى التعقيب رغم انهم بلا شك كانوا في سر الاتصالات بين السعودية وقطر سواء بفضل التغلغل الاستخباري العميق الذي لايران في دول الخليج ام بسبب القرب الشديد بين القيادة القطرية والقيادة الايرانية. واضح بالتالي  ان الاتفاق تحقق بموافقة ايرانية. سبب آخر لدى طهران للموافقة على تخفيف حدة التوتر بين قطر والسعودية هو التخوف من عملية امريكية ضد ايران في الاسبوعين الاخيرين لرئاسة ترامب.

وبالتوازي، سيطرت ايران على ناقلة كورية جنوبية بحجج غريبة من اجل اقناع العالم بانه لا يمكن لاي قوة ان تنجح في اخضاع الحكم في طهران. هذا الاستعراض للقوة هو استقبال تعده ايران لبايدن كي تمنع – منذ هذه المرحلة – كل نية من جهته او من جهة طاقم المفاوضات لديه لممارسة الضغط على طهرانكي توافق هذه على تغيير شروط الاتفاق النووي من العام 2015.

السؤال المثير للاهتمام لدى اسرائيل هو هل التقارب بين السعودية وقطر وامكانية تخفيض التوتر بين الرياض وطهران سيتيح للسعودية التقدم في مسيرة الاعتراف المتبادل مع اسرائيل دون إثارة غضب كبير في اوساط القيادة الايرانية والمنظمات التي تفعلها في اليمن وفي العراق. وفي هذه المرحلة من السابق لاوانه التقدير لان الموقف الايراني ينبع من عدة عوامل: وضع المفاوضات مع ادارة بايدن على الشروط لعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي؛ مستقبل العقوبات الامريكية على ايران؛ النشاط السعودي في اليمن؛ الوضع الاقتصادي في ايران؛ استقرار الحكم في ايران وغيرها.

من المهم ان يفهم الشعب والقيادة في اسرائيل بان العلاقات مع دول شبه الجزيرة العربية بما فيها اتحاد الامارات والبحرين ليست محفورة في الصخر بل قابلة لتغييرات تسببها ارتفاعات وهبوطات في العلاقات فيما بينها، ومع ايران. من المهم أن نتذكر بان الشرق الاوسط – بما في ذلك سياسته – مبنية على كثبان من الرمل وهذه تغير وضعيتها وفقا لوضع الريح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى