أقلام وأراء

محمود جودت قبها: عنوان التضحية أمهات شهداء وأسرى فلسطين العظماء

محمود جودت قبها 4-3-2023: عنوان التضحية أمهات شهداء وأسرى فلسطين العظماء

أمهات الشهداء جسدنّ أعظم آيات النضال, وأنشأنا جيلاً كاملاً يقفُ في وجه الظلم ويجابه المحتل , ويصنع من دمائه قنديلاً يضيء درب الحرية , ومن جسده الطاهر جسراً يعبر به نحو الجنة , رافضاً التخاذل والذل.

من قلوب أمهات مازالت تأنُّ من وجع الفراق وغصة ألم رحيل الأب أو الزّوج أو الابن كشهداء في سبيل الوطن لكنَّ التحية ومن نبص الشّعور بالفخر والعزة نحو تلك العمليات البطولية لأبنائكنّ لكنّ أسمى مشاعر الاعتزاز بما قدمتن فداءً للوطن الغالي أمهاتنا الماجدات لا توجد كلمات أو حروف تصّور مشاعرنا نحن في غربة الرّحيل وعلى شواطيء المنافي ونحن نرى ونسمع عن بطولات فلذات أكبادكن ولا توجد أبجديات نستطيع أن ننتقي منها كلمات نصف بها عظمة تلك التضحيات هذا قدر أمهات فلسطين أينما كنَّ ، وهذا قضاء الله فينا ، فلنكن على قدر تلك الرّسالة الإلهية وعلى قدر عظمة كوننا فلسطينيات.

أبناؤكن هم أبناءٌ لكل الشعب الفلسطيني , وفي كل مكان يتواجد فيه أحرار فلسطين
ونعلم يقيناً كم هو حجم مفارقة الأبناء ونعلم أكثر أنكنَّ أمهات فلسطين الأبية ، فاصمدنَ وتسلحنَ بالصّبر واتركنَ الدموع لنا نحنُ نذرفها بدلاً منكن في غربة المأساة ، تمسكنَ بقوة الإيمان بقضاء الله وقدره لتمسحنَ دموعنا نحنُ من ننتظر وطناً منذ أعوام ، كنَّ كالجبال قوة ً وصبراً لنبقَ نحنُ محافظات على صبرٍ مخبأ بين ضلوعنا نحتمي به من أعاصير الحياة وزوابع المؤامرات .

أمهات الشهداء اللواتي صنعن من لحظاتِ الحزن انتصارًا، وهي تتنازل عن قطعة من قلبها وفلذة من كبدها لأجل فلسطين الوطن الأم، صبرن وتحملن ليعيش أبناء الشعب الفلسطيني بحرية، يدركن أن ثمن الحرية غالٍ. بعذوبة ابتسامة رقراقة في خضم الألم والحزن
وجع أمهات الشهداء ليس أقل من لوعتهن وشوقهن لأبنائهن الآخرين المعتقلين في سجون الاحتلال، وجع ربما يضاعفه فقدان ابن ثالث لأحد أعضائه بسبب رصاص الاحتلال فنحن أمام احتلال تنصل من كل ما هو إنساني وأخلاقي وقانوني وحقوقي، في ظل غياب ردع عربي وإسلامي وعالمي. فأمهات الشهداء مثال بسيط للواتي حرمتهن آلة الموت الإسرائيلية من أبنائهن وتكفلت معتقلات الاحتلال بتغييب آلاف آخرين منهم خلف القضبان.

هن أمهات يعشن حالة فريدة أنهن يتحدين ألمهن وحزنهن ويسرن يزفون أبنائهن شهداء بين جموع المشيعين مرددين “خلي الشهيد بدمه ألف تحية لأمه” ويواسون صبرهن بعبارات “يا أم شهيد نيالك… يا ريت إمي بدالك… يصلن إلى النعش ويلقين نظرة وداع على الكفن ومنهن من يضعن النعش على كتفهن ويسرن مع المشيعين متماسكات صابرات، يزفونهن عرسانا بالدموعِ وأخريات يرفعن البندقية وكأنهن يجددن مع المشيعين عهد المقاومة ويوصوهن بالسير على الدرب ومع ذلك، ما لا نراه، نحن المتفرجون، هو ذلك الحزن العميق المقيم في قلوبهن .

الام الفلسطينية تزف ابنها وهي تبتسم تعلوا هاماتها كل البشر راسها في السماء لان ابنها شهيد قهر المحتل وهي بابتسامتها وكبريائها أيضا تقهر المحتل الذي يعتقد ان ام الشهيد ستنكسر لفراق ابنها وتحزن وقد تقضي نحبها حزنا عليه , الام الفلسطينية غالبا ما تتسلم بندقية ابنها بعد استشهاده وتسلمها لرفقاء دربة ليواصلوا مهمتهم النضالية وغالبا ما تطلق الرصاص عهداً عليها امام رفقائه ان تستمر في النضال ومقارعة المحتل طالما بقي علي تراب فلسطين .

أمهات الشهداء في هذه الانتفاضة الثالثة كما كل انتفاضة عنوان للصبر والثورة ’ حاميات للانتفاضة لتستمر وتتعاظم المواجهة مع المحتل كل يوم يحتفلن بعرس ابنائهم الشهداء واستقبلهم وبنادقهم مزينة بدمائهم، بالزغاريد والدموع يناشدن رفاق دربه بان يحافظوا على وصيته بالاستمرار في مقارعة المحتل والمستعمرين حتى يرحلوا عن ارض فلسطين.

الام الفلسطينية اليوم هي فدائية مقاتلة تصنع الصبر والثورة باعتبارها المداد الحقيقي لتستمر مسيرة النضال من اجل التحرر والاستقلال صعب على الام الفلسطينية ويكاد يكون غير مقبول إذا ما استشهد ابنها البكاء والعويل والنحيب، وصعب على كل امهات الشهداء الفلسطينيين الحداد او ان يظهرن انهن منكسرات حزينات لفقدانهم أبناءهم ورحيلهم شهداء، بيوت العزاء بيوت عرس وثورة، بيوت تبث فيها الأغاني الثورية ويحمل كل الرجال البنادق تأكيدا على البقاء على عهد الشهداء بالا يلقي أحدا البندقية لتستمر المواجهة مع هذا المحتل الغاشم. فخرهم بأبنائهم شهداء .

شهداؤكن وأسراكنّ دمعةُ ألم في قلوبنا وأوسمة كرامة وإجلال على صدوركن أنتّن ياصانعات مجد فلسطين وكاتبات الكرامة على جبين شعبكن ، تحيةً لقلوبكن وأرواحكن في عيد البطولة وعيد الأمهات فمن غيركن يستحق شرف التحية وعظمة العيد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى