منوعات

محمد قاروط “أبو رحمه” يكتب – أسرار قوة السؤال ..!

محمد القاروط “أبو رحمه” يكتب 5-12-2021م

أولا: مقدمة

إذا عرف الفرد كيف يسأل السؤال الصحيح، يستطيع أن يتحدث مع أي شخص عن أي شئ.

من مواصفات الكادر الحركي الناجح أنه الذي يجيد توظيف كافة الإمكانيات المتوفرة لدى الأعضاء الذين يعملون معه.

القدرة على جذب أو استقطاب أعضاء جدد، او إصدار التوجيهات للاعضاء العاملين  يعتمد على قدرة الكادر الحركي على إتقان نظم الاتصالات، وأهمها التحدث إلى الآخرين ببساطة ووضوح.

إن حقائق الاتصال بين الناس تشير إلى: تفضيل التكلم على الاستماع، الكادر الناجح هو الذي يوظف هذه الحقيقة بشكل خلاق، وذلك من خلال جعل الآخرين يتكلمون بطريقة تساهم في عملية توظيف إمكانياتهم.

 السؤال يعني أن نضع المستمع بموقع الانتباه.

 السؤال، أسلوبه ووقعه، يجعل المستمع يفعل أكثر من الاستماع، يعرف أنه مطالب بأن يفعل أكثر من الاستماع، إنه مطالب بالإجابة، أي التحدث الذي هو من حقائق الاتصال بين الناس، ولكن الحديث هنا موجه للإجابة على سؤال محدد.

الأسئلة الذكية لا تقاوم، أنها مؤثرة على أغلب الأفراد، أنها تثير الذهن، وتعطي الأفراد فرصة استخدام عقولهم بطريقة بناءة.

عالم المعرفة والمهارة والسلوك والإدارة والقيادة والتنظيم والجماعة يبدأ بعلامة الاستفهام؟

ثانيا: ما هو الهدف من السؤال؟

يساعد إتقان توجيه السؤال، على كشف حقيقة أي موقف بوضوح وجلاء، وبشكل عام فإنه يستخدم في الحالات التالية:

           1.  إقناع الآخرين

           7.  الحصول على معلومات

           2.  زراعة الأفكار

           8.   إزالة الأفكار المشوشة

           3.  تحفيز العاملين

           9.   حل المشكلات

           4.  استبعاد ألم النقد

10.       تقليل الأخطاء

           5.  التغلب على المعارضة وتفاديها

11.              بناء علاقة التعاون

           6.  استيضاح البيانات والحقائق

         12. وقف القلق

إن المحور الأساسي للسؤال (المقصود أي سؤال)، هو في “فن” توجيه السؤال المناسب، في الوقت المناسب، للشخص المناسب، هكذا تنفجر ينابيع النجاح.

 ثالثا: ما هي الصيغة الصحيحة للسؤال؟

كيف؟

السؤال مرآة تعكس شخصية السائل، السؤال المفكك يدل على شخصية غير متماسكة، السؤال الذكي الهادف يدل على ما يتصف به السائل من حكمة وذكاء.

إذا كنت عضو لحنة قيادية، او أمين سرها، ووجدت صعوبة في إنجاز الأعمال لدى من تقودهم، فهل تسألهم؟

هل لديكم مشكلة ما؟ أو كيف أستطيع مساعدتكم لإنجاز أعمالكم؟

تذكر الفرق بين السؤالين؟

رابعا: ما هي أنواع الأسئلة؟

السؤال المناسب

تنتمي معظم الأسئلة إلى مجموعتين عريضتين هما:-

1.  الأسئلة المغلقة:-

وهي تلك الأسئلة التي تبحث عن معلومة جزئية محددة، قد تتبعها مناقشة توضيحية إذا لزم الأمر، ومن خصائصها الإجابة بكلمة (نعم) أو (لا)، أو بعبارة بسيطة تطابق الحقيقة، وهي مقيدة.

2. أمثلة على الأسئلة المغلقة

 كم نموذجاً تريد؟

 من المسئول عن الطباعة؟

هل تريد أن تتقدم في العمل النضالي؟

 هل هذا التقرير كامل؟

هل وصلت القرطاسية في موعدها؟

هل تسلمنا كل الفواتير؟

ما هو الموعد المحدد للاجتماع؟

هل طلبت مقابلة أمين السر؟

3. استنتاجات، وخلاصة

السؤال المغلق جذاب، ولافت للانتباه، ومن هنا تنبع فائدته، فهو يوفر الوقت، ويحفظ المسائل والمبادرة في توجيه الحديث، ويستخدم لتأكيد ما تم الاتفاق عليه.

4.  الأسئلة المفتوحة:

هي تلك الأسئلة التي تشحذ التفكير، وتشجع على مواصلة المناقشة، هي الفئة التي تنتمي إليها الأسئلة الذكية.

5 – تكوين الأسئلة المفتوحة

امثلة لتكوين أسئلة مفتوحة:-

ما هي خطتك للتعامل مع هذا الموقف؟

ماذا يعود عليك إضاعة الوقت مع الزملاء؟

ما هو شعورك حيال ذلك؟

حدثني عن نفسك؟

ما هو الأنسب لمصلحة العمل؟

ما الذي يعجبك في خطة الشهر القادم؟

6. استنتاجات وخلاصة:

أكثر الأسئلة قيمة للكوادر هي الأسئلة الذكية، حيث تؤدي إلى نتائج، وتشجع النمو والتطور، وتجمع المعلومات اللازمة، والحقائق المستهدفة، إنها تشبه الطرق المفتوحة التي تشجع على الاستكشاف.

السؤال المفتوح يتيح للشخص الآخر بناء الاتصال والإسهام في عملية تبادل المعلومات، والتوصل إلى حلول للمشكلات والمواقف الصعبة وذلك من خلال إنتاج أفكار جديدة.

إنها تشجع الشخص الآخر على التفكير الدقيق في إجابته، وإن لم تكن الإجابة جاهزة، تعطيه الوقفة الطبيعية بعد السؤال فرصة التفكير، أما إذا كان الجواب حاضراً، فإنك توفر له فرصة الحصول على معلومات وأفكار واتجاهات جديدة، بها تستطيع توجيه سلوك الآخرين، وتساعدهم على تركيز تفكيرهم، وشحذ هممهم، واستخلاص احتياجاتهم من كلماتهم، إنها وسيلة حفز وإثارة وتدريب، وخير وسيلة لمعرفة مشاكل الاعضاء ومواجهتها.

من المفيد التذكير هنا إلا عديد الكوادر يوجهون سؤالا واحداً مفتوحاً من بين كل عشرين سؤالاً، ويرجع ذلك إلى سببين:-

السبب الأول:-

عدم إدراك الكوادر لأهمية الأسئلة المفتوحة، ولم يألفوها في الحياة العامة، وضعف طرق استخدامها.

السبب الثاني:-

إن الأسئلة المفتوحة تحتاج إلى جهد أكثر في التفكير والصياغة، وإلى انتباه جيد للإجابة، السؤال المفتوح يستغرق وقتاً أطول للتفكير به.

7.  كيف تحول الأسئلة المغلقة إلى مفتوحة؟

أمثلة على ذلك:

س:- هل لجنتكم القيادية معنية بالتثقيف والتدريب؟

جـ:- نعم.

س:- من يحضر هذه الجلسات والدورات؟

جـ:-كوادر من القيادات الوسطى (امناء سر مناطق، اعضاء لجنة اقليم).

س:- هل المدربين من داخل أم من خارج الاطار؟

جـ:-من الاطار.

س:- كم مرة سنوياً تعقدون هذه الدورات؟

جـ:-حوالي مرة شهرياً، أو كلما تدعو الحاجة.

س:- كم يوماً تستغرق الدورة؟

جـ:-يومين أو ثلاثة.

س:- ما هي النتيجة في تقديرك؟

جـ:-جيدة.

     8.        ما هو السؤال الواحد الذي يغنيك عن الأسئلة الستة السابقة؟

س:- هل تستطيع أن تحدثني عن نوع التثقيف والتدريب عندكم؟

جـ:-كل الأجوبة الستة في المثال السابق.

خامسا: كيف تصيغ السؤال الذكي؟

بإضافة كلمة أو كلمتين هما:-

(ماذا) و (كيف)، أو (هل يمكن) وإليك بعض الأمثلة:

هل يسبب لك الحاسوب أي متاعب؟

هل تحب السفر؟

هل يمكن تحسين الإدارة؟

لماذا فعلت ذلك؟

أي الأفكار أفضل؟

لماذا تستخدم هذا؟

استخلاصات.

استعمل (ما) (ما هي) (كيف) (ماذا) (هل)

سادسا: الأسئلة العشرة المثالية:

           1.    ماذا أستطيع عمله لمساعدتك؟

           2.    ماذا يمكن عمله؟

           3.    هل تستطيع توضيح وجهة نظرك؟

           4.    ما هو شعورك نحو هذا العمل؟

           5.    هل تستطيع عرض الموقف؟

           6.    من أي منطق/مرجعية تسأل؟

           7.    ما أسباب عدم التوصل إلى النتيجة المرجوة؟

           8.    ما التغيير المطلوب لإمكان تحسين الأداء؟

           9.    ما هي النتائج التي تتطلع إليها؟

10.     ما هي وجهة النظر التي توجه منها سؤالك؟

 

سابعا: ما هي الأسئلة ذات المردود السيئ؟

أتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتني! لماذا؟ لأنني سألت سؤالاً خاطئاً.

عندما يشعر الفرد بأن الإجابة على سؤاله غير مناسبة، عليه أن يدقق ليعرف إن كان سؤاله هو من النوع ذو المردود السيئ.

الأسئلة ذات المردود السيئ هي تلك الأسئلة التي تكشف عن جفاء، أو شك، أو تهديد، أو إثارة، وسوف تعرض لبعض الأمثلة:-

أين كنت؟

 كم مرة تريد أن أنبهك إلى نفس الخطأ؟

متى تكبر وتنضج؟

 كيف ترتكب مثل هذا الخطأ؟

لماذا؟

ثامنا: الأسئلة الذكية هي التي لا يستعمل فيها، لماذا ابدا!؟

وإذا كان من الضروري استعمالها، فيراعي الحذر الشديد، حتى تحصل على المعلومة الضرورية المطلوبة، كما يمكنك استبدال، لماذا؟ بإداة استفهام مناسبة مثل، ما؟، كيف؟، هل؟، ومن أمثلة ذلك:-

             –   لماذا تؤدي العمل على هذا النحو؟

             –   لماذا تبدي هذا الشعور؟

             –   لماذا تعتقد أنها فكرة طيبة؟

لاحظ الفرق أدناه مع أعلاه

هل لي في مزيد من الشرح؟

ماذا يجول في خاطرك؟

ما رأيك في هذا؟

كيف توصلت إلى هذا القرار؟

هل يمكنك إعطاء بعض الأمثلة؟

الخلاصة، فكر عدة مرات قبل أن تستخدم، لماذا؟، وحاول استبدالها بأداة أخرى أكثر ضماناً للنتيجة.

 

تاسعا: هل هناك وقت مناسب للأسئلة؟ متى؟

 نعم، هناك أوقات مناسبة للأسئلة، وأوقات غير مناسبة.

أمثلة

اثناء العمل، وقراءة التقارير.

التأكد من طبيعة عمل الشخص الذي ستوجه له السؤال.

حاول معرفة حالته الفكرية والمزاجية.

إذا كان مشغولاً.

الأنشغال بالهاتف.

عند معالجة البريد اليومي الورقي أو الاكتروني.

لا تقطع عالم الآخر طالباً منه أن يجيب على سؤالك، مثل هل تسمح لي بدقيقتين؟، سوف يجيبك، بكل تأكيد… تفضل هذه الإجابة تحمل في طياتها انزعاجاً شديداً.

عاشرا: تجنب الأسئلة الرديئة الأخرى:

يشتهر البعض باستخدام أسئلة رديئة للتقليل من شأن الآخرين وإشعارهم بالدونية، أوالجهل وعدم الكفاءة، ومن أجل الضغط عليهم ودفعهم إلى عمل شئ لا يريدونه، الكوادر، الأمهات، والآباء والأزواج وغيرهم في مقدمة من يستخدمون هذا النوع المزعج من المناورة، وإذا تضررت أوتذمرت قالوا لك: “إنه مجرد سؤال؟!” من أمثلة هذه الأسئلة.

1.         كيف تجرؤ على قول ذلك؟

2.         ما رأيك إذن؟ إنك لم تقل شيئاً في هذا الاجتماع؟

3.         هل فكرت في العواقب؟

4.         تبدو حزينا جدا، هل حدث ما يسئ؟

5.         هل يعطلك وجودي أو يشغلك؟

6.         هل هذا كل شئ؟

7.         هل يمكنك أن تتفرغ لي قليلاً؟

8.         عندما تفرغ اتصل بي هاتفيًا … هل أنت موافق على ذلك؟

9.         هل أكون صريحاً معك؟

10.    ألا ترى أنه من الضروري تغيير ملابسك؟ أو تسريحتك أو ربطة عنقك، نبرة صوتك؟

11.    لن تفعل ذلك مرة أخرى… أليس كذلك؟

12.    ألا ترى أنك تتحدث بصوت مرتفع جداً؟

ومع ذلك فنحن بشر، وليس منا من هو معصوم من التورط في سؤال رديء.

 ومن أفضل طرق تجنب توجيه سؤال رديء، أن تتفهم جيداً خصائص شخصية الفرد الذي تتحدث إليه، لأن استجابات الأفراد للأسئلة تختلف باختلاف شخصياتهم. وباختلاف الأسئلة ذاتها. وعلينا أن نختار لمختلف الأشخاص الأسئلة التي تناسبهم وتستهويهم.

المراجع:

1-  فن الإدارة بالسؤال، أحمد جمال الدين، دار القرآن الكريم القاهرة، ج.م.ع. 1995.

2- استحلاصات من محاضرات في جامعة الاستقلال، ومركز العلوم الادارية- الامن الوطني، ومركز الشهيدة نبيلة برير للتنمية البشرية والتدريب الاداري.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى