منوعات

محمد قاروط أبو رحمه: سادة اتجاهنا لا عبيد واقعنا، من الواقع إلى الهدف: أهمية الاتجاه في التغيير

محمد قاروط أبو رحمه 8-12-2025: سادة اتجاهنا لا عبيد واقعنا، من الواقع إلى الهدف: أهمية الاتجاه في التغيير

(الملخص: لكي ننجح، علينا أن نكون سادة اتجاهنا، لا عبيد واقعنا. الاتجاه هو الذي يملك القوة المحركة لنقلنا من حالة الجمود إلى حالة التحقق والوصول إلى الأهداف المنشودة.)

 كثيراً ما نجد أنفسنا نردد مقولة: “ليس الصعوبة بما نحن فيه الآن، الصعوبة في كيفية الانتقال مما نحن فيه إلى النقطة التي نريدها”.

هذا الاعتراف يضع إصبعه على جوهر التحدي الانساني السياسي والإداري: الجمود أسهل من الحركة، والعيش في الواقع المفروض أسهل من بناء واقع مرغوب.

إن المشكلة الحقيقية ليست في الوضع الراهن بحد ذاته، بل في الفجوة الهائلة التي تفصل بين “اين نحن الآن؟” و “حيث نرغب أن نكون”. ولردم هذه الفجوة، يجب أن نغير نظرتنا جذرياً: علينا الاهتمام بالاتجاه أكثر بكثير من الواقع الحالي، لأن الاتجاه هو القوة التي ستنقلنا فعلياً من حالة الجمود إلى حالة التحقق والوصول إلى الأهداف. القوة ليست في قبول الوضع الراهن والعيش فيه، بل في استخدام معرفتنا به كوقود لرحلة التغيير والانتقال المخطط لها.

المرحلة الأولى: الفهم العميق للواقع (كنقطة انطلاق لا محطة وصول)

الخطأ الشائع هو البقاء في الواقع والتعايش السلبي مع التحديات. المنهج الفعال يتطلب استخدام الواقع كـ “تشخيص دقيق” للموقف الحالي، وليس كـ “حكم نهائي” علينا بالبقاء فيه. لفهم الواقع بعمق:

التشخيص الصادق: نسأل أنفسنا: ما هي الأسباب المنهجية التي جعلتنا نقبل بهذا الوضع وما زلنا فيه؟ (مثل: نقص مهارات، خوف من المجهول، التزامات محددة، سياسات امنية او اقتصادية او سياسية غير فعالة).

تحليل الموارد: قم بجرد دقيق لما تملك من قوة وما ينقصك من معرفة.

الواقع هو خط الأساس الذي نقيس منه تقدمنا. فهمه يعني أننا نعرف بالضبط مقدار الجهد اللازم للوصول إلى الهدف، وهذا الفهم هو وقود الانطلاق الذي يدفعنا لضبط البوصلة.

المرحلة الثانية: بناء رؤية الانتقال وتحديد الاتجاه (تفعيل البوصلة)

هنا يكمن جوهر التحول، حيث نحدد المسار الذي ننوي سلوكه. إن تحديد الهدف بدقة هو تحديد “الاتجاه”. بدلاً من الرغبات العامة (“أريد الأفضل”)، يجب صياغة أهداف محددة وقابلة للقياس (“أريد تحقيق هدف محدد في فترة زمنية محددة”).

الاتجاه هو بوصلتك التي لا تخطئ:

رسم المسار: الخطة التفصيلية للتحرك هي تجسيد للاتجاه الذي اخترناه. الانتقال لا يحدث فجأة، بل عبر خطوات صغيرة ومراحل وجداول زمنية محددة.

إدارة مقاومة التغيير: التمسك بالاتجاه يساعد على تجاوز العقبات النفسية والعملية التي يفرضها الواقع الحالي. الرؤية الواضحة للوجهة تمنحك الدافع للاستمرار في العبور وتجاوز منطقة الراحة.

المرحلة الثالثة: التنفيذ والمرونة في المسار

الانتقال يتطلب حركة مستمرة وتعديلاً للمسار لضمان البقاء على الاتجاه الصحيح.

الانطلاق: البدء بتنفيذ الخطوة الأولى فوراً. الحركة تخلق الزخم وتكسر الجمود الذي كان يمثله “البقاء في الواقع”.

المرونة والتكيف: قد لا تسير الخطة كما هو متوقع. نستخدم فهمنا للواقع المتغير لتعديل مسارنا، ولكن دون تغيير الاتجاه الأساسي للهدف المنشود.

في الختام: نحن سادة اتجاهنا

المشكلة ليست أين نحن اليوم (الواقع الحالي)، بل كيف نتحرك من مكاننا الحالي إلى حيث نريد أن نكون (الاتجاه).

لكي ننجح، علينا أن نكون سادة اتجاهنا، لا عبيد واقعنا. الاتجاه هو الذي يملك القوة المحركة لنقلنا من حالة الجمود إلى حالة التحقق والوصول إلى الأهداف المنشودة.

السيطرة على اتجاه حياتنا هي الفلسفة التي تحول الوجود السلبي إلى إنجاز فعال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى