منوعات

محمد قاروط أبو رحمه: الى معلمي هيئة التدريب العسكري وقوى الأمن الفلسطيني: بركاتُ المعلّم، ضوءٌ في ليلِ السائرين

محمد قاروط أبو رحمه 15-12-2025: الى معلمي هيئة التدريب العسكري وقوى الأمن الفلسطيني: بركاتُ المعلّم، ضوءٌ في ليلِ السائرين

(الملخص: بركاتُ المعلمِ؛ مثلُ درعِ المحاربِ؛ مثلُ دعاءِ امٍ؛ مثلُ ضوءِ شمعةٍ في ليلٍ حالكٍ؛ فقيرٌ من ليسَ له معلمٌ)

يُقال إن الإنسان يولد مرتين: مرةً حين تمنحه أمه الحياة، ومرةً حين يمنحه المعلم “بصيرة” ليفهم هذه الحياة. وفي دروب العمر الوعرة، التي تشبه جبال الجنوب الفلسطيني واللبناني ووديانهما، لا يحتاج المرء فقط إلى جسد متماسك، بل إلى “بركة” ترعى خطاه؛ تلك هي بركة المعلم.

مثل درع المحارب

الحياة في جوهرها صراع مستمر، والمؤمن برسالة أو قضية هو “محارب” في ميدان الوعي. بركة المعلم في هذا الميدان لا تأتي ككلمات تُلقن، بل كدرعٍ صلب يقي الروح من سهام الجهل، ومن طعنات اليأس. المعلم هو الذي يمنحك الأدوات لتصمد، وهو الذي يشدّ أزر إرادتك حين تميل بك السبل، تماماً كما يحمي الدرع قلب المقاتل في ذروة الالتحام.

مثل دعاء أم

هناك بعدٌ روحي في علاقة المرء بمعلمه تشبه في قدسيتها “دعاء الأم”. إنه ذلك النوع من البركة الذي يرافقك دون أن تراه، يفتح لك الأبواب الموصدة، ويمسح عن جبينك عناء التعب. دعاء الأم يمنح السكينة، وبركة المعلم تمنح اليقين. كلاهما حبل سري يربط الكائن بمصدر القوة والأمان، ويجعل الفرد يشعر أنه ليس وحيداً في مواجهة العواصف.

مثل ضوء شمعة في ليل حالك

في “الليالي الحالكات” التي تضل فيها الرؤية، تبرز قيمة المعلم كشمعة لا تنطفئ. قد لا يكون المعلم هو “الفجر” المكتمل، لكنه بالتأكيد هو “الشعلة” التي تريك موضع قدمك وتدلك على الطريق نحو ذلك الفجر. إنه الضياء الذي يبدد وحشة التيه، واليد التي تمتد لتشعل في داخلك شمسك الخاصة، ليحولك من “مستنيرٍ به” إلى “مستنيرٍ بذاتك”.

فقيرٌ من ليس له معلم

إن الفقر الحقيقي ليس فقر المال أو الجاه، بل هو “يتم الوعي”. فقيرٌ ذلك الذي يعبر الحياة دون أن يرتوي من حكمة مرشد، أو يستظل بفيء معلم. من ليس له معلم، يظل حبيس تجاربه المحدودة، يكرر أخطاءه، ويغرق في “بحر” التفاصيل دون أن يجد “سماءً” ينجو إليها ويتحرر فيها. المعلم هو الذي ينقلنا من ضيق الذات إلى رحابة الكون.

في الختام

إن هذه البركات هي التي تصنع الإنسان “البدر”، والإنسان “الشروق”. هي التي تجعل من القادة الشهداء وأمثالهم من حكماء الدرب، منارات لا تخبو، يحملون قلعة الشقيف في ذاكرتهم، والسماء في بصائرهم، ويوزعون النور على المارين نحو الحرية.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى