منوعات

محمد قاروط أبو رحمة: دور تدريبات المشاة العسكرية في تنمية القدرة على الاعتماد على الذات

محمد قاروط أبو رحمة 31-7-2025: دور تدريبات المشاة العسكرية في تنمية القدرة على الاعتماد على الذات

محمد قاروط أبو رحمه: كيف يؤثر تدريب المشاة على تعامل الفرد مع الفشل؟

 

الملخص: الاعتماد على الذات لا يعني العزلة، بل يعني الثقة بالذات والثقة بالنفس على إدارة الحياة بشكل مستقل وفعال مع طلب المساعدة عند الحاجة.

من ضمن اهداف أخرى، تساعد تدريبات المشاة العسكرية الفرد على تطوير قدراته على الاعتماد على ذاته في: 

  • القدرة على اعتماد الفرد على قدراته ومهاراته الشخصية لتحقيق النجاح في الحياة والعمل.
  • والقدرة على حل المشكلات.
  • والقدرة على اتخاذ القرارات.
  • والقدرة على التواصل بفعالية.
  • والقدرة على تحمل المسؤولية عن أفعاله واقواله وقراراته الفردية.

تطوير هذه القدرات تساعد الفرد على بناء الثقة بالذات والثقة بالنفس، والمرونة، والاستقلالية، مما يقلل من الاعتماد على الآخرين.

المهارات التالية تساعد الفرد على بناء القدرة على الاعتماد على الذات:

  • حب الذات: حب الذات ليس انانية. حب الذات هي الطريقة التي تعامل بها ذاتك. انها اعطاء الاولوية لسعادتك ورفاهيتك وما انت مؤمن به. انها الطريقة التي تتعامل بها مع مشاعرك وافكارك، انها قبول نقاط قوتك ونقاط ضعفك وطريقة قبول مظهر جسمك، انها الطريقة التي تعامل نفسك بها بلطف ورحمة، انها الطريقة التي تدعم بها خيارات دعم افكارك واهدافك وصحتك الشاملة.

ان الطريق لحب الذات يبدأ بالتوقف عن التفكير في اربعة مسائل، وهي التوقف:

  • التوقف عن نقد ذاتك.
  • التوقف عن لوم ذاتك عن الماضي.
  • التوقف عن القلق والخوف من المستقبل.
  • التوقف عن مقارنة نفسك بغيرك.

 ثم استبدل النقد بالتقييم.

واستبدل اللوم على ما مضى بالتعلم من تجاربك.

واستبدل القلق من المستقبل بالتخطيط له والعمل من اجله.

 واستبدل مقارنة نفسك بغيرك بحقيقة ان كل فرد له خصائص تميزه عن غيره وانت ذاتك لا يشبهها ذات اخرى.

باستثناء محبة الله ورسوله، إذا ذكرت خمسة اشخاص تحبهم ولم تكن انت اولهم فانت مخطئ.

مخطئ لان من لا يحب ذاته كيف يحب غيره؟

ومن لا يحب ذاته لا يحق له ان يعمل او يطلب من غيره ان يحبه. حب الذات ليس رفاهية، انه اساسي وحجر الاساس لحياة جيدة، لأنه من خلاله تستطيع عمل اي شيء اخر بحياتك بحب دون انتظار مديح الاخرين لما قمت به.

والسؤال الان كيف أحب ذاتي؟ كيف يحدث الحب بيننا وبين شخص اخر؟ يحدث الحب بين الفرد وذاته.

في البداية يلفت انتباها شكل او تصرفات شخص ما، ثم نبدأ بالتقرب منه والحديث معه بهدف سبر غور شخصيته والتعمق بمعرفته لاكتشاف إيجابيات وسلبياته من وجهة نظرنا. ثم نعمل على حصر الصفات والخصائص والمهارات والاهتمامات والمصالح والاهداف المشتركة. وهذا يتطلب زيادة التواصل مع الشخص الذي لفت انتباهنا حتى نقع في حبه. في مرحلة التواصل مع الشخص الذي لفت انتباهنا نركز على الصفات والخصائص التي نحبها ولا ننتبه الى عيوب الشخص ونواقصه، من هنا استنبط المثل (الحب اعمى). وحب الفرد لذاته يتطلب السير على خطى المثال السابق، بحاجة ان نجلس مع أنفسنا، ونبدأ بذكر وتعداد وحتى تسجيل الخصائص والصفات التي تميزنا عن غيرنا، ثم نقيم معها رابط الحب. هناك فرق جوهري مهم بين حب الذات وحب الاخرين يتلخص بان حب الاخرين اعمى، اي نركز من البداية على ما يبهرنا والمشترك بيننا وما نحبه في الاخر. اما حب الذات فله عيون كثيرة. ولان له عيون كثيرة فأول ما يظهر منا او نراه عندما نبدأ مسيرة حب الذات هو الخصائص السلبية والنواقص وليس الخصائص الايجابيات والفضائل. لذلك حب الذات اصدق. ولأنه صادق علينا التعامل معه بصدق، نكتب ما نراه من نواقص وعيوب حتى يبدأ ظهور خصائصنا الايجابية وفضائلنا وانجازاتنا. ثم نبدأ رحلة التخلص من السلبيات اولا. وسوف نذكر لاحقا اهمية التخلص من السلبيات قبل تعزيز الايجابيات.

  • احترام الذات وتقديرها: وتقدير الذات هو تحسين الشعور الإيجابي تجاه الذات من خلال التعرف على المواقف التي تؤثر على الثقة بالنفس، ومواجهة التفكير السلبي، وتعديل الأفكار والمعتقدات السلبية، ووضع حدود شخصية.
  • تحديد الأهداف: وضع أهداف قابلة للتحقيق وتحديد خطوات عملية لتحقيقها.
  • اتخاذ القرارات: القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
  • حل المشكلات: القدرة على تحليل المشكلات وإيجاد حلول فعالة لها.
  • التواصل الفعال: القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وفعالية.
  • بناء العلاقات: القدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • تحمل المسؤولية: تحمل مسؤولية الأفعال والنتائج.
  • المرونة: القدرة على التكيف مع التغيير والتعامل مع المواقف الصعبة.
  • الاستقلالية: القدرة على القيام بالأشياء بمفردك دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
  • التعلم المستمر: الرغبة في التعلم واكتساب مهارات جديدة.

كيف تنمي وتطور مهارات الاعتماد على ذاتك؟:

  • حصر نقاط قوتك وضعفك وتعرف عليها، واستثمر نقاط قوتك واستخدامها لتحقيق أهدافك، واعمل على تطوير نقاط ضعفك.
  • وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق في وقت قصير، ابدأ بأهداف صغيرة قابلة للتحقيق وقم بزيادة صعوبة الأهداف تدريجياً.
  • لا تخشى من اتخاذ القرارات، ابدأ باتخاذ قرارات صغيرة وزد صعوبة القرارات تدريجياً.
  • استمر بالبحث عن فرص للتعلم، شارك في الدورات التدريبية، واقرأ الكتب، واستفد من خبرات الآخرين.

ابني شبكة علاقات، تواصل مع الآخرين وقم ببناء علاقات صحية وداعمة.

  • تحمل المسؤولية، تحمل مسؤولية اقوالك وأفعالك ونتائجها.
  • لا تتوقف من ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة الجسدية والنفسية.
  • كن متفائل دائما وفكر بإيجابية، وحافظ على تفاؤلك وابني اعتقادا راسخا بانك قادر على تحقيق النجاح.
  • تقبل الذات، وتقبلها مع عيوبها.

 

ان الأهداف الخمسة التي تساعد تدريبات المشاة على تطويرها، ومهارات الاعتماد على الذات الاحدى عشر التي افردت لحب الذات منها نصا طويلا لأهميتها، وكيف تنمي وتطور مهارات الاعتماد على ذاتك؟ تبدأ من خطوات بسيطة يتعلمها الفرد اثناء تدريبات المشاة، مثل: الاستيقاظ اليومي الباكر بدون مساعدة، وترتيب مكان النوم، وتنظيف غرفة النوم، والبدء بالنظافة الشخصية، والنزول الى ميدان التدريب، وتناول الطعام المتوفر، وتنظيف مكان الطعام، وتنظيف أدوات الاكل، والمساعدة في تنظيف أماكن التدريب، وغسل الملابس الشخصية، وهكذا.

يبدا الاعتماد على الذات من ابسط المسائل ثم يتطور الى الأقل بساطة، ثم الى الأمور الأكثر أهمية.

ان تدريب الاعتماد على الذات، لا يزال ضمن التدريب العارض او الضمني في برامج تدريبات المشاة في هيئة التدريب العسكري وقطاع الامن، ولا يزال أيضا ضمن التدريب العارض في المخيمات والمعسكرات الشبابية ومعسكرات الاشبال والزهرات الصيفية والشتوية وحتى في تدريبات وبرامج الكشافة، وفي برامج المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

*التوصية: نقل تدريبات الاعتماد على الذات من التعلم الضمني الى التعلم المقصود يحقق نتائج أفضل على صعيد الفرد وعائلته والمجتمع.*

*وتوصيتنا الى عائلات الافراد الذين يتلقون تدريبات المشاة، بان تساعد العائلات أبنائها على الاستمرار في الاعتماد على الذات في أمور الحياة اليومية، لان ذلك يساعدهم على تنمية وتطوير قدرات ومهارات الاعتماد على الذات الأكثر أهمية.*

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى