أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب – مطار قلنديا .. آخر الأحلام

محمد سلامة – 9/12/2020

قيام إسرائيل بالمصادقة على بناء  (9000) وحدة استيطانية شمال القدس وتحديدا على أرض مطار قلنديا يمثل إنهاء آخر أحلام السلطة الفلسطينية فيما يخص الانتقال إلى دولة لها مطارها المدني وكان إلى وقت قريب، شبه جاهز  للاستعمال ويحتاج إلى بعض الصيانة والتجهيزات الحديثة ،ومؤسسات أخرى.

نتنياهو بادر إلى الإتصال بوزير الخارجية الأمريكي ماك بومبيو الذي بارك خطوة بناء المستعمرة الجديدة على أرض مطار قلنديا، وبذلك يواصل سياسة إستثمار علاقاته مع إدارة ترمب قبل رحيلها، وما يمكن قرائه أن المصادقة على بناء البؤرة الاستيطانية في قلنديا جاءت من مجلس المستوطنات الذي طلب موافقة الحكومة الإسرائيلية وموافقة واشنطن كي تمول جزءا من المشروع الاستيطاني، وهذا ما حصل، حيث صادقت حكومة نتياهو ثم بادرت واخذت المباركة الأمريكية مع تعهدات بالموافقة على التمويل، وهذا لقطع الطريق على أي محاولات من إدارة جو بايدن لمنع الاستيطان أو الطلب بتجميده وتجميد التمويل للمستوطنات الجديدة.

شمال القدس مطار قلنديا، وقد شرعت جرافات الاحتلال في تسويته تمهيدا لبناء تسعة الأف وحدة في المرحلة الأولى، وغرب شمال القدس الشرقية هناك اكبر مستعمرات الضفة معاليه ادوميم (مجمع استيطاني على جبل أبو غنيم)،وبهذا المشروع الاستيطاني الجديد تطبق سلطات الاحتلال على كامل القدس الشرقية باستثناء معبر يتيم من الشرق الشمالي وتحديدا من جهة رام الله التي يمر بها شارع محاط بمستوطنات من جهتيه الشرقية والغربية كي يدخل الناس إلى القدس الشرقية.

إسرائيل أخذت ما إرادته من صفقة القرن قبل أن يغادر حليفها دونالد ترمب الرئاسة، الإعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة، وتشطيب ما تبقى من ملفات الحل النهائي لحصرها في ملفات خدماتية للشعب الفلسطيني، فلا تفاوض على الاستيطان ولا على حدود( 67) ولا على القدس الشرقية ولا على اللاجئين، فيما يقابل هذا تصريحات سامة لإسرائيل من وزير خارجية جو بايدن الذي أكد أن بلاده ستفتح قنصلية لها في القدس الشرقية والاعتراف بها ضمن مناطق محتلة، وأنها ترى أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

اجهزت حكومة نتياهو على مطار قلنديا، ولن تتراجع أمام إدارة بايدن، فقد شرعت ببناء البؤر الاستيطانية وحصلت على جزء من التمويل الامريكي، والنقطة الأكثر غيابا أن فترة بناء تسعة الأف وحدة لا يستغرق وقتا يذكر ذلك أن إسرائيل تبني المساكن الجاهزة بالتركيب، فلديها تكنولوجيا متطورة في البناء، كونها تقوم بتسوية الأرض وبناء قواعد أرضية جاهزة لوضع واجهات الحيطان عليها فيما يعرف بالبيوت الجاهزة، والتركيب لتسعة آلاف منزل لا يحتاج سوى أيام معدودات، وربما قبل تنصيب الرئيس بايدن في 20/يناير القادم تكون المستعمرة الجديدة جاهزة بمستوطنيها.

أحلام الفلسطينيين في استرداد أرضهم المحتلة يبددها نتنياهو وفريقه المتطرف، وفرض الأمر الواقع على أرض مطار قلنديا أنهى آخر الأحلام بأن يكون للسلطة مطار مدني بمواصفات عالية قرب القدس من جهة شمالها الذي كان مفتوحا، واليوم محاولات ثنيه أو لجمه باتت صعبة، فالخلافات الإسرائيلية تنتهي بسرعة أمام مصالح مجلس المستوطنات المتطرف، والحل الوحيد لكل المستوطنات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية هو المقاومة الشعبية أو المسلحة دون توقف حتى تنسحب إسرائيل بمستوطناتها كما حدث في غزة عام 2005م وقبلها في جنوب لبنان عام 2000م دون شروط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى