أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب – «عباس وحماس» وأشياء أخرى

بعثت السلطة الفلسطينية رسالة مشتركة، إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكدت فيها التزام منظمات فلسطينية بما فيها حماس قبول دولة فلسطينية على حدود 1967م،بما فيها القدس الشرقية،مؤشرة على قبولها إستئناف المفاوضات،وتبعتها بإعلان وثيقة الحرية على موقع الرئاسة لتقول لواشنطن أنها ستكون دولة ديمقراطية مجاورة لإسرائيل. 

المستشرق الإسرائيلي موردخاي كيدار قال:أن إدارة بايدن ستفرض إقامة دولة فلسطينية رغم أنف إسرائيل، مؤشرا على دور كبير لماهر البيطار مستشار الأمن القومي في الاستخبارات الأمريكية، وأن تجديد شرعية مؤسسات السلطة بالانتخابات خطوة في اتجاه تحريك ملف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

الرئيس عباس بخطواته السياسية وتناغمه مع إدارة بايدن وقبول حماس لقيادته والمشاركة في الإنتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية سوف تضع قضية فلسطين على طاولة الحل، وهناك من يؤشر على نهاية نتنياهو وأحلامه في العودة إلى تشكيل الحكومة، ولهذا فإن الحراك المرتقب سوف يحدد خارطة طريق واضحة لإقامة دولة فلسطينية، وما تريده السلطة هو تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يعترف بها كدولة على حدود 1967م. 

المستشرق كيدار يؤشر على تفاهمات تمت بين الرئيس عباس وقيادة حماس، وأن التناغم الراهن يشي بأن يتم تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات،مقابل تعهدات أمريكية بإقامة دولة فلسطينية ،وإذا قاومت إسرائيل ذلك فإن واشنطن معنية بالتحرك لفرملته، وهناك تسريبات غير مؤكدة تقول أن حركة الجهاد الإسلامي وافقت أيضا على تفاهمات عباس وحماس، فيما نقل آخرون أنها على علم بها، لكنها لن تعرقل الجهود المبذولة لإنجاز إنتخابات تشريعية ورئاسية. 

تفاهمات «عباس وحماس « ..تأتي هذه المرة وسط ظروف إقليمية ودولية،وتعطي صورة واضحة عن رغبة حقيقية في إنجاز إتفاقية سلام شاملة، وتبعاتها سوف تطال ليس مناطق إسرائيل والفلسطينيين بل استقرار المنطقة وسوف تؤثر على جميع الملفات الإقليمية بما فيها محاربة الإرهاب وسلالاته المتحورة، وإنهاء أزمات ليبيا واليمن وربما التمهيد لحلحلة ملفات سوريا والعراق، وبما يحد من تدخلات إيران الإقليمية،وسياق التحولات الحاصلة في المواقف الجديدة لدول المنطقة تتلاقى فى جوهرها مع الديبلوماسية الأمريكية الراغبة بإعادة هندسة الإقليم لاعادته إلى المظلة الأمريكية وترجمة لشعار الرئيس بايدن..»امريكا عادت». 

إسرائيل ليست بعيدة عن الأمر والخوف كله أن تعمل على فرملة تفاهمات «عباس وحماس».. كما فرملت قبلها تفاهمات «أولمرت عباس «..والتي كانت نقطة تحول في مسار حل قضية فلسطين..(هذا لو كتب لها النجاح)، وبكل الأحوال فإن وجود إدارة بايدن أسقط مشروع صفقة القرن واوقف طوفان التطرف الصهيوني نحو الارض الفلسطينية،وإذا وافقت(إدارة بايدن) على تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يعترف بدولة فلسطين فإن ذلك يعتبر بداية النهاية لأحلام المتطرفين الصهاينة في ابتلاع فلسطين كلها، فما زالت حاضرة قرارات إدارة باراك أوباما عندما سمحت في آخر أيامها بتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وشكلت أكبر لطمة لسياسات إسرائيل التوسعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى