أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب –  خراب إسرائيل الثالث …!!

محمد سلامة – 25/11/2021

كثر الحديث في اوساط النخب الصهيونية عن أن إسرائيل ذاهبة إلى طريق الخراب الثالث وأن سيرورة الأحداث حولها في روايات قديمة دينية وتاريخية تؤشر على أن النمل الأبيض يعشش في قلبها وبين اضلاعها وأن محاولات الافلات غير ممكنة، ولا مستقبل لليهود في هذه الأرض مهما فعلوا من أجل البقاء طويل الأمد.

المحلل والباحث الاسرائيلي امنون ابراموفيتش يرى أن أخطر ما تواجهه دولة إسرائيل ليس محاكمة نتنياهو على فساده بل طريق الخراب الثالث الذي دخلت فيه وغير قادرة على الخروج منه،وكما تروي صفحات التاريخ اليهودي عن دمار الهيكل (الخراب الأول) بعد موت سليمان وانقسام مملكتته ودخول جيش ملك بابل نبوخذ نصر القدس وسبي اليهود على ثلاث دفعات، ثم الخراب الثاني بعد قيام الجنرال اليوناني طيطس بهزيمة اليهود وتدمير هيكلهم عام( 70)م،ها هي إسرائيل ذاهبة إلى الخراب الثالث كون النمل الأبيض في كينونتها يستقر ،وكون اضلاعها لا تقوى على حمايتها من نفسها واعدائها .

امنون يرى في أن البيت الاسرائيلي غير أمن وغير مستقر وأن وجود غير اليهود بهذه النسب في داخلها يهددها في وجودها ويشكل عنصر التدمير الداخلي، فالجرائم وانتشار الأسلحة والنفور بين مكونات الشعب اليهودي ووجود غير اليهود في البيت وسكنه والتحكم بامنه ومستقبله سوف يقوى بمرور الزمن كما أن مجاوري البيت اليهودي أقوياء ويمتلكون السلاح ولا يخافون المواجهة وقلوبهم قاسية،..هذا عدا وجود عدو خارجي لا نملك قوة قادرة على ازاحته أو قتله قبل أن يقتلنا..هذه كلها مشابهة لاحداث سبقت الخرابين الأول والثاني وأن الصورة قريبة من الخراب الثالث للبيت اليهودي وهو ما يفسر لنا( كما يقول امنون)الهجرة المعاكسة للشباب اليهودي إلى أوروبا والعالم الحر .

خراب إسرائيل الثالث قادم لا محالة، واسبابه ودوافعه أصابع عدوانية صهيونية بحته، فبقاء دولة اليهود ليس بامتلاكها القنبلة النووية بل بإزالة النمل الأبيض من قلبها وكسر أضلاع الشر من حولها، وهو ما لا تقوى عليه حتى مع حلفائها من الامريكين والغرب ولهذا اطل امنون وغيره محذرين من أن الخراب الثالث قادم وأن تفاديه أو منعه ليس بيد إسرائيل وحدها اليوم.

خراب إسرائيل الثالث بأيدي قادتها ممن يرفضون السلام، ويحاولون الهيمنة على المنطقة كلها وسرقة ثرواتها، ويواصلون العدوان على الشعب الفلسطيني،ولن تحميهم اتفاقات التطبيع السياسي والامني والاقتصادي،فكل التوقعات تشير إلى أن تواصل الحروب المفتوحة مع غزة ولبنان وسوريا وأن الخراب الذي نراه اليوم في عموم دول المنطقة سوف يرتد إلى قلب إسرائيل وربما تغيب عن الخارطة بما لا يتوقعه امنون واشباهه أو بما لا نتوقعه نحن، فهي تسير طواعية إلى نهايتها الحتمية..هكذا تروي لنا كتبنا وتاريخنا عن زوال اليهود كما كتبهم وتاريخهم عن الخراب الثالث لإسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى