أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب –  انشقاقات واتهامات ..

محمد سلامة – 8/3/2021

تشهد الساحة السياسية والحزبية الفلسطينية موجة غير مسبوقة في تاريخها الحديث بانشقاق القيادي ناصر القدوة وإعلانه الترشح ضمن قائمة مستقلة، مؤشرا على انشقاق جديد في صفوف حركة فتح برئاسة محمود عباس، وسبقه قيادات وازنة أدت ذات الدور في مراحل سابقة ورافقها اتهامات بالخيانة والفساد و..الخ . 

الجديد والخطير في إعلان القيادي القدوة خلال لقائه نخبة من الإعلاميين أنه يدعم الأسير مروان البرغوثي حال قرر الترشح، وأنه عازم على المنافسة ضمن ما أسماه الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني، وأنه يرى ضرورة التغيير من الداخل، والجديد فيه التفاف قيادات من الصف الثاني معه، لكن الخطير هو التداعيات على مستقبل الحركة..وهل هناك جهات إقليمية ودولية وراء ذلك.؟!. 

الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى إجتماع لحركة فتح اليوم الإثنين لوضع اللمسات الأخيرة على إختيار قائمة فتح للانتخابات القادمة، ولا شك أن الإجتماع جرى التحضير له بعناية وهناك توافق على الأسماء وغالبيتها من الوجوه الجديدة (قيادات صف ثاني بفتح)، وهناك من يؤشر على اختراقات داخل القاعدة الصلبة لفتح من قبل قيادات هامة، وأن الحديث يدور علنا عن مرشحين مستقلين وضمن قوائم أخرى قد تتبع القدوة  أو أطراف محسوبة على صقور فتح. 

القيادي القدوة فجر قنبلته بتوقيت سيئ، وقد حاولت قيادات فتحاوية التقليل من اهمية دعوته إلا أن المتابعين يؤشرون بوضوح على تحالفات غير مرئية وصوتية مع الانشقاقات وأن هؤلاء ليسوا قلة، وبالاجماع الشعبي ليس لديهم مخاوف من استبعادهم كون الأمور محسومة ضدهم سلفا ومما يستشف أن المنافسين من الفصائل الأخرى يراقبون ولا يرغبون بالتشويش كون أن الغالبية ترى ضرورة استمرار حركة فتح بقيادة السفينة والتجاوب مع دعوات إستئناف المفاوضات وهناك من يذهب بعيدا إلى القول أن الرئيس عباس محل إجماع وطني وتوافق إقليمي ودولي . 

فتح باعتبارها الفصيل الأكبر والأهم في المعادلة السياسية والحزبية الفلسطينية ترشح اعضاءها ضمن أطر حزبية معروفة، والقائمة يجري اختيارها بعناية والكل مطالب بالالتزام بها، وخروج القيادي القدوة في هذا التوقيت شتت الجهود ودفع إلى القول بأن انشقاقات عمودية داخل فتح يرافقها انشقاقات أفقية في القاعدة ترى أن التغيير ضرورة ملحة فيما ترى الغالبية العظمى أن القيادة الحالية برئاسة محمود عباس  ما زالت تحظى بالإجماع الوطني وأن المرحلة تتطلب وحدة الحركة وتجديدها عبر صناديق الاقتراع ليصار الى منحها الشرعية لقيادة المرحلة السياسية الأخطر في تاريخ القصية الفلسطينية. 

الانشقاقات الأخيرة لناصر القدوة..هل يتبعها انشقاق مروان البرغوثي بإعلانه الترشح لمنصب الرئاسة ؟! وهل يعني ذلك أن القوى الدولية وخاصة واشنطن راغبة بتغيير القيادة الفلسطينية ام أن الأمور لا تعدو كونها اجتهادات فردية لبعض قيادات فتح ؟! 

الأيام القليلات القادمات سوف تجيب على هكذا تساؤلات؟!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى