أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب – الضم تأجل لسنة ولم يلغَ

محمد سلامة – 1/10/2020

آخر تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان لإذاعة جيش الاحتلال أن حكومة نتنياهو تعهدت بتأجيل فرض سيادتها على الأغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة لمدة عام، وهذه ليست آخر اكاذيبه واليكم الأسباب:-

بداية..فريدمان معروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ضد السلطة الفلسطينية ،وله دور بارز في ترتيبات صفقة القرن مع جيرهارد كوشنر مستشار الرئيس ترمب وصهره،وسبق أن وبخه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعبارات جارحة وخارجة عن الحصافة والأعراف الديبلوماسية بسبب مواقفه من تغيير قيادة السلطة وتصفية القضية الفلسطينية، وفي قصة تأجيل الضم لسنة فهو يكذب لسبب بسيط أنه ليس وزير الخارجية الإسرائيلي ولا يتحدث باسم حكومة نتنياهو، وانه سفير أمريكي تنتهي صلاحياته بانتهاء ولاية رئيسه في البيت الأبيض.

فريدمان يكذب أكثر مما يتنفس، ففي حال فوز رئيسه ترمب سوف تحاول قيادات اليمين الإسرائيلي المتطرف اللعب بطريقتها لتمرير خطة الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة، وبتقديري أنها لن تنجح، كون ترمب لا يحتاج إلى أصوات اللوبي الصهيوني في إنتخابات أخرى لن يكون طرفا فيها، وكون تصريحاته الأخيرة ولقاءاته مع الجاليات اليهودية لم يقدم أي ضمانات أو تعهدات بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لكي تضم، وأجاب بوضوح عن سوال وجهه له بهذا الخصوص أحد الحاضرين وقال: إن الضم يجب أن يكون بتوافق بين إسرائيل وجيرانها، ويقصد الأردن وربما قبول السلطة الفلسطينية (مشروع الضم جمد بقرار من الرئيس ترمب ) وفي الطرف الآخر من الإنتخابات هو فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وهذا له مواقف معلنة ضد صفقة القرن كلها، وحال فوزه فإن كل شيء اخذته إسرائيل من إدارة ترمب سوف ينتهي، ولن يكون هناك ضم ولا غيره ولا يعني أنه سوف يضغط على إسرائيل لتطبيق القرارات الدولية بل لن يمنحها شيء ولن يعطيها الضوء الأخضر  لأعمال أحادية في الضفة الغربية وسوف يعيد العمل مع السلطة الفلسطينية، ولهذا نقول إن السفير فريدمان يكذب على اذاعة الجيش الإسرائيلي وعلى الجميع…والسؤال لماذا؟!.

الجواب ببساطة وكما هو معروف أنه (اي فريدمان) من الانجيليين الجدد الذين يؤمنون بأن حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات وان خطوة الضم يجب أن يتبعها خطوات أخرى لزعزعة استقرار المنطقة تتيح لها التوسع الجغرافي، وهو صهيوني وذراع قوي لليمين المتطرف في واشنطن وتل أبيب، ويسعى لتحصين مكانة اليمين الإسرائيلي في أي إنتخابات قادمة إلى جانب استقطاب اللوبي الصهيوني الأمريكي إلى جانب الرئيس ترمب.

طالما أن حكومة نتنياهو بوجود إدارة ترمب لم تتمكن من نزع قرار تغطية سياسية لها للضم (ضوء اخضر أمريكي) ضمن خطة صفقة القرن فإنها لن تتمكن بعد سواء فاز ترمب أو منافسه بايدن، ويبدو أن مشروع صفقة القرن قد انتهى إلى غير رجعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى