أقلام وأراء

محمد خروب يكتب – نتانياهو إذ يخشى.. حلّ الكنيست والانتخابات المُبكرة

بقلم  محمد خروب – 3/12/2020

تتصاعد أزمة الثقة بين شركاء الائتلاف الحكومي الفاشي في دولة العدو الصهيوني, على نحو بات يُهدّد بانفراط عقد هذا الائتلاف الذي قام أساساً بين حزب الليكود العنصري الاستيطاني و”أزرق أبيض” وانضم إليهما حزب “العمل”, مُتراجع الشعبية والمُرشح للاختفاء في أي انتخابات مقبلة. 

وإذ تنحصر الأزمة في عنوان رئيسي هو «إقرار ميزانية الدولة للعام الحالي والعام المقبل 2021), حيث يُعارض نتانياهو تمرير موازنة العام المُقبل (رغم موافقته على الموضوع عندما ائتلف مع “أزرق أبيض” ويطرح الآن حلاً وسطاً يقوم بالمصادقة على ميزانيتي العامين في جلسة حكومية واحدة، على أن يُصادَق عليهما في الكنيست في «جلستين منفردتين» فإن مؤشرات واضحة بدأت بالتبلور بشأن تصويت “أزرق أبيض”(كما حزب العمل), على اقتراح قدّمته كتلة (يش عتيد – تيلم) بزعامة يائير لبيد وموشيه يعلون, يدعو إلى حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة, وهو ما تم التصويت عليه امس واقراره بالقرائة التمهيدية بغالبية ٦١ صوتا من أصل ١٢٠ ، ما قد يُفضي قطعاً إلى فرط الائتلاف الحالي, إذا لم «ينفرط» عقد حزب “أزرق أبيض” الذي تعصف به هو الآخر أزمة داخلية, حيث هناك مَن يُعارض فك الإئتلاف الحالي, كون بعض النواب يخشى عدم العودة للكنيست, في ظل استطلاعات الرأي التي تتحدّث عن تراجع شعبية هذا الحزب, وتتوقع له أن يحصل على أقل من عشرة مقاعد.



نتانياهو طالما لوَّح بالذهاب لانتخابات مبكرة عندما كان «شريكه» في الإئتلاف الراهن غانتس يرفع من شروطه, بل راهن كثيرون – شماتة في غانتس واستسلامه لمناورات نتانياهو, بعد أن خدع غانتس زملاءه في تحالف حصانة لإسرائيل (حوسين ليسرائيل) وانشق عنهم لإنقاذ نتانياهو, مقابل وعد الأخير له بأن يصبح رئيساً للوزراء في تشرين الثاني 2021، راهن هؤلاء بأن نتانياهو لن يسمح لغانتس بخلافته وسيخذله, قبل حلول ذلك الموعد، إلاّ أن (نتانياهو) يرفض بل يُعارض بشدة حل الكنيست لأنه يخشى صعود منافسه الأقوى في معسكر اليمين، نفتالي بينيت زعيم حزب المستوطنين، «يمينا”، الذي تمنحه استطلاعات الرأي عدداً متزايداً من المقاعد تصل بين 24-25 مقعداً، فيما لا تتجاوز حظوظ الليكود/نتانياهو الـ29 مقعداً, وهو أمر يعني ضمن أمور أخرى إمكانية «استيلاد» ائتلاف بين يمينا والأحزاب الحريدية وبعض أحزاب يمين الوسط توفّر له أغلبية 61 عضواً.



صوِّت الكنيست امس، على مشروع حل نفسه بالقراءة التمهيدية،وهنا يمكن توقّع ان تكون بداية افول نجم نتانياهو, الذي رغم كل «إنجازاته» فإنه بات غير مقبول على شريحة واسعة من مجتمع الدولة العنصرية الاستعمارية, بدليل استمرار المظاهرات المطالبة باستقالته نظراً لسجله الحافل بالفساد وفشله الذريع في مكافحة جائحة كورونا وما ألحقته سياساته بشرائح مختلفة في المجتمع الصهيوني. ناهيك عن لوائح الفساد التي تُلاحقه وآخرها ملف الغوّاصات الآخذ بالتضخّم, بعد الكشف عن «معلومات فضائِحية» جديدة.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى