أقلام وأراء

محمد خروب يكتب – فَشَلُ نتنياهو صفعة مُدويَّة لِـ«الإسلاموي» منصور عباس!

بقلم  محمد خروب 7/5/2021

أعاد زعيم حزب الليكود الفاشي/نتنياهو كتاب «التكليف» الى رئيس دولة العدو الصهيوني، مُعترِفاً بفشله تشكيل ائتلاف يميني/فاشي/عنصري/استيطاني يستند إلى «59» صوتاً, يقوم رئيس القائمة الموحدة الذي فكَّك القائمة المشتركة وأضعفَها الإسلاموي… منصور عباس بدعمها من الخارج, ما يضمن لها الاستمرار في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية/العنصرية والتهميش المتواصل لفلسطينيي الداخل, مقابل لا شيء تقريباً يحصل عليه هذا المُتلّبِس لبوس الإسلام والإسلام منه وقائمته وأنصاره براء. ليس فقط بمسارعته استنكار عملية حاجز زعترة/حوّارة, وحَملِه بشدة على مُنفذيها عبر تصريحات تفوح منها رائحة التذلل والتذيّل والانبطاح, قائلاً لقناة «12» العبرية: بصفتي رئيس مبادرة «راعَمْ”, وهي رؤية السلام والأمن المُتبادل والشراكة والتسامح بين الشعوب، فأنا – أضاف – أُعارض بشكل قاطع أي ضرر يلحَق بالأبرياء (يقصد المستوطنين اليهود)، بل اجتمَع هذا الدَعِيّ برئيس كتلة «يمينا» الفاشي/المُستوطِن نفتالي بينيت وأحد مُتشدّدي حاخامات الصهيونية/ الدينية مُسوِّقاً نفسه.

لكن زعيم قائمة الصهيونية الدينية والفاشية بتسلتئيل سموتريتش «قاوَم» كل الضغوط التي مُورست عليه, رافضاً دعم كتلة عباس من الخارج, قائلاً بوضوح يُحسَد عليه:حكومة مع عباس..هي حكومة مع حماس”, فيما قال حاخام سموتريتش، حاييم دروكمان (لكل تيار صهيوني ديني حاخامه): مَوقفنا لم يَتغيّر.. ممنوع القَبول بحكومة تستنِد على القائمة العربية المُوحَّدة».



وإذ تحضر في المناسبة المقولة الشهيرة للقيادي الفلسطيني الراحل كمال ناصر (اغتاله الصهاينة في 10 نيسان 73.. عملية فردان/بيروت) ومفادها: نعتمد على «وطنية» الإسرائيليين في رفض مشاريع الاستسلام العربية, فإن ما ارتكبه منصور عباس تجاوز كل حدود «البراغماتية/المرونة السياسية المزعومة”, كما واظبَ وصفه تبريرا لمروقه وخروجه على الصفّيْن الوطني القومي, بتواطُئه مع كتلة الليكود في الكنيست مقابل رشوة سياسية مؤقتة (ليس بالضرورة ان يلتزمها الليكود) عبر تشكيل «لجنة للشؤون العربية» في الكنيست برئاسة عباس نفسه. ما يعني ضمن امور اخرى وكما قالت النائبة عن الجبهة الديمقراطية/القائمة المشتركة عايدة توما: المُبادرون لقانون القومية… يريدون إنشاء «غيتو» برلماني للعرب وإعفاء اللجان الأُخرى من مسؤولياتها.



هكذا إذاً يمنح الإسلاموي منصور عباس وكتلته (اربعة نواب) رياحاً جديدة لِأشرعة تيارات اليمين الفاشي/العنصري/الاستيطاني, كي يمضوا قدما في تهميش فِلسطينِيّي الداخل, والزعم بان «مُمثِّليهم» هم الذين يَتولّون تقديم الخدمات ورعاية شؤون «الأقلية العربية».

على نحو يروم منصور عباس والحركة الاسلامية الجنوبية الداعِمة مواقفه والمُنسجِمة معها، تقديم الجانب الخدمي والمالي على الجوانب السياسية والاساسية الاخرى خصوصاً النضال لكنس الاحتلال واقامة الدولة المستقلة, وان الداخل الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني….داخل فلسطين التاريخية وفي الشتات.

وهو ما لفت اليه النائب عن الجبهة/القائمة المشتركة… عوفر كَسيف: «تتمثّل الرؤية القومية لليكود في تقسيم المجتمع الإسرائيلي إلى عوامل منفصلة وضعيفة ومعادية لبعضها البعض».

في المجمل..مصادر في القائمة المُشتركة لخَّصت المسألة على النحو التالي: اليوم منصور عباس يُحاول تنصيب ذاته مُنسِّقاً لأعمال الحكومة للمجتمع العربي في الداخل (بدل الحاكم العسكري حتى العام 1966) مُذوِّتاً قانون القومية, الذي يُريد عزل المجتمع العربي عن الساحة السياسية، ليتقوقَع عمل النواب العرب في لجنة هامشية بعيدة عن اللجان العامِلة الأخرى في الكنيست».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى