أقلام وأراء

محمد خروب يكتب «ثًوّار» للإيجار.. مُقاتلون سُوريّون الى أفغانستان

محمد خروب ١١-٧-٢٠٢١م

في ليبيا كما ناغورنو كاراباخ, يَستعد أكثر من ألفَيّن مقاتل للذهاب من سوريا إلى أفغانستان بعد التطورات الدراماتيكية المتلاحقة التي تحدث في البلد الفقير, المُبتلى بالغزوات والاحتياجات والانقلابات وخصوصاً الغزو الأميركي الذي تواصل لعشرين عاماً, وفشل واشنطن في إقامة «الديمقرطية» أو إحكام قبضتها على البلاد. ما منح حركة طالبان هوامش واسعة لبسط سيطرتها على معظم «المُديريّات» على نحو بات دخولها/اجتياحها العاصمة كابول مسألة وقت, رغم إعلانها أنها في صدد تقديم «خطة سلام مكتوبة» لحكومة أشرف غني, التي يبدو أن نهايات اقتربت بعد أن بدأ جيشها بالتفكّك وهروب الآلاف منه الى بلاد الجوار والاستسلام لمقاتلي طالبان الذين «طمأنوهم» بأن لا ضرر سيلحق بهم حال التحقوا بصفوفها.

ما علينا…

الجديد أن شركة أمنِيّة تركية خاصة, هي التي ستقوم بتجنيدهم كمحاولة من أنقرة لإبعاد الاتهامات عن أجهزتها الأمنية, كالتي أرسلتهم للقتال في ليبيا ثم نقلتهم الى كاراباخ/أذربيجان، مع ما رافق ذلك من اتهامات بعدم دفع الرواتب أو توفير الغذاء والحماية لهم, وغيرها مما كُتب الكثير عنه في وسائل الإعلام التركية, وفي تصريحات «الثوّار» أنفسهم لوسائل إعلام غربية وأخرى عربية تتّسِم علاقاتها مع أنقرة بالفتور.

لن يُغّير ذلك من حقيقة أن تركيا استثمرت طويلاً وكثيراً «بالثورة السورية», على نحو رأت فيها جسر عبور وأداة طيّعة, لتنفيذ المخطط التركي الرامي إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية الغابرة, خصوصاً في البلاد العربية عبر البوابة السورية. على نحو يمنحها «منصّة» لإعادة إنتاج خطاب «دولة الخلافة», بعدما استُعمِرت بلادنا لأربعة قرون, ساد خلالها في بلاد العرب… الجهل والفقر والتنكيل والقمع والإعدامات, وانتهت بتسليمنا الى الاستِعماريْن البريطاني/والفرنسي, وكانت سايكس/بيكو «ذرّوة» تنفيذ المخطط الصهيوني لاستعمار فل?طين, بعد سلخ لواء اسكندرون وإلحاقه بجمهورية أتاتورك, التي اختارت الانخراط في المشروع الثلاثي البريطاني/الفرنسي/الصهيوني.

يُوصَف أفراد «شركة» بلاك ووتر الأميركية بـ«المُرتزقة», إذ تعاقدَت معها الجيوش الأميركية الغازية للعراق (وأيضاً أفغانستان ومناطق أُخرى تواجد فيها الأميركيون), كذلك الحال مع الشركة الأمنية الروسية الخاصة المُسماة «فاغنر», إضافة بالطبع الى شركات أمنية غربِية عديدة, تبرز من بينها الشركات الأمنية الفرنسية التي تعمل في إفريقيا, وتكون في خدمة حكومات استبدادية إفريقية, كما تُشكل أذرعة إسناد/أو بديلة لوحدات الجيش الفرنسي المنتشرة على ساحات إفريقيا المتعددة, كان أشهرها شركة المُرتزق الفرنسي الشهير المعروف باسم «بوب ?ينار»/ اسمه الحقيقي جيلبير بورغو», الذي خطّط وقاد انقلابات عدة في بلدان أفريقية مُختلفة, منها خصوصاً جُزر القُمر/ العضو في الجامعة العربية, فضلاً عن شركته الضخمة لتهريب السلاح لأي جهة في العالم الثالث, ما دامت تدفع وتفي بوعودها.. تستوي في ذلك حكومات وأفراد وعصابات وتنظيمات.

هذا ما ينسحب على الفصائل المسلحة, التي ترعاها تركيا والمتواجد معظمها في محافظة ادلب. حيث السيطرة المُطلقة للمنظمة الإرهابية الأشهر «هيئة تحرير الشام»، التي تحاول أنقرة إعادة تأهيل قائدها / أبومحمد الجولاني, بتسويقه كـ«مُعتدل» لا يُهدّد الغرب ُولا يُعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر أو الاستهداف. وفي سبيل ذلك أجرت محطات فضائية أميركية/وعُربية مقابلات معه (بعدما شّذّب لحيته الكثّة).

لهذا يَدخل «قادة» الفصائل إلإرهابية في حلقات مُساومة مطولة مع الشركة الأمنية التركية, التي ستتولى «توريد» المُرتزقة الأشاوس وانتدابهم باموال تركية/أميركية لاحقاً, لحماية «مطار كابول» والمصالح الغربية/الأطلسية, في بلاد يَصعب على أحد التكهّن بالمآل الذي سينتهي اليه المشهد الأفغاني. ليس فقط مستقبل حكومة أشرف غني/عبدالله عبدالله المتداعية, وإنما خصوصاً أن طالبان أعلنت بوضوح أنها سَـ«تُقاتِل» أي قوات تبقى على الأراضي الأفغانية بعد انتهاء الانسحاب الأميركي/الأطلسي والقوات التركية كما هو معروف موجودة هناك بصفتها.? الأطلسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى