أقلام وأراء

محسن ابورمضان يكتب – حتي لا يتلاشى اليسار الديمقراطي في فلسطين

بقلم محسن ابورمضان – 11/3/2021

كان لليسار بصمات مهمة في مسيرة الكفاح الوطني وفي بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية.

والمقصود هنا اليسار بمروحتة العريضة والواسعة اي بما يشمل كل القوي والفعاليات المؤمنة بقيم الحرية والمواطنة والديمقراطية والعدالة .  

اليسار في فلسطين مكون رئيسي من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية التي عبرت عن الهوية الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني.

ولليسار الفلسطيني تاريخ طويل ملئ بالكفاح الوطني ممزوجا بالنضال النقابي والاجتماعي .

اليسار هو من أفشل العديد من المشاريع والمؤامرات المحدقة بالقضية الوطنية وهو من رفع راية الحق في تقرير المصير والعودة هو من عزز من دور الجماهير الفلسطينية بالنضال الوطني والذي توج بالانتفاضة الشعبية الكبري.

اليسار كان عنوانا للمبدئية والتمسك بالثوابت ورفض التنازل عن الحقوق وهو من قدم الآلاف علي  قربان التضحية من شهداء و جرحي ومعتقلين.

يسجل لليسار  انة اتقن قانون الاختلاف في إطار الوحدة ويسجل لة المزاوجة ببن الوطني والديمقراطي والحقوقي.

شهد اليسار تراجعا بعد توقيع اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية .

لعبت العوامل الدولية وخاصة انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي دورا هاما في هذا التراجع الي جانب الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس اضافة الي التراجع عن الاستقلالية نسبيا لصالح احدي طرفي الانقسام لاعتبارات عديدة.

ولأن الثقافة السائدة هي ثقافة الطبقة السائدة كما يقال فقد أصبح الهم الذاتي والفئوي هو سيد الموقف الأمر الذي خلق فجوة بين قيادة قوي اليسار وبين قاعدتها من جهة وبين الجماهير الشعبية من جهة أخرى.

ولان الطبيعة لا تقبل الفراغ فمن الهام الإدراك بأن من سيملىء الفراغ ما ببن الحركتين الكبيرين اي فتح وحماس هي القوي والتيارات التي تركز علي سبل العيش وتحسين مستوي المعيشة والحالة الاقتصادية للمواطنين الذين يعيشوا تحت وطئة الفقر والبطالة بصورة غير مسبوقة .

ليس امام اليسار والقوي الديمقراطية في هذة المرحلة من خيار سوي الوحدة في إطار المشهد الانتخابي الراهن الذي يشهد حالة من التزاحم غير المسبوق بين كتل انتخابية عديدة وبين تقدم الأولية الاقتصادية عن ما عداها من أولويات علما بأن اليسار لا يملك الأدوات المالية والاقتصادية للتفاعل مع  هذة المرحلة الأمر الذي سيفسح المجال لغيرة من القوي والتيارات للتاثير بالمعادلة الانتخابية الراهنة بما سيؤثر بالضرورة علي الخارطة السياسية المستقبلية .  

وعلية فإذا لم يتم تدارك خطورة المرحلة عبر العمل علي حشد كل القوي اليسارية والديمقراطية بما يشمل الشخصيات المستقلة والحراكات الاجتماعية المطلبية فإن هذة التجربة الرائعة ستتعرض للافول والتلاشي بكل اسف .

وحتي بتجنب اليسار مخاطر التراجع والاندثار فعلية التحلي بالمرونة وإبداء درجة عالية من التفاهم والبحث عن القواسم المشتركة بعيدا عن التقديرات الفئوية والذاتية التي لن تفيد أحدا ولصالح الانتصار للفكرة بجذورها التاريخية وبافاقها الرحبة خاصة بعد انكشاف مخاطر اليمين الشعبوي كما برز بتجربة الرئيس الأمريكي السابق ترامب .

لن يفيد اية قوة يسارية منفردة اجتياز نسبة الحسم او الحصول علي عدد محدود من المقاعد بالمجلس التشريعي القادم بل ستكون الفائدة اعظم بكثير اذا حصلت مع غيرها من الأحزاب  وبعض المستقلين وممثلي لبعض الحراكات الاجتماعية عل كتلة وازنة تستطيع أن تعكس صوث ومصالح الفقراء والمهمشيين وتنتصر لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

اعتقد وأمل أن اكون مخطأ انها الفرصة الأخيرة امام قوي اليسار الديمقراطي وعلية أن لا يبددها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى