ترجمات أجنبية

مجلة ناشونال أنترست ، دوف .أس. زاخيم يكتب – أمريكا ربما لن تحارب إيران لكن إسرائيل قد تفعل !

دوف .أس. زاخيم- مجلة ناشونال أنترست -6/1/2020  
ترجمة : هالة أبو سليم
في حين يشعر الأميركيون بالأسى الشديد إزاء قتل قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني، ومناقشة كيفية الرد على احتمالات الانتقام الإيراني، فإن الإسرائيليين سعداء بكل دهاء لأن الرجل الذي نسق هجمات حزب الله والميليشيات السورية على أرضهم لم يعد على قيد الحياة. 
فقد رحبت كل من القيادة الإسرائيلية، وأبرزها نفتالي بينيت، وزير الدفاع المتشدد المعين حديثاً، والساسة الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية ــ باستثناء بعض الزعماء العرب ــ بوفاة رجل اعتبروه العدو اللدود الأكثر خطورة لإسرائيل وكذلك كان حسن نصر الله الذي يقود حزب الله، المتعاون مع إيران في لبنان، وسوريا، واليمن .
يشار إلى أن رئيس سابق لفرقة الحرس الثوري الإسلامي محسن رضائي. الذي كان قد أكد في وقت سابق أن إسرائيل زودت الولايات المتحدة بمعلومات تتعلق بمكان وجود سليماني، والذي صرح في بأن إيران قد تثأر لموته باستهداف تل أبيب وحيفا .
وعلاوة على ذلك، العميد إن الجنرال إسماعيل قاني، النائب السابق لسليمان، والذي خلفه الآن، له تاريخ من التصريحات المناهضة لإسرائيل. أما صحيفة طهران تايمز، التي تتبع الخط الحكومي على نحو محموم، فقد نشرت تقريراً تحت عنوان “بومبيو” يؤكد بشكل غير مباشر تورط إسرائيل في اغتيال الجنرال سليماني .
وعلى الرغم من اللغة الخطابية القاسية الصادرة عن كل من واشنطن وطهران ـ فقد وعد غياني “بجثث الأميركيين” في مختلف أنحاء المنطقة، بينما قال الرئيس دونالد ترامب إن أي هجوم على الأميركيين من شأنه أن يؤدي إلى تدمير اثنين وخمسين موقعاً إيرانياً ـ فليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان أي من الجانبين يبحث عن صراع.
ومن المؤكد أن طهران سوف تتجنب العمليات المباشرة ضد القوات الأميركية؛ فهي تعمل بشكل غير مباشر لمدة طويلة وبنجاح. ومن الواضح أن ترامب غير راغب في جر الولايات المتحدة إلى وضع آخر في الشرق الأوسط
إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله، أو حتى إيران ذاتها، مسألة أخرى إلى حد كبير. وردا على تهديدات لا لبس فيها من جانب حزب الله وطهران، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمرة الأولى رسميا أن إسرائيل قوة نووية.
 كانت حكومة الحرب في البلاد تجتمع على نحو منتظم، وكانت قواتها في حالة تأهب قصوى ،.فضلاً عن ذلك فإن حسابات نتنياهو تختلف عن حسابات زميله المعتاد، الرئيس الأميركي.
والواقع أن ترامب لديه كل الحافز لتجنب الصراع، والذي قد يعرض احتمالات إعادة انتخابه للخطر نظراً لسأم الرأي العام الأميركي من الحرب .
هل يشن نتنياهو الحرب فعلياً على طهران ؟
 خاض نتنياهو  حملته الانتخابية طوال العقد الماضي على أساس قدرته على قيادة الامة في صراع، وقد يأمل
نتنياهو في إقناع الكنيست الإسرائيلي بحصانة له وإقناع العدد الكافي من الناخبين في الانتخابات المقررة في مارس/آذار بأنه وحده القادر على قيادتهما من خلال ما هو بوضوح أخطر أزمة في الشرق الأوسط منذ حرب الخليج.  
يشار إلى أن واشنطن أرسلت خلال الفترة التي تلت حرب الخليج عام 1991 نائب وزير الخارجية لورانس إيغلبرغر إلى القدس لمناشدة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق شامير عدم الرد على صدام إذا أطلق العراقيون صواريخ على الدولة اليهودية  .
ولقد وافق شامير على التماس إيغلبرجر، ويرجع هذا جزئياً إلى أن واشنطن أرسلت صواريخ باتريوت للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل ضد صواريخ سكود العراقية (التي أثبتت فعاليتها)، ولكن الأمر الأكثر أهمية لأن شامير لم يكن راغباً في وقف التدفق الهائل للمهاجرين إلى إسرائيل من الاتحاد السوفييتي، وهذا ما كان ليحدث بالتأكيد لو كانت إسرائيل في حالة حرب  .
ولا يواجه نتنياهو مثل هذه القيود؛ فقد بلغ تدفق اليهود من الدول السوفييتية السابقة ذروته قبل سنوات. وقد لا يسعى إلى شن حرب صريحة، ولكن نظراً لهوسه بالبقاء في السلطة فقد يأتي ما قد يحدث، فلن يتمكن هو أيضاً من تجنب الحرب .
الخاتمة
في حالة تحقق الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل، فقد يجد ترامب أنه لا بديل له سوى التدخل بالنيابة عن إسرائيل، وبالتالي إغراق أميركا في نفس الصراع في الشرق الأوسط الذي سعى يائساً إلى تجنبه.
الكاتب : مسئول سابق في الحكومة الأمريكية .  
الرابط الأصلي للمقال : 
America Might Not Go to War with Iran, But Israel Might

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى