ترجمات أجنبية

مجلة ماريان: باريس قد تخسر الرباط دون كسب الجزائر

مجلة ماريان 9-9-2022م، بقلم هادريان ديسوين *،

حتى يعود الوهج مرة أخرى لفرنسا في إفريقيا، فإنه لم يعد هناك مجال لأن تتردد باريس بين الجزائر مع حكومة معادية لفرنسا، والمغرب، الذي ينتظر فقط إشارة من باريس بشأن الصحراء. فالمغرب هو حليفنا الوحيد الموثوق به في المنطقة المغاربية’’.

بعد الانسحاب المنظم من مالي وإعادة انتشار بعثة برخان في منطقة الساحل، ‘‘تحتاج الدبلوماسية الفرنسية إلى شركائها المغاربيين أكثر من أي وقت مضى للتخلص من التوترات في إفريقيا والقتال بفعالية ضد الجهادية الدولية”، لكنه للأسف، فإن الزيارة الرئاسية الأخيرة للجزائر جعلت الناس يدركون أن جروح التاريخ لم تلتئم بعد”.

لا شك في أن الجزائر تفكر في الاستفادة من الانسحاب الفرنسي من مالي وأزمة الطاقة في أوروبا لاستعادة نفوذها في باماكو وباريس”. وتحدث عما زعمه كزافييه دريانكور، سفير فرنسا السابق لدى الجزائر، بأن “الجنرالات الجزائريين نجحوا في خنق الحراك بعد سقوط حاشية بوتفليقة. وبالتالي، سيستمر ريع الذاكرة وزبونية الجيش الذي يحكم منذ نهاية الحرب الجزائرية.

الوضع ليس بالمشرق شرق الجزائر العاصمة. بينما لا يبدو أنه سيكون هناك تقارب بين فرنسا وتونس في ظل رئاسة قيس سعيد لهذا البلد الذي ليس له تأثير حقيقي في إفريقيا جنوب الصحراء. أما ليبيا فما تزال غارقة في حرب أهلية، ومسألة تقسيمها ستظهر في نهاية المطاف على المدى القصير. وفي هذا السياق المتفجر في شمال إفريقيا، تلوح في الأفق زيارة رسمية مرتقبة لإيمانويل ماكرون إلى المغرب في شهر أكتوبر المقبل.

إن ‘‘المغرب، الذي يواجه أيضًا جوارًا صعبًا للغاية مع الجزائر، يحاول فهم تدفقات الحب والكراهية المتبادلة بين باريس والجزائر’’، وبعد ستين عامًا على الاستقلال، ظلت جهود فرنسا والمغرب لتطوير جوارهما مع الجزائر عقيمة، ولماذا الإصرار على مصالحة مستحيلة؟.

التحديات الأمنية في غرب إفريقيا ملحة وتتطلب استجابة سريعة، إنه للتحايل على التصلب الجزائري في مواجهة فرنسا، يقدم المغرب بديلاً إذا كانت فرنسا مستعدة للاعتراف بدورها التاريخي في الصحراء.

الاعترافات الأخيرة بمغربية الصحراء الغربية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل ـ (مع أن ذلك لم يحدث فعليا)ـ أظهرت أن فرنسا يمكن أن تخسر المغرب دون أن تكسب الجزائر، إذا استمرت في موقف متناقض بشأن الصحراء. ففي الآونة الأخيرة، أبدت إسبانيا وألمانيا تأييدهما للاقتراح المغربي الخاص بالحكم الذاتي للصحراء الغربية. قبل أن يجعل العاهل المغربي محمد السادس من هذه القضية المحور الرئيسي لدبلوماسيته”.

سيكون لفرنسا مصلحة في إعادة إطلاق جهودها لصالح الحكم الذاتي لأقاليم جنوب المغرب إذا أرادت الاعتماد على الرباط لإعادة بسط نفوذها في غرب إفريقيا’’، بعض شركاء باريس، بما في ذلك الولايات المتحدة، فتحوا قنصليات في الداخلة أو العيون. ومع ذلك، من الواضح أن المبادلات الاقتصادية الفرنسية المغربية تتجاوز تلك التي تربط فرنسا بالجزائر على الرغم من اعتماد باريس على الغاز.

في هذه المنطقة المطلة على المحيط الأطلسي، وهي جسر استراتيجي محتمل بين شمال وجنوب غرب إفريقيا، تحافظ باريس على علاقات جيدة مع موريتانيا، التي تعد محايدة تقليديًا بشأن مسألة الصحراء الغربية. وبالتالي، يمكن لباريس إقناع نواكشوط بالاستفادة من اتفاقية حدودية مع المغرب.

* الطالب السابق في المدرسة العسكرية الخاصة Saint-Cyr، ومؤلف كتاب فرنسا الأطلسية.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى