شوؤن دولية

لماذا وكيف ربطت إدارة أوباما تصفية بن لادن مع التمرد العربي؟

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 03/05/2011.

 

تقرير حصري للمصادر العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية يوم الاثنين 2/5/2011.

 

يجب أن ننظر جيّدا إلى الصور من مزرعة بن لادن حيث تمّ تصفية زعيم تنظيم القاعدة هناك من قبل الأمريكان في يوم 02/05/2011، بالإضافة إلى الأسوار الأمنية الخارجية والداخلية يظهر في الجانب الأيمن من المبنى صحن استقبال كبير وعلى جدار المبنى تمتد أسلاك كهربائية سميكة وهو ما يبدو على أنّه خطوط كهرباء أو تلفون دقيقة، في الصور ومن داخل المزرعة تظهر حاسبات مدمرة، بكلمات أخرى أن القلعة وبن لادن نفسها كانوا منعزلين عن العالم الخارجي كما كان يشار منذ سنوات طويلة.

وفي يوم الاثنين مصادرنا الاستخباراتية ومكافحة الإرهاب تشير إلى أنّ صحن الاستقبال الإلكتروني والأسلاك الكهربائية الممدودة على جدران المبنى تسمح لتكنولوجيات متطورة تستخدم الآن من قبل جميع أجهزة الاستخبارات التي تهتم بمعرفة ما يحدث بالضبط خلف جدران هذا المبنى بالتوغل فيه، وإذا لم يكن عبر الصحن أو الأسلاك فإنّه يمكن فعل ذلك بكل تأكيد عبر الحاسبات، هذا بدون التطرق إلى حقيقة أنّ بن لادن كان مريضا بالكلى وكان يحتاج إلى علاج دائم  أي تصفية الكلى، معدات تصفية الكلى التي تصل أو موجودة بشكل دائم في موقع معيّن وبالطبع قطع الغيار التي تستهلكها كل ست سنوات حيث يقيم فيها منذ عام 2005 تشكل الطريق المأمون للتوغل إلى داخل المبنى ومعرفة ما يجري بداخله.

بكلمات أخرى لم تكن هناك حاجة خلال العامين اللذان جرت فيهما عمليات تشخيص من قبل موفدين سريين يوصفون في البيانات الأمريكية بمن صفوا بن لادن، حيث نجح الأمريكان عن طريقهم تتبع بن لادن لمعرفة من يقيم في هذه المزرعة بالضبط وهي في المدينة العسكرية الباكستانية أبت أباد، فليس من الجائز وليس من المتصور أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية لم تفحص ولم تعرف بالضبط من يقيم وماذا يحدث داخل الفيلا التي تقع على مسافة 100 أو 200 متر فقط من الأكاديمية العسكرية ومن الشقق التي يستخدمها عدد من الجنرالات الباكستانيين الذين يقيمون في المنطقة.

البيان الذي أعلنت عنه وكالة الاستخبارات الأمريكية يوم الاثنين مساء بأنّه ليس لديها علامات تظهر أنّ الاستخبارات الباكستانية كانت تعرف من يقيم في هذه المزرعة المحصنة، في الحقيقة يبدو أنّه يتوخى تبرئة الاستخبارات الباكستانية في نظر العالم الإسلامي كمن سلّمت أو على الأقل تعاونت لقتل بن لادن.

وحتى إذا كان الادعاء بأنّه في شهر أغسطس 2010 فقط أبلغ الرئيس الأمريكي بالظن بأنّ أسامة بن لادن يقيم في هذه الفيلا صحيحا فلماذا انتظر الرئيس الأمريكي 9 أشهر من أجل إصدار أمر بالإغارة على الفيلا وقتل زعيم القاعدة؟

الإجابة على السؤال التالي لماذا كان يتطلب مثل هذا الوقت الطويل من أجل الإعداد للعملية الأمريكية وتنفيذها تبقى أحد الأسئلة الرئيسية التي تثور من خلال مشهد عملية الاغتيال في باكستان.

هناك سؤال أكثر أهمية وهو نتيجة من السؤال الأول، هذا السؤال هو هل هناك أية علاقة بين اندلاع التمرد أو الربيع العربي في ديسمبر 2010 في تونس إلى أن وصل بعد ذلك إلى الذروة في فبراير 2011 في مصر وأبريل في سوريا  مع تنفيذ عملية الاغتيال ضد بن لادن؟

بكلمات أخرى إسقاط أسامة بن لادن ينبغي أن يسد الطريق أمام تنظيم القاعدة على تونس والقاهرة وطرابلس ودمشق، حيث أنّ الصراعات القومية والإسلامية ما تزال حتى الآن في بداية طريقها.

وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون) هي التي نسجت هذه العلاقة بين التمرد وتصفية أسامة بن لادن عندما قالت يوم الاثنين في واشنطن: “إن التاريخ سيسجل أمامه أنّ مقتل بن لادن جاء في وقت ترفض فيه شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيناريو التطرف وهي تؤيد الحرية والديمقراطية”.

مصادرنا تشير أنّ هذه الأمور ما تزال تحتاج إلى دليل في بنغازي والقاهرة ودمشق وعلى الأخص بعد تصفية أسامة بن لادن.

فبعد فترة وجيزة من تصريحات (كلينتون) نشرت مصادر استخباراتية أمريكية في واشنطن أن القوات الخاصة الأمريكية أرسلت للقضاء على أسامة بن لادن وألقت بحثته في البحر لمنع مؤسسي تنظيم القاعدة من جعله شخصا مقدسا.

هذه الأمور ستقابل بشكل عنيف في العالم العربي والإسلامي الذي يغلي وعلى الأخص أنّه مرت ستة وثلاثين ساعة فقط على اغتيال بن لادن يوم الاثنين، والمحاولة المتعمدة التي جرت مساء السبت 30 أبريل لتصفية معمر القذافي في طرابلس وهي المحاولة التي فشلت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى