ترجمات عبرية

في عملية سرية، اسرائيل جلبت عشرات الافارقة معظمهم ليسوا يهود

هآرتس – بقلم  ميخائيل هاوزر طوف – 8/11/2021

” 61 شخص تم تهريبهم من اثيوبيا التي تجري فيها حرب اهلية. ولكن عند وصولهم تبين أن معظمهم جاءوا بناء على طلب مواطن اسرائيلي له مصلحة وأن حياتهم لم تكن معرضة للخطر “.

اسرائيل جلبت في هذه السنة، في حملة سرية، عشرات المواطنين الاثيوبيين من اثيوبيا التي تجري فيها حرب اهلية، واكتشفت فقط عند وصولهم أن معظمهم ليسوا يهودا. وقد علمت “هآرتس” أنهم في سلطة السكان والهجرة اعتبروا العملية التي عرضت حياة الناس وعلاقات اسرائيل الدبلوماسية مع اثيوبيا للخطر”مؤامرة” مخطط لها استغلت المنظومة”.

عندما هبطت في هذه السنة طائرة خاصة في مطار بن غوريون، انفعال حفنة من المشاركين في السر والذين عرفوا عن وصولها، كان كبير، 61 شخص من ذوي الجذور اليهودية تم تهريبهم من منطقة المعارك في اثيوبيا، التي تسودها حرب اهلية في السنة الاخيرة. ولكن سرعان مع بدأت تظهر شكوك كبيرة حولهم. ففي فحص اجرته سلطة السكان والهجرة تبين أن معظم القادمين جاءوا بناء على طلب من مواطن اسرائيلي خاص اراد أن يجلب الى البلاد طليقته واشخاص قاموا بتشغيل مصالحه التجارية، وأنهم في معظمهم ليسوا يهودا ويبدو أن حياتهم لم تكن معرضة للخطر. 

في السنة الماضية اتخذت حكومة نتنياهو قرار سري لاحضار عدد من المواطنين الاثيوبيين الى البلاد، هذا حسب معلومات حصلوا عليها في اسرائيل تفيد بأن حياتهم في خطر. في نفس الوقت، الحرب الاهلية في اثيوبيا كانت في المراحل الاولى وتركزت بالاساس في منطقة الشمال في اقليم تغراي. الخوف كان على حياة عائلات لها جذور يهودية اعتبرت حسب السلطات في اسرائيل من “نسل اسرائيل”. لذلك، كان من حقهم الهجرة الى البلاد. 

في هذه السنة صادقت حكومة بينيت على تنفيذ هذه العملية، وقد انطلقت هذه العملية. 61 قادم جديد تم جلبهم من اثيوبيا. وقد تم اسكانهم في مركز استيعاب في كيبوتس بيت الفا، وهناك مروا بعملية تشخيص من قبل وزارة الداخلية وسلطة السكان والهجرة. ولكن حينها ظهرت علامات استفهام. فسرعان ما عرف اعضاء سلطة السكان والهجرة بأن الحديث كما يبدو لا يدور عن عائلات لها جذور يهودية وأن حياتها في حينه لم تكن معرضة لخطر حقيقي. لأنها في الاصل لم تكن تعيش في منطقة المعارك. في اعقاب هذه الشكوك فتحت سلطة السكان والهجرة تحقيق سري في الموضوع. 

فقط 4 يهود من بين الـ 61

نتائج الفحص وصلت الى “هآرتس”. “هناك شك كبير بشأن انتماء من تمت دعوتهم لـ “نسل اسرائيل” رغم تصريحاتهم”، كتب في وثيقة رسمية لسلطة السكان. وكتب ايضا أن “معظم من تم جلبهم لم يأتوا أبدا من مناطق القتال كما تم الادعاء، ولم يكونوا أبدا معرضين للخطر. في الخلاصة، معظم اعضاء المجموعة المذكورة اعلاه لم تكن لهم أي احتمالية للوصول الى البلاد”. مصدر رفيع في سلطة السكان والهجرة قال للصحيفة: “حتى الآن نجحنا في اثبات الجذور اليهودية لاربعة قادمين جدد فقط”.

عندما تبين الخطأ بدأوا في سلطة السكان والهجرة في فحص من قام ببلورة قائمة القادمين الجدد. بصورة مثيرة للاستغراب اكتشفت السلطة أن 53 مهاجر من بين الـ 61 جاءوا الى البلاد بناء على طلب ومعلومات قدمها مواطن اسرائيلي باسم ساركا تسيوم. وحسب فحص اجرته “هآرتس”، فان تسيوم هاجر الى اسرائيل من اثيوبيا في 1996 وهو ليس شخصية معروفة في الجالية التيغرية في اسرائيل.

الموظفون في سلطة السكان والهجرة تفاجأوا عند اكتشاف من هم هؤلاء المهاجرون الذين اهتم تسيوم بجلبهم الى البلاد. “طليقته المسيحية دخلت الى البلاد مع زوجها المسيحي وثلاثة أولاد مشتركين. شابان قالا إنهما أولاده. آخرون تمت دعوتهم من قبله قاموا بتشغيل مصالح تجارية أو عملوا في هذه المصالح التي تعود اليه”، كتب في وثيقة الفحص الذي اجرته سلطة السكان والهجرة.

الموظفون في سلطة السكان ردوا على الشخص الذي قام بتنظيم تصاريح الهجرة الاستثنائية لاقربائه والعاملين لديه، بشكل شديد. “الشعور الذي تولد لدينا هو أنه كانت هنا مؤامرة مخطط لها استغلت الجهاز”، كتب في ملخص الوثيقة الرسمية حول الموضوع، التي وقعت عليها مديرة شعبة السكان المؤقتين في سلطة السكان والهجرة، ميخال يوسفوف. “المخفي اكثر من المكشوف بخصوص النوايا التي قدمت من قبل ممثلي الجالية في البلاد”، قالت.

“ظاهريا يبدو أنه كانت هنا خدعة كبيرة”، قال مصدر رفيع في الحكومة للصحيفة. “أنا غير متأكد من أننا قد اتخذنا قرار حول عملية الهجرة هذه. ولكن يبدو أنه كانت هنا فوضى كبيرة”.

القادمون سيبقون في البلاد

مصادر رسمية في اسرائيل قالت إن فحص سلطة السكان والهجرة تم بشكل متسرع وبدون أن يتحدث موظفوها مع كبار ممثلي الطائفة التايغرية في البلاد، الذين يعرفون اشجار العائلة ويعرفون الجذور اليهودية للقادمين. وسواء كان الامر يتعلق بعائلات لها جذور يهودية أم لا، فان القادمين من اثيوبيا سيبقون في البلاد، هذا ما قالته مصادر عليا في الحكومة.

مؤخرا انتشرت الحرب الاهلية بشكل كبير في جميع اجزاء الدولة. مصادر اسرائيلية، من بينهم وزراء، تطرقوا الى الحاجة للقيام بعملية اخرى لتهجير ذوي الجذور اليهودية الذين يوجدون في اثيوبيا. مع ذلك، هيئة الامن القومي تعارض هذه العملية بشدة، يبدو أنه في اعقاب تسلسل الامور في العملية الاخيرة. “أنا غير واثق من أن هناك حاجة الى جلب من ينتظرون في الوقت الحالي وبشكل عام”، كتب في وثيقة هيئة الامن القومي التي صدرت أمس. “جلب الآلاف الى اسرائيل بدون فحص يهوديتهم هو خطأ ديمغرافي غير مسبوق وزائد وخطير”.

تسيوم اختار عدم الرد على كل هذه الاقوال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى