#

في الذكرى الحادية عشرة لرحيل حكيم الثورة جورج حبش .. في الليلة الظلماء يفتقد البدر

بقلم : اللواء محمود الناطور 26-1-2019

في الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد الاممي الكبير .. حكيم الثورة .. الرفيق والاخ جورج حبش .. نجد انه لزاما علينا .. وفي ضوء الحالة الفلسطينية المتردية .. ان نتذكر اولئك القادة الذين حفروا اسماؤهم في الذاكرة الفلسطينية بأحرف من نور.. اولئك القادة الذين عبدوا طريق الثورة والحرية .. اولئك الذين اطلقوا شرارة الثورة.. ومنهم الدكتور جورج حبش .. صاحب المقولة الشهيرة .. : ثوروا فلن تخسروا الا الخيمة .. انه الطبيب الثائر الذي كانت وصيته .. تمسكوا بالمقاومة واستعيدو الوحدة.

الدكتور جورج نقولا رزق حبش، ولد في مدينة اللد 1925م درس في فلسطين، ثم انتقل إلى بيروت عام 1944م للإلتحاق بكلية الطب في الجامعة الأمريكية وتخرج منها عام 1951م، وتزوج من ابنة عمه هيلدا حبش عام 1961م، وأنجب منها ابنتان هما: ميساء ولمى، وحمل لقب “حكيم” أثناء معالجة أبناء شعبه في مستوصف مدينة اللد عندما عاد إليها في حزيران 1948م، رغم أنه كان ما يزال طالبا في كلية الطب ومساعدا للطبيب مصطفى زحلان، قام د.جورج حبش مع مجموعة من رفاقه هم وديع حداد، هاني الهندي، أحمد الخطيب، صالح شبل، حامد جبوري وآخرين بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951م التي عقدت مؤتمرها الأول في عمان عام 1956م بعد العدوان الثلاثي على مصر، وبدأت الحركة ممارسة الكفاح المسلح وسقط أول شهيد لها وهو “خالد الحاج أبو عيشه” عام 1964م، بعد هزيمة حزيران 1967م أسس مع رفاقه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وفي عام 2000م طلب من المؤتمر العام السادس للحركة إعفاءه من المسؤولية بسبب المرض، حيث تفرغ لكتابة تاريخ القوميين العرب والجبهة الشعبية وتجربته النضالية، كما أسس مركزا للدراسات، ونشط في مجال مقاومة التطبيع وتفعيل لجان حق العودة، توفي الدكتور جورج حبش يوم 26/1/2008م ودفن في عمان بعد معاناة طويلة مع المرض.

لقد عرفته قائدا وحدويا أمن بفلسطين وناضل من اجلها .. أطلق عليه القائد الرمز ياسر عرفات لقب “حكيم الثورة”. وقال الدكتور جورج حبش في رثاء ياسر عرفات كلمات توزن بالذهب وتكشف عمق العلاقات بينهما وصدقيتها فقد قال : الشهيد ابو عمار “كان رفيق الدرب، وقائد ثورة، ورئيس سلطة، اختلفنا كثيراً، وتوافقنا كثيرا، وتوحدنا وتباعدنا، وتقاربنا لكنها فلسطين وحدها كانت الوسيط الأهم لتوحدنا المرة تلو المرة… حيث هي الغاية والهدف، فقد كانت فلسطين بثورتها وشعبها وشهدائها وأسراها أكبر من أي خلاف أو تنافر فقد كانت فلسطين هي الروح التي نستمد منها العزم والتصميم والالتحام والتوحد… إنها لحظات قاسية أمام مشهد الوداع الأبوي فقد كنت أكبر من الحصار… ولم يستطع أن يفك حصاره أحد..! لكنه وحده الموت الذي فك حصاره”.

لقد كان ولازال الدكتور جورج حبش من كبار قادة الثورة الفلسطينية ومن الأوائل الذين حملوا لواء القضية الفلسطينية وعبروا عنها بالتزامهم القومي العروبي، كان رحمه الله يحظى باحترام وتقدير قادة الثورة الفلسطينية وقادة حركات التحرر في العالم، عاش في سبيل فلسطين وتحررها واستشهد وهو ما يزال يواصل مهمته، كانت تربطني به علاقة محبة واحترام خاصة وإنني كنت انتمي في بداية حياتي النضالية الى حركة القوميين العرب التي كان الدكتور جورج حبش أحد مؤسسيها.. وعلى الرغم من انتمائي الى حركة فتح لاحقا الا ان الاحترام المتبادل والتقدير كان دوما السمة التي ميزت علاقتنا مع الدكتور جورج حبش الذي كان دائم التردد على مكاتبنا ومقراتنا ومعسكراتنا سواء في تونس أو ليبيا وغيرها.

يظهر في الصورة د.جورج حبش أثناء زيارته لمعسكرنا في ليبيا ويظهر بالصورة من اليمين: أبو عماد سفيرنا في ليبيا، د.سمير غوشة، د.جورج حبش، أبو الطيب، أبو نضال مسلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى