أقلام وأراء

فيصل أبو خضرا يكتب – انكشفت نوايا الدولة الصهيونية على حقيقتها… فما العمل ؟!

بقلم فيصل أبو خضرا *- 17/7/2021

بعيدا عن الحديث عن أوضاعنا الدخلية المأساوية مع استمرار الانقسام وتداعياته وما حدث مؤخرا من احداث مؤسفة وبعيدا عن تكرار ما هو مطلوب من الكل الوطني في ظل هذه الظروف الحرجة ارتأيت ان أتناول في هذا المقال امعان دولة الاحتلال الصهيوني في عدوانها على الشعب الفلسطيني وانكشافها على حقيقتها الاستعمارية العنصرية ونفاق ورياء الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا الداعم الرئيسي لهذا الكيان الغاصب.

ففي ١٤ شباط عام ١٩٤٥ اجتمع الرئيس الأميركي روزفلت بعد انتهاء اجتماع يالطا بالملك السعودي عبد العزيز رحمه الله على الطراد وينسيكي في قناة السويس، وكان اجتماعا صريحا وواقعيا حول فلسطين، اذ قال الرئيس روزفلت للملك عبد العزيز بانه “لا بد ان نشفق على الشعب اليهودي من بطش النازي”. وكان جواب العاهل السعودي قاطعا: الجميع يستنكر ما فعله النازي، وحتى الفلسطينيين يشعرون بالأسف لما حل باليهود ، ولكن الحل يجب ان لا يكون على حساب شعب آمن يعيش فوق أرضه فلسطين منذ آلاف السنين.

وقد اقتنع روزفلت بما قاله الملك عبد العزيز رحمه الله، خصوصا عندما قال لروزفلت بان على النازي ان يدفع الثمن باعطاء اليهود جميع املاك النازي. وقد وعد روزفلت العاهل السعودي بان امريكا لن تقوم باي عمل لا يرضى عنه الفلسطينيون، ولكن مع الاسف توفي روزفلت فجأة ، واستلم من بعده الصهيوني ترومان، الذي انتزع موافقه الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين الى دولتين حسب القرار ١٨١ الصادر في ٢٩ تشرين الثاني ١٩٤٧م.

ومنذ ذلك الوقت دعمت اميركا واوروبا العصابات التي ارتكبت 150 مجزرة موثقة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، خلال النكبة عام ١٩٤٨ ومما زاد من مشكلة اللاجئين بأن الدول العربية المحيطة بعد أن هزمت من هذا الكيان الذي كان مجموع مقاتليه ٦١٠٠٠ الفا مدججين باحدث السلاح الذي تركته بريطانيا قبل مغادرتها فلسطين في ١٥ ايار للعام ١٩٤٨م انها وقعت على اتفاقيات مجحفة بحق الشعب الفلسطيني، واهمها هدنة دائمة بدون اشتراط حق العودة للاجئين إلى ديارهم. ولو وضعت هذا الشرط وعاد اللاجئون الى ديارهم لتغيرت الكثير من المعادلات.

لقد دفعت امريكا لهذا الكيان ما لا يقل عن 150 مليار دولار ، كما زودتها باحدث الاسلحة كي تكون دائما اقوى من جميع الجيوش العربية، ومع ذلك فقد انتصرت مصر على هذا الكيان في معركة العبور عام ١٩٧٣م.

والان انقلب السحر على الساحر واصبح هذا الكيان لا يهتم باي نصيحة من امريكا او اوروبا او روسيا، اي ان هذا الكيان اصبح يغرد لوحده بدون اي نظرة وفاء الى امريكا او اوروبا أو روسيا، وصدق أبو الطيب المتنبي عندما قال ما أصبح مثلا:” إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”.

لقد صبر شعبنا الفلسطيني على هذا الاحتلال القذر منذ ٧٤ عاما ولم يستسلم ولم يركع الا لله وحده، وان الله سبحانه وتعالى سخر الشعب الفلسطيني ليقاوم اقذر استعمار عنصري شهده الانسان، لذلك يسمى هذا الشعب بشعب الجبارين.

وهنا نقول لإخواننا الذين طبّعوا مع هذا العدو، والذين نكن لهم كل مشاعر الأخوة والاحترام انه لا بد ان يأتي اليوم الذي تقتنعون فيه وتقتنع فيه كل الدول العربية والإسلامية بأن هذا العدو لا يعرف الا مصلحة نفسه، واكبر دليل على ذلك ان هذا المحتل لا يراعي مصالح امريكا التي خلقت هذا الكيان وساعدته ولا تزال على احتلال بلاد ليست بلاده.

لقد ضرب هذا الكيان بعرض الحائط جميع القرارات الدولية التي وقعت عليها امريكا واوروبا وروسيا وحتى المحتل نفسه، واكثر من ذلك فقد سحب اعترافة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مع ان السلطة مازلت مجبرة على الاعتراف بهذا المحتل.

حتى ان نتنياهو خان ترامب الذي اعطى القدس وارض فلسطين والجولان السورية هدية للمحتل.

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، انه مع حل الدولتين ولكن ليس الان ، كما قال قبله نتنياهو ، والنتيجة بناء المزيد من المستعمرات والقتل والاعتداءات المتكررة على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وهدم البيوت، اي ان جميع قادة إسرائيل كذابون من طينية واحدة ، اي الإيغال في الاجرام الصهيوني الماسوني.

اما الرئيس الأميركي، جو بايدن، ووزير خارجيته، انتوني بلينكن فهما يتوسلان المحتل بان يتوقف عن هدم البيوت ووقف بناء المستعمرات والامتناع عن مصادرة الاراضي، ولكن هذا الاحتلال لا يتجاوب بل بالعكس فهو يقول لا لامريكا بدون استحياء. وحتى ان امريكا الان لا تجرؤ على مطالبة المحتل بايقاف بناء المستعمرات، وحتى ان بينيت في بيانه بالكنيست ، قال انه لن يتوقف عن بناء المستعمرات بدون اي اعتبار لامريكا او اوروبا وروسيا.

وما من شك ان هذه العصابات التي كانت تستجدي قطعة ارض بدعوى العيش بامان عليها من “ظلم العالم” ، اتضح ان الهدف النهائي كان احتلال ارض ليست لهم ان كان من منظور ديني او تاريخي، ووجد الاستعمار الغربي والامريكي ضالته بخلق كيان في قلب الامة العربية بدلا من الاستعمار الغربي، والنتيجة عدم استقرار الشرق الاوسط والعالم اجمع واصبح هذا الكيان يكذب ويتمرد على الذي ساعدة.

اي ان المحتل اصبح عاريا وظهر على حقيقته بأنه فوق اي قانون او قرار اممي.

الشعب الفلسطيني لم يعد يعول على الفصائل لانه مضت اربع عشرة سنة ونحن نناشد هذه الفصائل باستعادة الوحدة ، كي نجابه هذا العدو متحدين دون جدوى ، لأنه مع الاسف لكل فصيل طريقته، وبدون اي اعتبار لهذا الشعب الصامد الصابر، الصامد بصدور عارية يقارع هذا العدو الذي لا يراعي دينا او اخلاقا، ومع ذلك نبقى متمسكين كشعب بوحدتنا الوطنية، و نبقى نعطي النصح ان يتقى قادة فصائلنا الله وان يرحموا هذا الشعب الصابر وان يعودوا الى الوحدة الوطنية ويطلقوا انتفاضة شعبية تفجر طاقات ابناء شعبنا حسب القوانين الدولية، في مواجهة هذا الاحتلال ومستعمريه… والله المستعان

* عضو المجلس الوطني الفلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى