أقلام وأراء

فيصل أبو خضرا يكتب – السلطة الفلسطينية في مجابهة امريكا واسرائيل .. رسالة لسيادة الرئيس محمود عباس

بقلم  فيصل أبو خضرا *- 2/5/2020

سيادة الأخ الرئيس محمود عباس “ابو مازن حفظه الله،

في هذه الأيام التي تجابهون بها وباء كورونا ، ووباء اسرائيل المدعومة أمير كيا بشكل لا محدود، ووسط استمرار هذا الانقسام المأساوي وإمعان الاحتلال في تقطيع أوصال الوطن خلافا لما اتفق عليه في اوسلو، والذي ينص في احد بنوده بان الضفة الغربية وقطاع غزة ولاية جغرافية واحدة لا تتجزأ ، اسمحوا لي أن اهنىء فخامتكم بحلول شهر رمضان المبارك وانتم تقودون شعبنا بحكمة في هذه الظروف العصيبة التي لم نشهد لها مثيلا منذ عقود طويلة، فأنتم تقومون بشجاعة وثبات بمهمة شاقة مزدوجة في التصدي لوباء الاحتلال ومخططاته ضد شعبنا ومقدساتنا وحقوقنا، هذا الاحتلال المدعوم بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الموالي للصهيونية والاحتلال، والتصدي لوباء فيروس كورونا بخطوات وإجراءات حكيمة محسوبة لحماية شعبنا وضمان استمراريته وصموده، رغم قسوة الظروف ومحدودية الإمكانيات، فثباتكم وايمانكم بعدالة القضية وبقدرات شعبنا العظيم اقوى من كل الظروف.. وهي الخطوات والإجراءات التي نقدرها عاليا وكانت موضع تقدير شعبنا الصابر المناضل الذي يقف ملتفا خلف قيادتكم، أطفالا ونساء وشبانا ومسنين وكذا أبطالنا الأسرى، كما كانت خطواتكم مثار إعجاب وتقدير الكثيرين في أمتنا العربية والعالم أجمع.

وفي هذه الظروف الصعبة ارتأيت أن من واجبي الوطني أن اقول الحقيقة من وجهة نظر فلسيني مستقل ، لا ينتمي الى اي فصيل او حزب فلسطيني .

وهنا لا بد ان اؤكد أنه لولا حكمتكم وفطنة سيادتكم لهذه الجائحة التي ألمت بالبشرية واتخاذكم مبكرا قرار إعلان حالة الطوارئ وما تبعها من توجيهاتكم للحكومة والمحافظين وكافة الأجهزة ومتابعتكم اليومية الحثيثة ما كان باستطعنا ان نصل إلى هذه النتائج الإيجابية في فلسطين بالتصدي للوباء ومنع تفشيه على نطاق واسع.

وفي نفس الوقت نقدر لسيادتكم المواقف الثابتة والمبدئية في التصدي لهذا الاحتلال وجرائمه اليومية ومخططاته للضم والتوسع وتحذيركم الواضح امس الاول للقوة العظمى الاولى في العالم ولهذا الاحتلال من مغبة الإقدام على جريمة الضم التي تقاب جريمة تجير شعبنا من وطنه فلسطين، الذي بحكمة وذكاء وبعد نظر الرئيس الرمز الراحل ابو عمار وفخامتكم استطعتم عبر التوقيع على اتفاق اوسلو في الدخول اليه والاقتراب من القدس

وهي ضربة موفقة رغم كل ما يقال عن اوسلو ورغم الثغرات التي يتمسك بها الذين اتخذوا من التنظير ورفع الشعارات نهجا، ولكنني على يقين تام بان فخامتكم لا يمكن ان تنسوا يوما مدينتكم صفد كما لا يمكن ان أنسى يوما مدينتي يافا.

صحيح ان هذا الاحتلال يتنهك الاتفاقيات يوميا ويتنكر لأوسلو الا ان هذا الاتفاق يبقى سندا لنا ومرجعا في الساحة الدولية في مواجهة نتنياهو وغانتس وترامب الذين يسعون لتصفية القضية . كما انه الاتفاق الذي بموجبه عاد الى ارض الوطن عشرات الآلاف من ابناء شعبنا من جميع االفصائل بمقاتليها وكوادرها وعائلاتهم ، ولم نعد نستجدي اي بلد عربي او غير عربي نقيم فيه بل اصبح لنا كيان سياسي معترف به عالميا دولة تحت الاحتلال رغم انف نتنياهو وترامب.

وعلى ضوء ما تمارسه اسرائيل حاليا حتى في ظل وباء الكورونا من جرائم وانتهاكات والاعلان بوقاحة عن نوايا الضم لذلك ارتأيت ان اقترح عليكم.

الان من المحق لنا اعلان الدولة الفلسطيني على حدود العام ١٩٦٧م تحت الاحتلال حسب قرار مجلس الامن رقم ٢٤٢-٣٨٨

و جميع القرارات الدولية اللاحقة وخصوصاً اتفاقية اسلو و العمل على دعوة مجلس الامن ومطالبته بتنفيذ هذا الاتفاق الذي وقع برعاية اميركية دولية واعتمده المجتمع الدولي وتنفيذ باقي القرارات الدولية، واذا عارضت الولايات المتحدة يمكن اللجوء مجددا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما سيضع مزيدا من الضغط والحرج على هذا الاحتلال وهذه الإدارة الاميركية الظالمة. وهنا يمكن دعوة ضحايا فلسطينيين الى مجلس الامن او الجمعية العامة كأمهات اطفال قتلهم الاحتلال او امهات اسرى استشهدوا داخل الاسر او عائلات هدمت بيوتها وسرقت أراضيها وترك المستعمرين وبحماية من جيش المحتل ، بالاعتداءات اليومية على المزارعين من قطع أشجار الزيتون وتجريف الاراضي المحتلة ، كي يرى العالم اجمع ما تقوم به هذه الدولة التي تزعم انها الديمقراطية الوحيدة التي تشارك الغرب زورا وبهتانا باحترام حقوق الإنسان .

نجد فقط بان السلطة فقط تشتكي المحتل لجميع الدول التي تؤيدنا و بون الحصول على قرارات جريءة لوقف هذة الممارسات التعسفية خلافًا لجميع القرارات الدولية، واخص بالذات روسيا والصين والتي لهما القدرة لوقف هذة الممارسات. التي لم تلقى اي دعم من اي دولة في العالم.

كما ان الطلب باجتماع وزراء خارجية الدول العربية والمعروف سلفًا بان جميعها تؤيد جميع القرارات التي

يطلبها الجانب الفلسطيني ، ولكن بدون اي اجراء حقيقى امام إدارة ترامب الصهيونية.

لذلك ليس أمامنا الى مجلس الامن والجمعية العمومية، واضغط على روسيا والصين وأوروبا ان ينتزعوا قرارات بمعاقبة اسراءيل اذا ما ضمت اي قطعة ارض محتلة حسب القرار ٢٤٢-٣٣٨ .

واخيرا لن أتحدث عن الانقلاب الذي أقدمت عليه حماس والمعيقات امام استعادة الوحدة واحترام الشرعية الوطنية الفلسطينية لأنه يبدو ان لا جدوى من العودة لهذه الدوامة في هذا الوقت تحديدا بعد تجاهل كل النداءات لإنهاء هذا الانقسام.

وفي النهاية اتمنى لكم، الأخ الرئيس ابو مازن والشعب الفلسطيني الصامد الصابر المناضل، الصحة والعافية ودوام التقدم…

والله المستعان

*عضو المجلس الوطني الفلسطيني عن القدس المقدسية .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى