ترجمات أجنبية

فورين بوليسي – جوزيف جونيور – قد لا يغير COVID-19 العالم

موقع فورين بوليسي – جوزيف جونيور – 9/10/2020

الأوبئة ليست دائمًا أحداثًا تحويلية في حين أن بعض الاتجاهات المثيرة للقلق قبل الايجاد يمكن أن يسرع، فإنه ‘ الصورة غير صحيحة لنفترض أن الفيروس التاجي ستنتهي العولمة، وقتل الديمقراطية الليبرالية، أو تعزيز الصين ” القوة الناعمة .

إن الأوبئة ليست دائمًا أحداثًا مفصلية. بينما بعض الاتجاهات المقلقة الموجودة مسبقًا يمكن أن تتسارع، فمن غير الصحيح افتراض أن فيروس كورونا سينهي العولمة، أو يقتل الديمقراطية الليبرالية، أو يعزز القوة الناعمة للصين. كيف ستعيد جائحة تشكيل النظام العالمي؟ الجواب الصادق هو أن لا أحد يعلم. هناك العديد من السيناريوهات المحتملة. أفضل ما يمكن لواضعي السياسات فعله هو تجنب الخرافات التي تعيق تفكيرهم وفحص البدائل التي تساعدهم على التركيز على الأسئلة الأكثر أهمية. في بعض الأحيان تكون التقديرات خاطئة، ولكن من المفيد هيكلة التفكير في السياسة بطريقة تسمح للقادة بالتعلم من الأخطاء.

عند تقدير آثار الجائحة الحالية يجب على المرء أن يبدأ بما هو غير معروف. إن هذا الفيروس مستجد، ولم يزل العلماء يحاولون فهم بنيته. ولا أحد يعرف كم من الوقت سيستمر. كما أنه ليس من الواضح أي اللقاحات – إن وجدت – ستكون فعالة، أو كيف سيجري توزيعها على مستوى العالم.

إن مدى ومدة الاضطرابات الاقتصادية التي يسببها الوباء غير معروفين – يشير جونيور – لكن الآثار على الاقتصاد العالمي قد تطول. من المحتمل أن يكون للكساد العميق آثار سياسية كبيرة، لكن أي تقديرات لتوقيت الانتعاش الاقتصادي معقدة بسبب اعتماد الاقتصادات على فعاليتنا البشرية غير المؤكدة في السيطرة على الفيروس.

يمكن أن يكون التاريخ دليلًا مفيدًا، ولكنه قد يكون أيضًا مضللًا. إن الأوبئة السابقة كانت بمثابة نقاط تحول. يشير المؤرخون إلى أن أثينا ضعفت بشدة بسبب الطاعون لدرجة أنها هزمت أمام سبارتا في الحرب البيلوبونيسية، أو أن جائحة القرن الرابع عشر التي قتلت ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا ساهمت في إنهاء الإقطاع.

ولكن قبل قرن من الزمان – يستدرك جونيور – قتلت الإنفلونزا الإسبانية ما يقدر بنحو 50 مليون شخص بينهم 600 ألف أمريكي، أي أكثر من ضعف عدد الوفيات التي تسببت فيها الحرب العالمية الأولى. استمرت الطفرات الفيروسية لهذا الوباء حتى يومنا هذا، لكن معظم المؤرخين يعزون تغييرات العقود التي تلت إلى الأهمية الجيوسياسية – مثل صعود الشيوعية والفاشية – للحرب وما بعدها.

من المحتمل أن تكون الإنفلونزا الإسبانية قد ساهمت في تغييرات ثقافية مثل زيادة نسب الإلحاد في عشرينات القرن الماضي، لكن الجنود الذين يقاتلون ويموتون في الخنادق الفرنسية ربما كانوا أكثر أهمية. على الرغم من أن الوباء أودى بحياة المزيد من الناس، إلا أن آثاره تقزمت أمام آثار الحرب، بما في ذلك الرقابة الحكومية في زمن الحرب على الوفيات بسبب الأوبئة. لذلك فمن الضروري تفنيد بعض الأساطير حول الوباء الحالي.

الأوبئة ليست نقاط تحول مفصلية

في بعض الأحيان تكون كذلك، وفي أحيان أخرى لا. يميل الناس إلى افتراض أن الحوادث الكبيرة يجب أن يكون لها تأثيرات كبيرة – يضيف جونيور – لكن مثال عام 1918 يوضح أن هذا تبسيطًا مخلًا. يُعد فيروس كورونا حادثة كبرى، لكن هذا لا يكشف عن حجم أو طبيعة آثاره.

وحتى لو كان للوباء تأثيرات كبيرة محليًا في الولايات المتحدة، فلن تؤدي كل هذه الآثار إلى حدوث تغيير جيو-سياسي. كان لفيروس كورونا بالفعل تأثير عميق على طريقة عيشنا وعملنا وتحركنا. من المحتمل أن يكون له تأثيرات دائمة على العمالة، وموقع النشاط الاقتصادي، والتعليم، والأوضاع الاجتماعية. لقد كشف الفيروس عن تهالك أنظمة الرعاية الصحية وعدم المساواة. وإذا أدت هذه التغييرات الاجتماعية إلى زيادة الاستقطاب السياسي أو الفوضى أو الشلل، فقد تؤثر على السياسة الخارجية، والجغرافيا السياسية للولايات المتحدة، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى إصلاحات سياسية محلية دون تغيير السياسة الخارجية على الإطلاق.

جائحة كورونا لن تقضي على العولمة

الأسطورة الثانية هي أن كوفيد-19 سيضع نهاية لحقبة العولمة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية – يضيف جونيور. تَنتج العولمة – أو الاعتماد المتبادل عبر القارات – جزئيًا عن التغيرات في تكنولوجيا النقل والاتصالات التي من غير المرجح أن تتوقف. قد تتغير طرق السفر والتواصل، لكنها لن تتوقف. قد ينخفض مستوى السفر عبر الطائرات، لكن العالم لن يصبح افتراضيًا.

ربما تتقلص بعض جوانب العولمة الاقتصادية مثل التجارة، والتدفقات المالية. ومن المهم التمييز بين العولمة الاقتصادية والعولمة البيئية. بينما تتأثر العولمة الاقتصادية بقوانين الحكومات، فإن الجوانب البيئية للعولمة، مثل تغير المناخ، تحددها قوانين الفيزياء أكثر.

لن توقف الجدران والأسلحة والتعريفات الجمركية الآثار البيئية العابرة للحدود الوطنية – يشدد جونيور – مع أن الحواجز التي تعترض السفر والركود الاقتصادي المستمر قد يبطئها. كما أن آثار الوباء على العولمة الاجتماعية غير واضحة. ربما تتباطأ الهجرة القانونية في أعقاب الوباء، لكن الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط تعتمد على تغير المناخ في منطقة الساحل أكثر من اعتمادها على جائحة كوفيد-19. حتى مع وجود ضوابط صارمة على الحدود، ستزداد الهجرة غير القانونية للأشخاص إذا أصبحت بلدانهم الأصلية غير صالحة للسكن.

ما يبدو مرجحًا في هذه المرحلة هو أن بعض سلاسل التوريد الاقتصادية المتعلقة بالأمن القومي ستصبح إقليمية أكثر، وقد تدفع المخاوف الأمنية الشركات والحكومات إلى التفكير في تخصيص بعض المخزونات لحالات الطوارئ، ولكن من غير المرجح أن تؤدي هذه التعديلات الأمنية إلى تعطيل جميع سلاسل التوريد العالمية أو التجارة الدولية، إلا عند اندلاع حرب، وحتى لو حدث ذلك فلن تنهي الترابط البيئي العالمي، أو توقف موجة اللجوء بسبب المناخ في حالة وقوع كارثة طبيعية.

جائحة كورونا لن تنهي الديمقراطية وتسبب صعود الاستبداد

الأسطورة الثالثة هي أن الجائحة تنذر بنهاية الديمقراطية الليبرالية وصعود نموذج سياسي سلطوي قادر على فرض إجراءات صارمة تتعلق بالاختبار والحجر الصحي. في بعض الأحيان يتعزز ذلك من خلال مثال نجاح الصين في السيطرة على انتشار الفيروس – بعد بداية كارثية – مقارنة بفشل الولايات المتحدة في ذلك. ولكن لا ينبغي التعميم.

كان أداء الديمقراطيات مثل ألمانيا ونيوزيلندا أفضل من الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا – يقول جونيور. ومن بين الديمقراطيات كان أداء الدول التي لديها قادة براجماتيون مثل ألمانيا في عهد أنجيلا ميركل أفضل من الدول التي يقودها سياسيون ذوو ميول استبدادية مثل البرازيل تحت حكم جاير بولسونارو.

صحيح أن الشعبويين مثل فيكتور أوربان في المجر استخدموا أزمة الصحة العامة لتعزيز سيطرتهم الاستبدادية، لكن حتى لو لم يظهر فيروس كورونا، فمن المحتمل أن يجدوا ذريعة أخرى. وبالمثل بينما خبراء الخصوصية قلقون من أن تطبيقات التتبع يمكن أن تزيد من زيادة المراقبة، فإن التهديدات للخصوصية كانت موجودة قبل الوباء وستستمر بعده.

من ناحية أخرى قد يؤدي الاضطراب الاقتصادي في بعض الاقتصادات الناشئة إلى انتكاسة للحكم الديمقراطي. استخدمت دول أفريقية، مثل إثيوبيا وبوروندي، بالفعل الجائحة كذريعة لتأخير أو تشويه الانتخابات المقررة.

الجائحة لم تعزز من قوة الصين الناعمة

الخرافة الرابعة هي أن الوباء عزز القوة الناعمة للصين على حساب الولايات المتحدة – يواصل جونيور كلامه. يعتقد بعض الناس أن كفاءة الصين في استعادة اقتصادها إلى معدل نمو إيجابي بنسبة 2.5% خلال 2020، في حين من المرجح أن يكون الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة – 4%، وهجوم قوتها الناعمة المتمثل في المساعدات الاقتصادية والصحية إلى دول أخرى قلبت ميزان السمعة للعقد القادم. ومع ذلك فعند تقدير الرصيد في عام 2030، يجب أن يكون المرء حريصًا على عدم تجاهل الاتجاهات قصيرة الأجل.

من المؤكد أن الرد الأمريكي غير الكفء أضر بالقوة الناعمة الأمريكية؛ إذ أظهرت استطلاعات الرأي تراجعها بالفعل في ظل إدارة ترامب بعد عام 2017. وقد أدت سياسات الرئيس غير المتسقة بشأن الوباء، قبل وبعد إصابته بالفيروس، إلى زيادة الانخفاض. لكن هذه الاتجاهات انعكست في الماضي. على سبيل المثال استعادت الولايات المتحدة قوتها الناعمة في العقود التي أعقبت حرب فيتنام. لقد قدمت الصين المساعدة، وتلاعبت بالإحصاءات لأسباب سياسية، وانخرطت في دعاية قوية – كل ذلك في محاولة لإخفاء إخفاقاتها المبكرة وتصوير استجابتها للوباء على أنها مثالية.

ومع ذلك فعندما يتعلق الأمر بالقوة الناعمة، فإن الصين تبدو في موقف ضعيف. لقد خلقت بكين عقباتها الخاصة بتفاقم خلافاتها الإقليمية مع الدول المجاورة، وإصرارها على سيطرة الحزب القمعية؛ مما يمنع إطلاق العنان لمواهب المجتمع المدني الكاملة مثلما يحدث في الديمقراطيات. لنتذكر الرقابة الصينية على الأطباء في بداية تفشي فيروس كورونا في الداخل والخارج. ليس من المستغرب أن تضع استطلاعات الرأي العام العالمية الصين في مرتبة متدنية من حيث القوة الناعمة. من الصعب الجمع بين «دبلوماسية أقنعة الوجه» الحميدة و«دبلوماسية محارب الذئب» والقمع في شينجيانغ وهونج كونج في نفس الوقت.

إن تفنيد هذه الأساطير لا يثبت وجود احتمال كبير للاستمرارية الجيوسياسية. قد يكون للحروب وانهيار الديمقراطية في بعض البلدان – أو أي جائحة أكثر خطورة – آثارًا ساحقة. والتاريخ مليء بسياسة الحسابات الخاطئة والمفاجآت، كما شهدنا في أغسطس (آب) 1914، عندما توقعت القوى العظمى انتهاء الحرب العالمية الأولى بحلول عيد الميلاد، لكنها امتدت لأربع سنوات من الرعب وانهيار أربع إمبراطوريات.

إذا تبين أن فرضية الاستمرارية خاطئة، فمن غير المرجح أن تكون ناجمة عن الجائحة أكثر من كوارث الثلاثينات التي سببتها الإنفلونزا الإسبانية. في الجغرافيا السياسية قد لا تُنتج بعض الأسباب الكبيرة – مهما كانت مزعجة – تأثيرات كبيرة دائمًا.

نشر هذا المقال تحت عنوان  :  

COVID-19 Might Not Change the World

الكاتب JOSEPH S. NYE JR.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى