أقلام وأراء

فهد الخيطان يكتب – العام المقبل أسوأ

فهد الخيطان *- 28/9/2020

العام المقبل لن يكون أحسن حالا من 2020. أزمة كورونا مستمرة ولا أمل بنهاية وشيكة للفيروس القاتل قبل التوصل للقاح، وهذه الخطوة تحتاج لأشهر لحين التأكد من دقة التجارب السريرية، ثم فترة ثلاثة أشهر على الأقل لانتاج المطعوم وتوزيعه في العالم.

متى سيصل المطعوم لبلادنا؟ لا احد يعلم، ربما في النصف الأول من العام الجديد، فالدول تخوض منافسة شرسة لحجز الكميات المطلوبة مسبقا، وهناك أمل بأن يكون الأردن من بين الدول المحظوظة التي تحصل على جزء من حاجتها في المرحلة الأولى.

أشهر الشتاء ستكون قاسية على البشرية. العلماء يؤكدون أن الموجة الثانية من كورونا ستكون أشد شراسة وتتزامن مع الإنفلونزا الموسمية، وسيفقد الكثيرون أحباء وأصدقاء.

على الجانب الآخر سنشهد مزيدا من المشكلات الاقتصادية، قطاعات وشركات حول العالم ستنهار. في الدول الصغيرة كحالتنا لن يكون ممكنا تحقيق أي معدلات نمو في النصف الأول من العام الجديد. أكبر إنجاز يمكننا تحقيقه، هو حماية القطاعات الحيوية واحتواء مخاطر الانهيار.

الإغلاقات المتوقعة ستكون طويلة وتلقي ظلالا كئيبة على قطاعات العمل والانتاج. أمامنا بعض الفرص المثيرة لزيادة قدراتنا التصديرية التي ينبغي العمل على تعظيمها قدر المستطاع لتعويض خسائر الاقتصاد الوطني. مجالات مثل السياحة والطيران والفندقة والمطاعم ستبقى تعاني بشدة. والحركة الشرائية غير مرشحة للتحسن بالنظر إلى حالة القلق العامة.

وفي الأشهر المقبلة ربما تضطر الحكومة إلى الانتقال الكامل إلى التعليم عن بعد، وتعطيل الدوائر الحكومية بشكل شبه كلي، والاكتفاء بعمل واستدامة قطاعات الخدمات الأساسية وسلاسل التزود الغذائي.

النظام الصحي سيواجه اختبارا عسيرا. في الموجة الأولى من كورونا، حافظ هذا القطاع على قدرته، ولم يعان زيادة في المصابين أو نقصا في الموارد الطبية، لكن في المرحلة المقبلة يمكن أن نشهد أوضاعا صعبا، تتطلب دعما استثنائيا. وكما الحال في قطاعات أخرى قد تحتاج لدعم اجتماعي مع تعطل اعمالها.

هنا نقترح إعادة تفعيل صندوق همة وطن من جديد، وإطلاق حملة ثانية لجمع التبرعات وحشد الموارد لمساعدة الفئات الضعيفة، وكذلك التفكير بطرائق خلاقة لتزويد الفقراء باحتياجاتهم من المواد الغذائية قبل أن تشتد الموجة الثانية من الوباء.

من الان وحتى الأشهر الأولى من العام الجديد، نحن في حالة طوارىء فعلية. يتعين علينا أن نفكر ونعمل بهذه الطريقة، كي نتمكن من اجتياز المرحلة بأقل قدر من الخسائر.

الرتابة التي تحكم أداء المؤسسات، وقلة الحيلة التي تطبع عمل بعض المؤسسات يجب أن تتغير بسرعة، ونخرج من الصندوق أفضل الأفكار الممكنة لإدارة مرحلة الطوارىء والمخاطر التي تنتظرنا في الأيام المقبلة.

السنة المقبلة صعبة وثقيلة أيضا. تداعيات 2020 واستمرار موجة كورونا، سيتركان آثارا بالغة في حياة الناس لفترة طويلة، ليس في الأردن فحسب، بل في العالم كله. ولعل اخطر المظاهر أرقام البطالة المتصاعدة في كل أرجاء المعمورة، وتردي المستوى العميشي ونقص الغذاء والأدوية.

إننا اليوم جزء من مسرح عالمي تعيث فيه الجائحة خرابا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى