ترجمات أجنبية

فايننشال تايمز: الرئيس التركي يواجه كارثة

تأتي تداعيات الزلزال الكارثي في ​​الوقت الذي يواجه فيه زعيم البلاد أصعب حملة إعادة انتخابه

فايننشال تايمز 10-2-2023، آدم سامسون وأيلا جان ياكلي: الرئيس التركي يواجه كارثة

إن الكارثة الطبيعية التي ضربت تركيا، يوم الإثنين، تمثل امتحاناً لقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وطريقة رده عليها ستحدد طبيعة المواقف منه. وقالا إن زيارته للمناطق المتضررة جاءت بعد انتقادات لرد الحكومة بداية عليها. وقالا إن أردوغان رد على منتقديه عندما اعترف بشكل نادر بحصول قصور في التعامل الأولي مع الأزمة، مما يؤكد أن الهزة الأرضية المدمرة ستشكّل الأشهر الأخيرة من الحملات الانتخابية التي ستكون حادة وتنافسية.

وزار أردوغان كهرمان مرعش، مركز الزلزال، حيث صوّب سهام نقده على الذين حاولوا استخدام الكارثة لخدمة أجندتهم.

خطابه كشف عن التحدي الذي يواجه الرئيس للحفاظ على الدعم العام، عقب أسوأ كارثة تضرب البلاد، منذ عقود، وقبل 3 أشهر من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تعتبر من أصعب الحملات في تاريخه السياسي، ومنذ توليه القيادة في البلاد. وقال أردوغان “لا أريد منكم منح المحرضين فرصة”، حيث تجول في المنطقة المنكوبة التي أدت لمقتل عشرات الآلاف من الأتراك والسوريين. وقال إن على الإعلام عدم فتح المجال لهم، فالوقت اليوم هو وقت الوحدة والتضامن.

أردوغان قاد في سنواته الأولى فترة من الرخاء والازدهار، لكنه أظهر في السنوات الماضية ميلاً للديكتاتورية، منذ عام 2013، والمحاولة الانقلابية عام 2016. وشهدت السنوات الماضية تقييداً على الحريات المدنية وسجن الصحافيين، حيث عزز أردوغان من سيطرته على المؤسسات.

وتعتبر انتخابات أيار/مايو فرصة للمعارضة، التي شكلت لأول مرة تحالفاً لكي تقوم بتغيير ميزان القوة في تركيا. وفي إشارة عن التوتر، فقد تعطل تويتر، الذي يعد وسيلة لتنفيس الغضب على الحكومة، ولمدة سبع ساعات، أثناء زيارة أردوغان للمناطق المنكوبة.

ويواجه الرئيس تراجعاً في شعبيته وسط أزمة اقتصادية وزيادة لكلفة المعيشة التي تسببت بها سياساته الاقتصادية غير المقنعة.

وما سيحدث بعد يعتمد على رد الرئيس، البالغ من العمر 68 عاماً. وقدم المحللون مزيجاً من المواقف حول تضرر الرئيس أو تحسن شعبيته. ويرى إيمر بيكر، مدير أوروبا في مجموعة أوراسيا أن “رده في ضوء الكارثة الضخمة كان سريعاً وقوياً نوعاً ما”، ولو “حافظ على هذا المستوى القوي من الرد فإنه سيستفيد في الأيام التي تقود للانتخابات”. لكن سليم كورو، المحلل في المعهد التركي بأنقرة “تيباف”، يرى أن “الناس يعيشون البؤس، وعادة ما يميلون لصالح التغيير، وهم في هذه الحالة”. ويتوقع أن تحاول الحكومة تأجيل الانتخابات متذرعة بالصعوبات اللوجيستية التي ستواجهها لجمع الأصوات من المناطق المتضررة.

وردت المعارضة سريعاً على الكارثة وحاولت الاستفادة منها. وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليشدار: “لو كان هناك شخص مسؤول، فهو أردوغان”، مضيفاً أن الحكومة “على مدى عشرين عاماً لم تحضّر البلد لهزة أرضية”. وستؤثر الهزة الأرضية على الحملات الانتخابية، حيث سيكون التركيز، في الأيام المقبلة، على البحث عن الناجين وتنظيف الأنقاض وإعادة بناء البنى التحتية. ولهذا قرر التحالف الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري تأجيل اجتماع يوم الأسبوع المقبل للإعلان عن المنافس لأردوغان. وربما استفاد الرئيس من حالة الطوارئ التي أعلنها في المناطق المنكوبة ولثلاثة أشهر، كتلك التي أعلنها بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.

وقال بيكر إن تلك الفترة أعطت الرئيس “منبرا واسعا لإظهار قوته وتحسين صورته كزعيم تركي أوحد وحتمي”. وقالت غويتش غوكشين، نائبة زعيم حزب الشعب الجمهوري “لن نعترف بقوانين الطوارئ لو أسيء استخدام سلطاتها”. وقالت إن أردوغان تجاهل رؤساء بلديات المعارضة في داخل محور الزلزال، ومنعت الحكومة المركزية المساعدات من إسطنبول التي يديرها عضو حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو، لأن كل المساعدات يجب أن تمر عبر وكالة الكوارث. وقالت: “لو قالوا، يمكنكم المساعدة وأرسلوا رجالكم، لكانت وصلت المساعدات لهاتاي أسرع بسبع أو ثماني ساعات”.

وقال ولفانغ بيكولي، المحلل السياسي في معهد تينو، إن قرار أردوغان بداية عدم الاتصال مع رؤساء بلديات المعارضة كانت خطأ، “محاولة تحقيق نقاط سياسية والناس يموتون ليس جيداً”. وفي تغريدة من مكتب الرئيس، بعد تسع ساعات من الهزة، جاء أن الرئيس تحدث مع رئيس بلدية هاتاي، أكبر مدينة متضررة. وقال كورو إن هناك مفهوماً عاماً عن حرب جارية في الإعلام حول رد الحكومة على الكارثة.

ويتفق المحللون على أن أردوغان سيتم الحكم عليها بالمقارنة مع كارثة 1999 والتي قتل فيها 17.000، ففي ذلك الوقت انتقدت حكومة ائتلافية لرفضها الدعم الدولي والتقارير الغامضة حول حجمها.

وبالمقارنة يقول بيكر إن أردوغان أظهر قيادة قوية وواضحة وشفافة نسبياً، وسارعَ لتعبئة كل المصادر المتوفرة، ولم يتعامل مع الموضوع بأنه مسألة كرامة، وقبل وسهل الدعم الدولي. وقال إن قرار الحكومة تخصيص 100 مليار ليرة تركية (5.3 مليار دولار) لدعم المناطق المنكوبة أظهر تنسيقاً أفضل من 1999. ولكن أي خطأ سيكون مكلفاً في الأيام المقبلة، كما يقول بيكولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى