أقلام وأراء

غادة خضر: كريم يونس وماهر يونس والتغير الزمكاني

غادة خضر 20-1-2023م: كريم يونس وماهر يونس والتغير الزمكاني
ثواني فاصلة بين عام ١٩٨٣م  ونقيضه٢٠٢٣ م، لم تتغير الأرقام فقط ، بل تجلى الشموخ والفخر  في أبهى صوره ، بعد أن قضى الفلسطينى كريم يونس وابن عمه  الثائر ماهر يونس ٤٠ عاماً خلف قضبان الأسر  الإسرائيلي ، ولكن هل اختلف  لديهما عنفوان الماضى مع الحاضر؟؟؟ !!!!!
الإجابة كانت صادمة للمحتل  وللإعلام العربي والعبري معاً ، التصريحات  الأولى  لكل منهما ( كريم وماهر يونس )  رهيبة  ومرهبة  ، صارمة ومرعبة ، عجيبة  ومدهشة  ، عبارات نادرة  و غير متوقعة …..
كريم يونس ورفيق دربه ماهر يونس لم تهزمهم سنوات الأسر ،و لن يتسلسل الندم لهم يوماً ، فالدرب واحد  ماضون  فيه بلا رجعة ، وما تغير فيهما  سِوى  لون الشعر  وكثافته  ، وما الشعر الأبيض  الا وقاراً لصاحبه ، وكما أخبرنا نبى الأمة عليه أفضل  الصلاة والسلام (  من شاب شيبة فى الاسلام كانت له نوراً يوم القيامة )   فما بالك من شاب شيبة للدفاع عن بلاد الإسلام  والمسلمين   فلسطين وقضى فى الأسر عقوداً وسنين   ، فعن أى نورٍ ونورٍ نتحدث  في الدنيا ويوم الدين   ……
لم يكن يوم ٥ / يناير / ٢٠٢٣م يوم عادي  في مسيرة جنرال الصبر كريم يونس ، وكذلك لم تشبه ليلة الخميس  ١٩/ يناير ٢٠٢٣ م  لعملاق التحدي  ماهر  يونس و ما قبلها  من ليالى مظلمة داخل زنازين الإحتلال الفاشي  ، فقد تغير كل شئ واختلف الزمكان لكريم وماهر يونس .
الزمكان لكليهما بأبعاده الأربعة الطول والعرض والارتفاع ،  مضافاً اليها البعد الرابع والمهم والأهم الا وهو الزمن ، قد اختلف فمنذ  أربعة عقود  قبع   كريم وماهر  داخل زنازين مظلمة بلا تهوية أو انارة  بل  الرطوبة العالية وظروف حياتية قاسية وجبارة  ،  زنزانة طولها  ١٨٠ سم  وعرضها ٢٧٠سم ، قبور ولكن للأحياء فقط بصريح العبارة  !!!!!
عمالقة الصبر لم يَرو  السماء  منذ أربعون عام ، ولم يلمسو  بريق الشمس ،  ولا حتى حبات المطر    ، لم تتمتع أنظارهم خلالها  برؤية الشجر والوان  الورد والزهر كباقي البشر   …
جنرالا الصمود  ، اشتاقو  للفصول الأربعة ، للصيف وأمواج البحر والنجوم  ،للربيع  وزهر الحَّنون  ، للشتاء ونار الكانون ،  للخريف وموسم الزيتون .
الفضاء الرباعى الذى اخترعه الإحتلال  لكريم وماهر يونس انتهى  بلا عودة  فلا عاد الزمن هو الزمن ولا المكان هو المكان ،  فمن زمن الأسر الى  زمن الحرية  ومن فضاء المعتقل  الى مروج  الوطن البهية  ……
فأهلا وسهلا بكم في الفضاء الجديد فضاء  الوطن والحرية    ، فضاء  التكنولوجيا وشبكات التواصل العصرية  ، فضاء الأجيال الحالية ،  فضاء نور الشمس ولعبة كرة  القدم ساعات الصباح الثرية  ، ومناقيش الزعتر و فرن الطين ونكهة الماضى الجميل والأم الفلسطينية ……
الى الجبال الشامخة  كريم وماهر يونس  :-
ومن غزة الأبية نرسل لكما  أربعون الف تحية   معطرة برائحة النرجس والياسمين الزكية فأنتم من احببتم فلسطين  وعشقتكم فلسطين عشقاً سرمدياً ،  دمتم فخراً  لها ولنا  ورمزاً  للقضية  .
ولأهالى عارة الثورية أبناء الأرض المحتلة  نبرق بأجمل  التهانى والتبريكات بمناسبة الإفراج عن  كريم وماهر يونس  ونيل الحرية …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى