عيسى دياب: إسرائيل أضاعت الكثير من الدعم الدولي وترامب سيستعيد هذا الدعم

عيسى دياب 5-10-2025: إسرائيل أضاعت الكثير من الدعم الدولي وترامب سيستعيد هذا الدعم
يبدو أن ترامب طال به العمر حتى زاغت عيونه وأصبحت الرؤية لديه مختلطة، فهو على مدى عامين لم يرى أن هناك تدمير كامل للبنية التحتية في غزة حيث عاد أهلها إلى اللجوء إلى البرية لقضاء الحاجة ولم يعد هناك أي ماء للشرب وللنظافة الشخصية، إختلطت عليه مشاهد أطراف الأطفال والنساء المتطايرة جراء القصف بصواريخ تدمر أحياء بأكملها بناسها وبيوتها ومعالمها التاريخية لمحو الإرث حجراً وشارعاً ذلك الذي يربط البشري بتاريخه وأرضه وعندما شاهد مئات ألاف الغزيين وهم ينزحون تحت قصف الدبابات والطائرات والمسيرات من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلي الغرب ومن كل جهة إلى جهة إختلط عليه المشهد بجمهور مباراة كرة اليد الأمريكية التي يحب أن يشاهدها، وبهذا الإختلاط البصري أصبح من غير الممكن إقناعه أن دول العالم في معظمها ومؤسساته الدولية والحقوقية أقرت أن حرب الإسرائيلين على قطاع غزة هي إبادة جماعية موصوفة وموثقة ولذلك تم الإدعاء على أصدقائه الحميم بيبي وغافير وسموتو!!!
مئات ألاف من مقاطع الفيديو على برامج التواصل الإجتماعي تظهر القتل العمد لأطفال يلعبون ونازحين أثناء تنقلهم وممن يبحثون عن الماء والمساعدات وحرائق خيم النازحين الأمنين لم يشاهدها ترامب على شاشة تطبيق تيك توك لأنه كان يجهد لتملكه والسيطرة على سياسة الخصوصية للتطبيق لتوجهيه للدفاع ونشر الرواية الصهيونية وإختراع تنظيماً مخابراتياً إسلامياً بلباس أسود وخنجر كبير ليرعب أطفال العالم من الإسلام ولتستمر معركة والحق والباطل إلى يوم يأذن الله فيه.
هذا الجيل لن ينسى مشاهداته للمجازر الوحشية للإسرائيليين ولكن متابعة الحياة اليومية كفيلة بخفض مستوى إستذكار الحادثة وتوريثها بقدر ما سيسعى الساسة إلى إخفاء كل هذه المشاهد والأدلة من وسائل التواصل الإجتماعي وإنشاء جسد مؤثر جديد عالمي ليستذكر المحرقة والمظلمة اليهودية لينشئ جيل جديد يرى أن الصيهوني صوص بريء لا يقدر على أن يطعم نفسه.
لكن الأحداث التاريخية لا يمكن مسحها ولو كانت قوة العالم مجتمعة على ذلك، فلم تنسى الناس اول جريمة في التاريخ الانساني التي قُتل فيها هابيل على يد اخيه قابيل ولم ينسى الناس مجازر المغول ولم ينسى الناس كيف تأسست الولايات المتحدة الأمريكية على عظام الهنود الحمر!!!
فهل ستنسى يرقات الطفولة في غزة!!! ١٨٠٠٠ الف طفل.
كنا نتوقع رجماً بالغيب أن يساوي ترامب بين القاتل والمقتول لا ان يدفن المقتول ويكتب على شهادة قبره قصة وانتهت ويبرأ القاتل، العدل هو إقامته لا قوله فالعدالة بل تتمثل إلا بتقديم كل مضطلع في قتل الاطفال للعدالة الدولية.