أقلام وأراءغزة

عياد البطنيجي: عملية حماس في خانيونس: تحليل استراتيجي في سياق حرب غزة

عياد البطنيجي 22-8-2025: عملية حماس في خانيونس: تحليل استراتيجي في سياق حرب غزة

شهدت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة بتاريخ 20 أغسطس 2025 جدلًا حول فعاليتها وجدواها العسكرية. لفهم هذه العملية بشكل أعمق، يجب النظر إليها في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية العامة في غزة والمعروفة بـ”معادلة الهدم الدفاعي” أو “التدمير الوقائي”.

وفقاً للتقارير الواردة عن الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش عن سقوط ما يقارب 10 إلى 15 مسلحًا فلسطينيًا ممن شاركوا في هجوم خانيونس. وقد بينت التحقيقات الإسرائيلية أن العملية شملت مشاركة 15 مسلحًا واستُخدمت فيها نفق و3 خلايا.

مكان العملية: أرض مكشوفة تحت المراقبة المكثفة

كان موقع العملية في منطقة مفتوحة جنوب شرقي خانيونس، حيث تعرضت المباني فيها للدمار نتيجة العمليات العسكرية السابقة. تُعتبر المنطقة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ومراقبته الدقيقة، مما يجعل أي حركة للمقاتلين فيها محفوفة بالمخاطر. ومع ذلك، استطاع مقاتلو حماس الوصول إلى فتحات أنفاق تقع على مقربة كبيرة من موقع عسكري إسرائيلي تم إنشاؤه مؤخرًا.

مكان العملية كان في منطقة مكشوفة تخضع لمراقبة أمنية مكثفة، وهذا أدى إلى نتائج سلبية مباشرة على المقاتلين. خروجهم من الأنفاق إلى تلك المنطقة المفتوحة وضعهم في موقف ضعيف للغاية، حيث أصبحوا أهدافًا سهلة للرصد والاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية التي كانت مستعدة للتعامل مع أي تهديد محتمل. القوات تمكنت بسرعة من تحديد موقعهم وتصفيتهم، مما يعكس مدى فاعلية الإجراءات الأمنية والتكتيكات العسكرية في المنطقة.

تكمن النقطة الأساسية في هذا السيناريو في غياب عنصر المفاجأة، الذي يعتبر عاملاً حاسماً في مثل هذه العمليات. لم يتمكن المقاتلون من الحفاظ على عنصر المفاجأة لوقت كافٍ للتحرك أو التأثير بشكل ملموس قبل أن تتدخل القوات الإسرائيلية. هذا يرجع إلى عدة عوامل، أبرزها كون المنطقة المكشوفة التي تم تنفيذ العملية فيها كانت مسطحة تمامًا بسبب تدمير المباني، بالإضافة إلى الرقابة الأمنية المكثفة التي تتيح سرعة الرصد. أخيرًا، قرب المسافة بين فتحات الأنفاق وأماكن وجود القوات المستهدفة ساهم بشكل كبير في تسهيل عملية الاكتشاف والرد السريع، حيث تم تصفيتهم في وقت قصير بمجرد خروجهم.

تقييم العملية: هل هي إخفاق تكتيكي أم رسالة سياسية؟

من منظور عسكري بحت، يمكن تصنيف العملية على أنها فاشلة بناءً على الأسباب التالية:

الخسائر البشرية المرتفعة: تمكن الجيش الإسرائيلي من تصفية  المهاجمين، بينما كانت خسائره البشرية أقل بكثير، مما يعكس فرقًا كبيرًا في الكلفة البشرية.

فشل تحقيق الأهداف التكتيكية: لم يستطع المقاتلون السيطرة على الموقع، الانسحاب بأمان، أو أسر أي جنود إسرائيليين، وبالتالي تراجعت فعالية العملية من الناحية العملياتية.

كشف القدرات: ساهمت العملية في الكشف عن أنفاق جديدة، الأمر الذي يمنح الجيش الإسرائيلي فرصة أكبر لتدميرها لاحقًا، ما يعني تقويض القدرات العسكرية لحركة حماس على المدى البعيد.

يمكن تفسير العملية كأنها هجوم انتحاري مدبر من قبل حركة حماس، حيث لم يكن هدف الهجوم الأساسي للمقاتلين هو البقاء على قيد الحياة، بل تحقيق قدر ممكن من الأضرار ضد العدو. بعد ذلك، تم توظيف هذا الحدث على المستوى الرمزي كوسيلة لتعزيز مكانة الحركة، إبراز قوتها، وتأكيد حضورها في الساحة.

في إطار السياق السياسي الأوسع، قد تكون العملية العسكرية في خانيونس معدومة التأثير على المدى الطويل فيما يتعلق بتوازن القوى أو المسار السياسي للصراع. من منظور حماس، تستند عملياتها العسكرية إلى أهداف سياسية تتجاوز المواجهات المباشرة، حيث تعمل الحركة على استخدام القوة كوسيلة ضغط في المفاوضات، وإثبات قدرتها على الاستمرار كجهة حاكمة في قطاع غزة. كما تسعى إلى استعادة الوضع الذي كانت عليه قبل الحرب، بما يتضمن الحفاظ على وضعها كقوة مسلحة ومهيمنة في القطاع.

ومع ذلك، تواجه تحقيق هذه الأهداف تحديات كبيرة على المدى البعيد. كل مواجهة تساهم في الكشف عن قدرات حماس وتستنزف مواردها، سواء البشرية أو المادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الدمار الناجم عن الردود الإسرائيلية يقلص الدعم الشعبي للحركة، مما يقود إلى أزمات مرتبطة بشرعيتها. علاوة على ذلك، التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي، إلى جانب استراتيجية “التطهير العسكري” التي تحول المناطق المدنية المدمرة إلى فضاءات مكشوفة، يجعل المعارك أكثر صعوبة وخطورة بالنسبة للمقاومين، وتؤدي إلى استنزاف أكبر لقدرات حماس على المدى الطويل.

نقد العملية في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية

تركز استراتيجية إسرائيل في غزة على ما هو أبعد من مجرد تحييد المقاتلين، حيث تسعى إلى تنفيذ ما يعرف بـ”التطهير العسكري”. تهدف هذه العملية إلى القضاء على البنية التحتية للمقاومة وتحويل المناطق الحضرية المتشابكة إلى فضاءات مفتوحة. نتيجة لذلك، أصبحت البيئة العمرانية في غزة مكشوفة تمامًا بعد تعرضها للتدمير الكامل، مما يوفر ميزة للجيش الإسرائيلي بدلًا من أن تكون عائقًا أمامه.

أظهرت حرب غزة الأخيرة أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة العمرانية قد تكون في الواقع عنصرًا مساعدًا للعدو الذي يمتلك تفوقًا عسكريًا وتقنيًا واضحًا. هذا الاستنتاج يتعارض مع الرأي السائد الذي يعتبر أن القتال في المناطق العمرانية يشكل تحديًا أمام الجيوش النظامية، وهي الفرضية التي اعتمدت عليها حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر. بناءً على مبادئ ما يُعرف بـ”معادلة الهدم الدفاعي” أو استراتيجية التدمير المنهجي الوقائي، فإن الجيش الأقوى يستطيع تحويل البنية التحتية المعقدة في المدن إلى ميزة تكتيكية. لقد أثبت الجيش الإسرائيلي قدرته على التكيف مع ظروف الحروب الحضرية، حيث استفاد من تضاريس غزة التي تتسم بالشوارع الضيقة، والمباني المتكدسة، والكثافة السكانية العالية، مما جعل هذه البيئة، التي كانت تُعتبر تقليديًا ورقة رابحة للمقاومة، تتحول إلى عامل مساند لتحقيق أهداف إسرائيل العسكرية والاستراتيجية.

على سبيل المثال، عملية خانيونس تمثل نموذجًا لتطبيق استراتيجية “الهدم الدفاعي أو الوقائي” من وجهة النظر الإسرائيلية. فلم يعد الهدف مقتصرًا على القضاء على المقاتلين فقط، بل توسع ليشمل تدمير كامل للبيئة الحاضنة لهم. هذه الاستراتيجية تُعرف بأنها خطة عسكرية تهدف إلى تفكيك البنية التحتية، التي تُمكّن المقاومة من الاستمرار في العمل. يتحقق ذلك غالبًا من خلال تدمير المباني وتسويتها بالأرض بهدف إزالة كل الظروف التي قد تتيح إعادة التنظيم أو العمل المستقبلي للعناصر المقاومة.

في هذا السياق، لا يقتصر الأمر على تحييد المقاومة العسكرية لحماس، بل يشمل أيضًا تعطيل أي محاولة لاستغلال المعركة لتحقيق أهداف سياسية. هذه المقاربة تجعل التنسيق بين الجانب العسكري والسياسي لحماس شبه مستحيل، مما يؤدي إلى حالة من العجز المتبادل بينهما. ونتيجة لذلك، يظل التدهور الاستراتيجي هو العامل المسيطر على قرارات حماس  السياسية والعسكرية، مع استمرار انعدام القدرة على استثمار أي مكسب محتمل من المواجهة بشكل فعال.

فلم يكن تدمير المباني مجرد نتيجة جانبية للقتال، بل كان جزءاً من استراتيجية لتحقيق عدة أهداف:

تأمين الجنود: يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير المباني والأحياء السكنية ليحولها إلى مناطق مفتوحة وواسعة، مما يقلل فرص نصب الكمائن ويسهل المراقبة والسيطرة.

السيطرة على الأرض: يجعل تدمير الأحياء السكنية من الصعب على المقاومة العودة وإعادة تنظيم صفوفها، ويمهد الطريق للسيطرة الكاملة على المنطقة.

يسلط السياق السياسي والأمني الأوسع لعملية خانيونس الضوء على كيفية استخدام القوة العسكرية المسلحة بقدرات تدميرية هائلة لتحويل البيئة الحضرية من عامل معرقل إلى وسيلة فعالة لخدمة الأهداف الاستراتيجية. وقد تجلى هذا بوضوح من خلال تمكن الجيش الإسرائيلي من تحييد المقاتلين خلال فترة زمنية قصيرة، مستفيدًا من استراتيجية التدمير الممنهج. عبر هذه الاستراتيجية، أعادت إسرائيل صياغة مفهوم الهدف من مجرد تحييد المقاتلين إلى تنفيذ عمليات تطهير تشمل أحياء بأكملها. إلا أن هذا التدمير الشامل للأحياء السكنية والمباني يضعف فرص النجاح الفعلي لمثل هذه العمليات، مما يجعل نتائجها قصيرة المدى ومحدودة التأثير. وفي النهاية، تتحول مثل هذه العمليات إلى رمز للصراع بالنسبة لحركة حماس دون أن تحقق مكاسب تكتيكية أو استراتيجية  مستدامة.

القتال يكشف المقاومة

في سياق الحرب الحالية، وما أكدته عملية خانيونس، يمكن القول إن كل مواجهة تتكشف فيها المقاومة بشكل أكبر أمام عدوها، وهذا ما كتبنا عنه في مقالات سابقة. فالمقاتلون الذين يخرجون من الأنفاق يجدون أنفسهم في ميدان يفرض القتال المباشر، وهو ما يضعهم تحت رحمة تفوق الجيش الإسرائيلي في القوة النارية والمراقبة. هذا النمط من القتال يتناقض مع فكرة الصمود التي هي أساس حرب العصابات، ويُظهر أن حماس قد أدخلت نفسها في نموذج قتالي لا يخدم أهدافها الاستراتيجية في النهاية.

عملية خانيونس كانت مخاطرة كبيرة لحماس، مما يؤدي إلى مزيد من استنزاف قدراتها العسكرية والبشرية، كشفت عن قدراتها، مما منح إسرائيل ميزة استراتيجية.

خلاصات واستنتاجات

أولًا، عملية في بيئة أصبحت غير صالحة للقتال

إن الأرض التي نفذت فيها العملية في خانيونس لا تُعتبر بيئة مثالية لحرب العصابات، بل على العكس، هي أرض أصبحت مكشوفة ومدمّرة. فبعد عمليات التطهير العسكرية الإسرائيلية، تحولت الأحياء السكنية إلى مناطق مفتوحة، مما يجعل أي مقاتل يظهر على السطح هدفًا سهلاً للطائرات المسيرة والمراقبة الجوية. هذا الواقع يتناقض مع استراتيجية المقاومة التي تعتمد على البيئات المعقدة للاختباء والمباغتة.

ثانيًا، استخدام انتحاري للجسد

يمكن وصف العملية بأنها استخدام تضحوي لجسد المقاتل. فالمقاتلون الذين خرجوا من الأنفاق كانوا يعلمون أنهم سيكونون أهدافًا سهلة، وأن فرص بقائهم على قيد الحياة ضئيلة جدًا. هذا النهج يختلف عن العمليات العسكرية التقليدية، حيث يكون الهدف هو تحقيق مكاسب ميدانية والانسحاب بأقل الخسائر. هنا، أصبح الجسد هو السلاح الرئيسي، والهدف هو إلحاق ضرر ممكن بالعدو قبل الموت، وهو ما يعبر عن عمق المأزق الاستراتيجي لحماس.

ثالثًا، فشل عسكري وتأكيد لاستراتيجية الاحتلال

العملية تؤكد بشكل جلي نجاح استراتيجية الاحتلال في غزة، حيث يتعدى الأمر مجرد حماية الجنود ليصل إلى هدف أوسع: تدمير البيئة الحاضنة للمقاومة. الإقدام على هدم المنازل وتخريب المنشآت العامة وحتى استهداف المساجد لم يكن مجرد تصرفات عشوائية، بل جزء من خطة مدروسة تهدف إلى تقويض قدرة المقاومة على استخدام الأنفاق وعلى المناورة والبقاء. بانهيار المنازل تُغلق أمام المقاتلين المنافذ والمساحات التي كانوا يختبئون بها أو ينطلقون منها، وتُعزل الأنفاق عن محيطها الخارجي، مما يدفعهم إلى الظهور في أماكن مكشوفة حيث يصبحون عرضة للاستهداف المباشر. هذا النهج يوضح أن “استراتيجية الهدم” الإسرائيلية ليست مجرد تعبير عن العنف، بل أداة تكتيكية تهدف إلى تحويل البيئة الحضرية من تحدٍّ إلى عامل مساهم في تحقيق أهدافها العسكري.

يمكن مقارنة مقاتلي حماس الذين قاموا بتنفيذ عملية خانيونس بمن يخوض معركة في صحراء مكشوفة بعد أن تحولت المدينة إلى فضاء مفتوح. في مثل هذه البيئة، تغيب أماكن الاختباء، وتنعدم وسائل الحماية الطبيعية أو المباني التي يمكن الاحتماء بها. يصبح المقاتل مرئياً بالكامل للعدو، مما يجعله عرضة للرصد والاستهداف بسهولة من مسافات بعيدة.

وهكذا، ففي سياق عملية خانيونس، فإن الجيش الإسرائيلي، من خلال استراتيجيته في “مسح الأرض” وتدمير البيئة الحضرية، قد حوّل المنطقة إلى ما يشبه الصحراء. فبينما كانت الأنفاق توفر غطاءً للمقاتلين تحت الأرض، أصبح عليهم، عند خروجهم إلى السطح، القتال في بيئة مكشوفة لا توفر لهم أي حماية. هذا الأمر أظهر أن الفرضية التي راهنت عليها حماس في القتال داخل المدن، وهي أنها ستشكل عقبة أمام الجيش الإسرائيلي، قد أصبحت غير صالحة.

رابعًا، تكتيكات الاحتلال مقابل تقديرات حماس

قد يكون من التبسيط استخدام مصطلحات مثل “ذكاء” و”غباء” في تحليل العمليات العسكرية. بدلاً من ذلك، يمكننا فهم ما حدث من خلال مقارنة التكتيكات الإسرائيلية مع تقديرات حماس للوضع الميداني. يمكن القول إن حماس لم تحسب بشكل صحيح كيفية تطور استراتيجية الاحتلال. فبينما كانت حماس تعتمد على الأنفاق كأداة لشن حرب غير مباشرة، لم تتوقع أن الاحتلال سيقوم بمسح البيئة الخارجية تمامًا، مما يجعل الأنفاق غير مجدية في النهاية.

خامسًا، استراتيجية “مسح الأرض”

كشفت العملية أن الاحتلال لم يكتفِ باستخدام القوة العسكرية، بل تبنى استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل البيئة المحيطة بساحة المعركة. في الوقت الذي اعتبرت فيه حماس شبكة الأنفاق ركيزة أساسية تعتمد عليها كوسيلة سرية وآمنة، عمدت إسرائيل إلى تنفيذ عمليات هدم منهجية للمباني فوق الأرض بشكل استباقي. هذا النهج لم يكن مجرد عنف عشوائي، وإنما خطة مدروسة لتقويض فعالية الأنفاق، مما أدى في النهاية  إلى فقدانها لقيمتها كأداة استراتيجية.

في المقابل، يبدو أن حماس لم تتوقع أن الاحتلال سيقوم بمسح البيئة الخارجية تماماً. فقد اعتمدت على فرضيات سابقة حول حرب المدن، حيث توفر المباني غطاءً وحماية للمقاتلين. ولكن في ظل التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي، تحولت هذه الفرضيات إلى أخطاء في التقدير. أجبر هذا الوضع المقاتلين على الخروج إلى العراء في بيئة أصبحت لا تنفع للعمليات، مما أدى إلى كشفهم والقضاء عليهم بسرعة.

العبرة المستخلصة

باختصار، عملية خانيونس لم تُثبت فقط أن الأرض في غزة لم تعد صالحة للقتال، بل أكدت أيضاً على أن استراتيجية الاحتلال في تدمير البيئة الحضرية كانت فعالة في تحييد قدرة المقاومة على المدى الطويل. بل وأكدت أيضاً أن استراتيجية الاحتلال في تحويل البيئة الحضرية من عقبة إلى أداة أصبحت فعالة. هذا يكشف عن وجود تباين كبير بين تكتيكات الاحتلال، التي تتطور مع المعركة، وتقديرات حماس، التي ربما لم تتكيف بالسرعة الكافية مع الواقع الجديد على الأرض.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى