أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  لن تنجحوا في اشعال الفتنة

عمر حلمي الغول – 19/7/2021

  في زحمة حملات التحريض وتأليب الرأي العام على القيادة الشرعية الفلسطينية، التي تقودها دولة المشروع الصهيوني وقوى الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن والاهم، ومن سقط في دواماتهم وانوائهم، بالإضافة لعامة المواطنين من المضللين والبسطاء في مواقع التواصل الإجتماعي، الذي إنساقوا من حيث يدروا او لا يدروا في متاهة الحملة المسعورة المستمرة باشكال وعناوين مختلفة، وآخرها ما كتبه ونشره الإخواني المعروف جمال حداد في صحيفة “الوقائع الإخبارية” الأردنية الأليكترونية يوم السبت الموافق 17/7/2021 بعنوان ” إلى عزام الأحمد! إليك التاريخ .. فمن يحاول مسحه، ما هو إلآ جاحد وجاهل وعميل مأجور!”، الذي حاول ان يدس السم في الدسم، ويصعد على جثة العلاقات الأخوية المشتركة بين القيادتين والشعبين الشقيقين في فلسطين والأردن، وبهدف صب الزيت على نار فتنة جديدة يريد إشعالها، هو ومن على شاكلته من المأجورين السوقيين واصحاب الأجندات الرخيصة.

وحتى يبرر موقفه، ويبدو كأنه ينطلق من مواقع “الوطنية الأردنية” و”النظام الأردني” تسلق على ما رد به النائب الأردني خليل عطية على عزام الأحمد، رئيس وفد فلسطين في البرلمان العربي، عندما أكد “اننا كفلسطينيين، كنا وحدنا في مواجهة صفقة القرن”، و”نحن وفي المقدمة الرئيس عباس، هو من اطلق رصاصة الرحمة على الصفقة”، فجاء رد النائب الأردني متنقصا من المقولة الفلسطينية، حيث إعتبر دون تدقيق في ماهية المقولة الفلسطينية “تقيصة” و”إساءة” للموقف الاردني ، عندماإجتزأها، وابتسرها، حين افترض انها تمثل “إدارة ظهر” للموقف الأردني، و”تبخيسا” من دور جلالة الملك عبد الله الثاني. والحقيقة عكس ذلك تماما. لإن موقف عبد الله الثاني والنظام الأردني عموما، جاء داعما ومساندا للموقف الفلسطيني الشجاع والجريء والمتقدم. ولولا صلابة وقوة الموقف الفلسطيني من صفقة القرن، ورفضه لها بشكل واضح وصريح، لما كان للاردن ان يتخذ الموقف، الذي اتخذه. انما جلالة الملك والحكومة ووزارة الخارجية تحدثوا جميعا بلغة وخطاب واحد، حينما اكدوا وقوفهم إلى جانب اشقائهم الفلسطينيين،واعلنوا  ان الاردن يوافق على ما يوافق عليه الفلسطينيون. وبالتالي كنا في البداية كفلسطينيين وحدنا، ونحن من تقدم الصفوف دفاعا عن انفسنا وعن تاريخنا ومشروعنا الوطني.

بعد ذلك كان موقف المملكة الاردنية رأس حربة الدفاع عن الموقف الفلسطيني، وتقدم الصفوف العربية دون تردد او تعلثم، وقال كلمته في الغرف المغلقة وبشكل علني لا لصفقة القرن، ورفض التساوق معها، او التغطية عليها. ولهذا تآمرت إدارة ترامب وحكومة نتنياهو على الملك عبدالله وعلى النظام الهاشمي لتصفية حساب معه. وبالتالي لا يوجد تناقض بين الموقفين الفلسطيني والاردني، العكس صحيح، كان التكامل بينهما واضحا وجليا، ولا تشوبه شائبة.

ولمن لا يعلم، ايضا النظام الأردني تبنى هذا الموقف ليس دفاعا عن الفلسطينيين فقط، انما اولا وقبل كل شيء دفاعا عن النظام الأردني ومصالحه العليا، لما للصفقة من اخطار وتداعيات لو قدر لها ان تمر. فالتقط الملك ومنظومته السياسية أخطار تلك الصفقة لحظة طرحها، وساعده واراحه كثيرا الموقف الفلسطيني، لإنه شكل له رافعة لينطلق منها في التصدي لها ولاخطارها.

مع ذلك اود ان أؤكد على حقائق التاريخ بين الشعبين، لإنهما بالأساس شعب واحد، لا يمكن الفصل بينهما، او دس الفتنة، وكل المحاولات لتمزيق وتشويه العلاقات الأخوية الإستراتيجية المشتركة بين ابناء الضفتين شرق النهر وغربه اعمق من كل التفاصيل والخلافات والتناقضات. ولا يمكن لا للإخوان المسلمين وزمرهم الفاسدة، ولا للإسرائيليين الصهاينة وعصاباتهم الفاشية، ولا لكل المأجورين والعملاء وصناع الفتن ان ينجحوا في صب الزيت على اية خلافات وجدت، او يمكن ان تحصل في اية لحظة سياسية، وستبقى الوحدة والعلاقة الإستراتيجية الفلسطينية الأردنية راسخة وشامخة تعانق السماء بقوتها واصالتها وعروبتها.

وكل التحية لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، والنظام الأردني والشعب الأردني الشقيق، ولإعضاء مجلس النواب والنقابات والمؤسسات التعليمية والثقافية والفنية والإقتصادية، لإنها جميعها تعمل بتناغم في تعميق وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين والقيادتين الشقيقتين. ولا يمكن لفلسطين ولا لشعبها ان يتنكر لإي مواطن عربي أينما كان من المحيط إلى الخليج وقف، ويقف مع فلسطين. لإدراك القيادة الفلسطينية، ان هؤلاء هم حاضنة فلسطين وعمقها الإستراتيجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى