أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – كوشنير يكذب كما يتنفس

عمر حلمي الغول -8/2/2020

النخب السياسية الرأسمالية عموما معروف عنها ممارسة الكذب، والرياء والتضليل، ولا تتردد في التنكر للحقائق، وقلبها رأسا على عقب. وإذا توقفت أمام ما طرحه صهر الرئيس ترامب يوم الخميس 6/2/2020 أمام ممثلي الدول في مجلس الأمن من افتراءات وأكاذيب على الرئيس أبو مازن، وحول الصفقة، أجدني أمام رجل كاذب بامتياز، كما هم الصهاينة والرأسماليون وأتباع بعض الجماعات الدينية، خاصة الاخوان المسلمين.

ما تم تداوله من أقوال الصهيوني كوشنير، أولا: أن الرئيس أبو مازن يتحمل جزءا من المسؤولية عن العنف الجاري في الأرض الفلسطينية؟ ثانيا: رفض رئيس منظمة التحرير الصفقة المشؤومة قبل أن يراها؟ ثالثا: تفاجأ الرئيس الفلسطيني بـ “إيجابيات” الصفقة، ومع ذلك لم يتراجع عن موقفه المعلن؟ رابعا: هاجم القيادة كونها تدفع رواتب لأسر الشهداء والأسرى، والتحريض على الانتفاضات؟ خامسا: إن لم تستجب القيادة سيتم العمل على تغييرها بأخرى أكثر قابلية على التعامل مع الصفقة؟ سادسا: أن الإدارة الأميركية تعمل لعقد قمة مصغرة تجمع مصر والسعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل وسلطنة عُمان قريبا؟

لو توقفت بسرعة أمام كل نقطة لدحضها، أرى أن المفتري رئيس فريق ترامب المسؤول عن ملف الصفقة الجريمة جانب الحقيقة، وقلبها رأسا على عقب، ونطق كفرا وغلا وحقدا وعنصرية على الرئيس محمود عباس والقيادة والشعب الفلسطيني، ولو عدنا لموضوع  المسؤولية عن العنف، وسألنا أبسط إنسان في الكرة الأرضية، من المسؤول عن الإرهاب والفوضى والعنف، الشعب الواقع تحت نير الاستعمار، أم المستعمر الذي يبطش بالشعب، ويستبيح حقوقه ومصالحه الوطنية؟ سيقول دون تلعثم أو تردد، الدولة القائمة بالاحتلال، لأن من حق الشعب المنكوب بالجريمة الدولانية المنظمة، والاستعمار المتنكر للحقوق والثوابت الفلسطينية، هو الذي يؤجج الفوضى والعنف. والشعب الفلسطيني لا يملك سوى حق الدفاع عن نفسه لحماية أهدافه ومصالحه. وبالتالي الرئيس عباس له الشرف في أن يقود شعبه للحرية والاستقلال. كونه رئيسا لحركة التحرر الوطني، ومن واجبه، ومسؤولياته الأولى الدفاع عن أهداف شعبه. ثانيا الصفقة منذ أعلن الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس العاصمة الفلسطينية، كعاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة من تل ابيب إلى القدس، وملاحقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين … إلخ لم يعد هناك داعٍ لانتظار نشر الصفقة الجريمة، لأنها شطبت كل الملفات الأساسية، وقضت بتصفية المصالح والقضية الفلسطينية، وبالتالي إن انتظر الرئيس أبو مازن، أو لم ينتظر، المكتوب بدا واضحا من عنوانه، كما يقول المثل الشعبي؛ ثالثا لم تحمل الصفقة إيجابية واحدة إلا ما يتعلق بالمثلث ونقله إلى الكانتونات الفلسطينية، التي أطلق عليها اسم دولة. باقي التفاصيل، والعناوين تبديد وتصفية لركائز وثوابت القضية الفلسطينية، وحديث جارد كوشنير الصهيوني عن إيجابيات هو افتراء كبير على أبسط الحقائق؛ رابعا الشهداء والأسرى وعائلاتهم مناضلون من أجل الحرية والاستقلال والعودة، ولا يمكن التخلي عنهم، أو التنكر لنضالاتهم، وتجاهل دورهم الريادي في حمل راية الثورة، وتحقيق الإنجازات الوطنية العظيمة، الإرهابيون، هم قادة دولة الاستعمار والحركة الصهيونية الرجعية، القائمة على الجريمة والحرب والتزوير؛ خامسا الرئيس محمود عباس كقائد للشعب الفلسطيني نذر نفسه أسوة برفيق دربه القائد الرمز أبو عمار للدفاع عن شعبه وحريته، ولا يعنيه نهائيا مصيره الشخصي، بقدر ما يعنيه حماية أهداف وحقوق الشعب الفلسطيني. ولن يتمكن أي فلسطيني من تجاوز سقف أبو عمار وأبو مازن؛ سادسا أتمنى ألا تتورط الدول العربية المشاركة في مؤتمر تطبيعي جديد وخطير يهدد مصالح الأمة كلها. فليس بهذه الطريقة تتم حماية الأمن الوطني والقومي، والتاريخ لن يرحم أحدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى