أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  كشف المستور عن الجيوش ..!!

عمر حلمي الغول – 3/10/2021

جاهرت القيادة الإيرانية مرات عدة عن ادواتها في الوطن العربي، وقامت بتسميتها في تصريحات علنية لقادتها العسكريين من قاسم سليماني إلى أخيرا تصريح اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء” الذي اعترف بان قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني أبلغهم قبل رحيله بثلاثة أشهر، بانه “قام بدعم من الحرس الثوري والجيش الإيراني بتأسيس وتنظيم ستة جيوش خارج الأراضي الإيرانية، وتنتشر هذه الجيوش بدءً من الحدود الإيرانية وصولا إلى البحر المتوسط، ومهمتها الدفاع عن إيران.”

ولم يتردد القائد الإيراني من تعداد هذه الجيوش، وهي حزب الله اللبناني، حركتي الجهاد الإسلامي وحماس الاخوانية الفلسطينتين، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن وأضاف لهم الجيش “السوري”. ولا اعرف كيف؟ ولماذا أضاف الجيش السوري للميليشيات السابقة؟ رغم الادراك المسبق للتحالفات الاستراتيجية بين النظامين، وانتشار اتباع الامن الإيراني في الأراضي السورية، الا أني لا اعتقد ان الجيش السوري غير عقيدته العربية. كما جاء في تصريح غلام علي رشيد، ان سليماني قال، ان “تلك الجيوش تحمل ميولا عقائدية، وتعيش خارج إيران، ومهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم.” وفق ما ذكرته وكالة “مهر” الإيرانية، التي قامت لاحقا بحذف التصريح، لأنه سبب احراجا لبعض القوى وخاصة حركتي حماس الاخوانية والجهاد الإسلامي، مما دعا الأخيرة للتجرأ ونفي ما ذكره القائد الإيراني في بيان رسمي، جاء فيه، ان العلاقات التي تربطها بإيران أساسها الدفاع عن القضية الفلسطينية، وليس اية اهداف أخرى.” في حين لاذت حركة حماس بالصمت، ولم تنطق باي كلمة.

لأنها رأت ان التصريح، وهو كما ذكرت ليس التصريح الأول للقادة الإيرانيين بهذا الصدد، انه سيذهب طي النسيان، وبالتالي الرد عليه قد يفتح مجالا للأخذ والرد، ويوقعهم في حرج إضافي أكثر ما حمله التصريح المذكور، وتفترض ان قياداتها وكوادرها ومنتسبيها يعرفون حقيقة موقفها من إيران، وان العلاقة لا تعدو، ولا تتجاوز البعد النفعي وشروط اللعبة السياسية، وعليه فإن كل من أيران وحماس تلعبان على بعضهما بشكل مكشوف، كل منهما يستثمر علاقته مع الاخر لحسابات فئوية ونفعية. لا سيما وان اجندة حركة حماس تضع بيضها كله في سلة جماعة الاخوان المسلمين، كونها أولا فرع من فروعها فوق الوطنية؛ وثانيا تعتبر اداتها التنفيذية في المنطقة والاقليم، بالإضافة لاذرعها وادواتها الأخرى.

وما تقدم لا يلغي التكامل والتعاون بين النظام الفارسي وفرع فلسطين في جماعة الاخوان المسلمين، ومن المؤكد هناك تنسيق عال فيما بين الدولة والحركة. لان لهما أهدافا مشتركة تقوم على تمزيق وحدة الدول والشعوب العربية، وان بخلفيات متباينة. لإن جمهورية الملالي لا تقدم خدمات اعتباطية ولا لسواد عيون الاخوان المسلمين، وقادة إيران ليسوا مغفلين، او ساذجين حتى يلقون بأموال الدعم مجانا، وهباءً منثورا، وحلوان او عربون رضا للاخوان المسلمين، او حبا بفلسطين، ودفاعا عن قضيتها وكفاحها التحرري، رغم ما تضمنه تصريح حركة الجهاد الإسلامي من توضيح تعقيبا على ما جاء على لسان الجنرال الإيراني، الذي جاء خجولا وضعيفا.

اعلان القائد الايراني عن تلك الجيوش، والتي تمتد على مساحة واسعة من الشرق العربي، لم يكن صدفيا، او سهوا ولا عن سذاجة، أو القاءً للكلام على عواهنه، انما شاء رشيد ان يقول للزعماء العرب قبل اميركا وإسرائيل، ان رقابكم في أيدينا، وادواتنا “العربية” قادرة على توجيه الضربات لكم ولأنظمتكم، وعليكم ان تعيدوا النظر في سياساتكم وحساباتكم تجاه إيران، وان تذعنوا لإملاءاتها وخياراتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية طبعا.

 وعمليا شاءت ان تؤكد للعرب الرسميين، ان رهانكم على اميركا وإسرائيل لا يفيدكم بشيء، لأننا نتبادل الأدوار والمهام لتطويع الوطن العربي، وتحويله لخرقة بالية متآكلة، تنهشه الصراعات والحروب البينية والفساد ولتصبحوا عبيدا لسادة المنطقة الجدد، ومنهم إيران الفارسية.

هذه الايران المعادية لمصالح العرب القومية، وطموحاتهم واحلامهم، لم تتوانَ عن نكأ الجراح، وتعطيل كل بارقة امل لفتح صفحة جديدة للتعاون بينها وبين الحكام العرب في الخليج العربي وعموم الوطن العربي.، وتعزيز جسور التواصل بين الجيران، الذين ربطتهم علاقات تعاون تاريخية. لكنها تأبى الا ان تتصرف كدولة مارقة ومستهدفة الدول والشعوب العربية وثرواتهم وخيراتهم ومستقبلهم، ومكانتهم ومشروعهم القومي التنويري اسوة بأميركا وإسرائيل.

مع ذلك يمكن الجزم، ان جيوشها الستة ومنها حزب الله وأنصار الله ومن لف لفهم لن ينفعوها، وسيكون مآلهم مآل ومستقبل جمهوريتهم ومشروعهم القومجي، السائر نحو الهاوية دون تردد، وستذهب طموحاتهم في مهب الريح.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى