أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  غانتس يقود القرصنة

عمر حلمي الغول – 13/7/2021

قامت ونشأت دولة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون في العام 1948، كدولة قرصنة، دولة مرتزقة ومأجورين، لا علاقة لها بالقانون والنظام والمعايير القيمية الدولية الأخلاقية والانسانية. قامت دولة اسبارطة الصهيونية كدولة حرب وإرهاب وقتل وجريمة منظمة. ولم تتخلَ يوما عن مركبات تاسيسها الإجرامية المزورة، لا بل كلما مضى يوم جديد على وجودها، كلما تعمق خيارها الفاشي العنصري في معاداة وإمتهان حرية وكرامة الشعب العربي الفلسطيني، صاحب الأرض والتاريخ والموروث الحضاري. وبالتالي ليس جديدا على زمرتها الفاشية الحاكمة إرتكاب اية جريمة جديدة. وما حصل اول امس بشأن القرصنة على اموال المقاصة الفلسطينية، وتبني إقتراح وزير الموت الإسرائيلي، بيني غانتس، الداعي لتجميد 597 مليون شيكل سنويا، وهي مجموع رواتب ومستحقات ذوي الشهداء وجنرالات الأسر والحرية في باستيلات الدولة الصهيونية عن العام 2020، والتجميد الشهري من اموال المقاصة بما يوازي مستحقات ابطال السلام الفلسطينيين، المدافعون عن الحرية والإستقلال والعودة وتقرير المصير في إجتماع ما يسمى “الكابينيت” المصغر اول امس الاحد الموافق 11/7/2021، وهي العصبة الرئيسية في تنفيذ جرائم الحرب على الشعب العربي الفلسطيني عموما، واسرى الدفاع عن الحقوق الوطنية خصوصا.

هذا هو غانتس الكاذب المنافق والرخيص، ورئيس عصابات الموت فيما يسمى جيش إسرائيل، الذي حاول ان يوحي، انه من “الحمائم”، و”يرغب” في صناعة السلام مع الفلسطينيين، ظهر مجددا، كما هو دون رتوش او مساحيق، بوجهه الكالح والقاتل، والرافض للسلام. لإنه لا يقوى لا هو ولا غيره ممن رضعوا ونهلوا من مستنقعات الصهيونية الآسنة على مجرد الإقتناع بخيار السلام، ولا يمكن ان يكون بناءا لمداميك السلام، بل هو هادم ومدمر لركائز السلام في كل توجهاته وقراراته، وهو يميني متطرف، ولا يقل يمنية عن سموتيريتش وبن غفير ونتنياهو وبينت وشاكيد. ولعل توصيته اول امس تعكس نقطة في بحر تخندقه في خنادق معاداة السلام والقانون.

وسؤال لكل الصهاينة من الفهم إلى يائهم، مع من وافقتم ووقعتم على اتفاقيات اوسلو عام 1993؟ هل وقعتم الاتفاقيات مع أداة من ادواتكم، ام مع منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟ ومن تكون المنظمة من وجهة نظركم؟ هل اعتقدتم انها يمكن ان تكون رهن اشارتكم، ومطية لمشروعكم الصهيوني، او شريكا لكم في استباحة حقوق ومصالح شعبها، الذي تمثله، وتدافع عن حقوقه وثوابته؟ ومن الذي كان يحاربكم، ويقاتلكم على مدار التاريخ السابق قبل واثناء وبعد النكبة 1948، وقبل نشوء الثورة الفلسطينية المعاصرة وتأسيس منظمة التحرير وبعدها، ومازالت تحاربكم بادواتها الكفاحية دفاعا عن تلك المصالح والحقوق الوطنية؟ هل وقع الفلسطينيون صك استسلام لكم، واعلنوا تخليهم عن حق الدفاع المشروع عن قضيتهم وحقوقهم الوطنية، وبناء دولتهم الوطنية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194؟ الا تعلموا ان الرغبة الفلسطينية بصناعة السلام، لم ولن تعنِ التنازل عن حق وثابت من الثوابت الوطنية، ولم تعنِ ابدا انكم امسيتم اصدقاء، انتم كنتم ومازالتم اعداء للشعب العربي الفلسطيني، ولن يكون هناك تعايش او تسامح مطلقا طلما تواصلون فجوركم وإجرامكم الوحشي، ومواصلة سياسة الإستيطان الإستعماري في الأرض الفلسطينية، ومواصلة قرصنتكم للآبار الجوفية وللاغوار وللبحر الميت وللمياة الإقليمية في البحر المتوسط ولحدود ومعابر واجواء دولة فلسطين المحتلة. لا تحلموا يوما ان يرفع مناضلا او طفلا فلسطينيا راية الإستسلام امامكم، لا بل سيرفع راية الكفاح الوطني التحرري، وسيقاتلكم باظافره وسواعده وصدره العاري وبارادته الصلبة حتى تحرير كل بقعة من ارض فلسطين من دنسكم ووحولكم.

ابناء الشعب الفلسطيني في معتقلاتكم، هم نموذج للطفل والزهرة الفلسطينيين، هم عنوان من عناوين الكفاح الوطني التحرري، وسيدافع الشعب عنهم بكل قطاعاته دون تردد، وسيحمي حقوقهم، وحقوق عائلاتهم في العيش الكريم والآمن، ولن يسمح قائد فلسطيني إذلالهم، او إمتهان كرامة اي منهم، لا بل العكس صحيح، سيدافع عنهم جميعا لتبقى كراماتهم ومكانتهم مرفوعة وعالية، وستدفعون كل اموال المقاصة رغما عنكم او بخاطركم. لإنكم لن تقووا على ثني الشعب عن الكفاح، ولن يقبل اي فلسطيني بالمساومة الرخيصة على حقوقه وحقوق شعبه في الحرية والسلام والعدالة الممكنة والمقبولة. لذا عودوا إلى جادة السلام، إن كنتم ترغبون العيش والتعايش مع الشعب العربي الفلسطيني. لإنه لا سلام، ولا استقرار، ولا امن لكم ولا لغيركم دون حقوق اسرى الحرية وعائلات الشهداء الأكرم منا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى