أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – رسالة الباحات والحي

عمر حلمي الغول – 9/5/2021

شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح مساء الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل الموافق 7/5/ 2021 إقتحام أعداد كبيرة من قوات حرس الحدود والشرطة واجهزة الأمن الإسرائيلية، وقامت بالإعتداءات الوحشية على المصلين والمعتصمين في الحي، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، مما نجم عن ذلك إصابة 205 اشخاص من المرابطين والمعتصمين بحبل الله والوطن، والمدافعين عن حقهم في حرية العبادة، وحقهم في منازلهم ومساكنهم، ورفض التنازل عنها لقطعان المستعمرين في الحي الباسل.

جريمة قوات واجهزة الأمن الإسرائيلية على باحات اولى القبلتين وثالث الحرمين وحي الشيخ جراح متعددة الجوانب والابعاد، اولا اقتحام الباحات دون سبب؛ ثانيا اغلاق بوابات المسجد الاقصى، ومحاصرة المعتصمين في حي الشيخ كشف خلفية الهدف الإرهابي لقوات الموت الصهيونية؛ ثالثا الإعتداء على المصلين والمعتصمين في الحي الأبي بالركل وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز والدخان، وإيقاع ما يزيد على ال200 إصابة في اوساطهم يعكس النية المبيتة لتلك القوات الإجرامية وقطعان المستعمرين على إشعال دوامة العنف والارهاب ضد الأبرياء العزل من المواطنين الفلسطينيين؛

رابعا منع وسائل الإعلام من تغطية الجريمة البشعة اكد ان تلك القوات وقطعان المستعمرين شاؤوا التغطية قدر الإمكان على جريمتهم وإرهاب دولتهم المنظم؛ خامسا ارادوا ترهيب المواطنين الفلسطينيين، وتمهيد الطريق لقطعان المستعمرين من جماعة الفاشي بن غفير وسموتيرتيش ومن لف لفهم من العصابات الصهيونية لإقتحام المسجد غدا الاثنين الموافق 28 رمضان الحالي، وفرض اجندتهم الإستعمارية على المسجد، ولدب الرعب في نفوس اصحاب البيوت المهددة بالطرد منها في حي الشيخ، حتى يقبلوا بالمساومة والتنازل عن حقوقهم التاريخية؛

سادسا شكل من اشكال رد الإعتبار لقواتهم، التي هزمت وارغمت بداية الأسبوع المنصرم بالانسحاب من ساحة باب العامود، وإرضاء وحشية وهمجية الفاشيين الثنائي بن غفير وسموتيريتش، اللذين صرحا، بان ما حصل في ساحة باب العامود هزيمة للقوات الإسرائيلية المتوحشة؛ سابعا ارسال رسالة للعالم اجمع دون استثناء، ان حكومة الفاسد نتنياهو لا تبالي بالقانون الدولي، ولا تعير اهتماما بالبيانات الدولية المستنكرة لجرائمها؛

ثامنا ارسال رسالة لإنظمة التطبيع العربية الرخيصة، ان تطبيعكم معنا لا صلة له باستحقاقات السلام، وكفى كذبا على الذات، وعلى شعوبكم والشعب الفلسطيني.

مع ذلك، ورغم العدد الكبير من الإصابات في اوساط الجماهير الفلسطينية البطلة في باحات المسجد المبارك والحي الصامد والشامخ في وجه الغزاة، إلآ ان تلك الإصابات لم تثنِ، ولم تهز عزيمة وارادة ابناء الشعب العربي الفلسطيني العظيم عن الإستماتة في الدفاع عن كل حبة تراب في القدس العاصمة الأبدية، ولا في اي حي من احيائها.

وأكدت للغزاة القتلة، ان الشعب الفلسطيني عموما وابناء زهرة المدائن، ودرة التاج لن يسمحوا لهم بتمرير جرائم حربهم مجانا وبدون ثمن، وسيقاتلون بايديهم واكفهم العارية، وبايمانهم المطلق بحقهم التاريخي والطبيعي وبموروثهم الحضاري دفاعا عن كل مليمتر من قدس الأقداس، مدينة السلام والتسامح والتعايش وعن مساجدها وكنائسها وخاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ولن تسمح بتمرير مشاريع الضم والتهويد والمصادرة والطرد والهدم والتطهير العرقي من مدينتهم ومسقط راسهم، ومن عاصمتهم الأبدية؛ كما ان المواجهة الباسلة للماجدات المرابطات والشباب والأطفال والشيوخ أكدت في رسالة واضحة لحكومة نتنياهو واقرانه من الفاشيين العنصريبن وللعالم على حد سواء،

ان الشعب العربي الفلسطيني لديه الجاهزية العالية لتدشين إنتفاضة جديدة لا تقل قوة وعنفوانا وزمنا عن الإنتفاضة الكبرى عام 1987/ 1993 إن لم ترتدع تلك القوات وقياداتها المرتكبة جرائم الحرب ضدهم وضد ابناء جلدتهم على مساحة فلسطين التاريخية؛ كما وارسلت رسالة لتلك الإنظمة العربية المهزومة والرخيصة والراكضة في مياة التطبيع الآسنة من المحيط إلى الخليج،

ان حليفتهم دولة المشروع الصهيوني ستأكلهم ذات يوم، وتلتهم مصيرهم، وتحيلهم لمأجورين وعبيد في سوق نخاستها، ولن تغفر لهم دونيتهم وبيعهم لإشقائهم الفلسطينيين. لإن المشروع الصهيوني لم يستهدف فلسطين وحدها، انما كانت فلسطين رأس الحربة للهيمنة على كل الوطن العربي والشرق الأوسط الكبير؛

وارسلت رسالة للعالم عموما ولإقطاب الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة، انه آن آوان ان تشمروا عن سواعدكم، وان تلتزموا بما تعلنوه ليل نهار وتفرضوا السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 من خلال عقد مؤتمر دولي يستند للفصل السابع لإلزام الدولة المارقة باستحقاقات التسوية السياسية، لإن ذلك يصب في مصلحتكم ومصالح شعوب الأرض قاطبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى