أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – الخليج كان وسيبقى عربيا

عمر حلمي الغول – 6/5/2020

في محاولاتها الدؤوبة تواصل الدولة الإيرانية ترسيخ فرسنة الخليج العربي، وإسباغ الصفة الفارسية عليه، حتى انها حددت يوما سنويا يعرف بـ “يوم الخليج الفارسي”، والذي يصادف نهاية شهر آذار/ مارس من كل عام.

ووفق ما نقلت فضائية “روسيا اليوم” عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني لمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم، الأربعاء الموافق 29/3/2020 الماضي، قال: “الخليج “الفارسي” طريق مائي مهم بالنسبة لإيران، ويتمتع بأهمية خاصة كأحد مراكز الطاقة في العالم، وهو منطقة مهمة وحساسة للغاية”.

وأضافت الرسالة التي يريد ترسيخها في الوعي الجمعي للرأي العام العالمي، فقال: “أبارك لشعبنا لأن الخليج يحمل اسمه، فهو الخليج الفارسي، وسيبقى فارسيا إلى الأبد”. ورئيس ايران ومعه كل أركان النظام الإيراني يعلمون علم اليقين وبالوقائع والحقائق الجيوسياسية، ان الخليج عربيا كان وسيبقى، دون إغفال ان الدولة الإيرانية مشاطئة له، وتقف على جانب منه. ولكن تقريبا نصف الجزء، الذي يقع عليه الخليج من الجهة الإيرانية، ويصل لحوالي 1000 كليومتر تتبع لدولة الأحواز العربية المحتلة منذ 1925 على الساحل الشرقي والساحل الشمالي. ومجمل المساحة الإيرانية على الخليج تصل إلى 2440 كم، في حين تصل مساحة الشواطئ العربية على الخليج العربي إلى 3490 كم وتشاطئه سبع دول عربية مستقلة وذات سيادة، هي: العراق، الكويت، السعودية، قطر، الإمارات وعمان، وتحيط مياه الخليج بدولة البحرين، بالإضافة لإيران المحتلة للأحواز، ليس هذا فحسب، انما إذا نظرنا من زاوية اخرى نلاحظ، أن إيران تحد الخليج من الشمال الشرقي فقط، في حين تحده من الجنوب والجنوب الشرقي كل من سلطنة عمان والإمارات العربية، وتحده من الغرب والجنوب الغربي كل من المملكة السعودية وقطر، وتقع العراق والكويت على اطرافه الشمالية الغربية.

إذا بالحقائق الماثلة على الأرض، وبعيدا عن العواطف والإسقاطات الشخصية أو القومية يكون الخليج عربيا. وإطلاق التسمية الفارسية جاءت بالصدفة المحضة، التي اطلقها عليه قائد إسطول الإسكندر الأكبر، نياخوس عام 325 ق.م، لأنه سار بمحاذاة الساحل الفارسي. مع ان الجغرافيين الإيرانيين سموه خليج العراق في القرن الرابع الهجري. وهناك تسميات عدة أطلقت تاريخيا على الخليج، منها: بحر أرض الاله، وبحر الشروق الكبير، والبحر الأسفل، والنهر المر، وبحر شروق الشمس الكبير، والبحر الأثيري (الأحمر)، وخليج البصرة، وخليج ميسان نسبة لمملكة ميسان العربية في الأحواز.. إلخ وبالنتيجة انحصرت التسمية على الخليج العربي والخليج الفارسي، والأخيرة سعى الغرب الإستعماري لتثبيتها في الوثائق الرسمية والأعلام بهدف تفريغه من بعده العربي، وواصل العرب والمؤسسات التابعة لهم بالإضافة للأمم المتحدة باستخدام اسم الخليج العربي.

جرت محاولات توفيقية لإطلاق تسمية الخليج العربي/ الفارسي لتجنب الخلاف، وبعضها لجأ لإطلاق تسمية “الخليج الإسلامي”. لكن الموضوع لا يحتاج لمساومة، كما كل البحور والأنهار والخلجان في العالم تفرض الضرورة تسمية الخليج بموقعه الجغرافي، وباسباغ اسم الشعوب القومية المشاطئة له، وهو في ¾ يقع في المحيط العربي، وهذا موجود على الأرض وبالقلم والورقة والحجة العلمية، وليس من باب المناكفة، أو باستخدام منطق “عنزة ولو طارت”، انما وفق الحقائق والموقع، وعليه الخليج كان وسيبقى عربيا.

والتسمية العربية للخليج لا تعني إلغاء حق إيران في استخدامه، والاستفادة من وجودها على شواطئه في طرق التجارة أو الملاحة أو الصيد. لكن هذا لا يعطي لا نظام الملالي، ولا أي نظام إيراني الحق، ولا يعطي الغرب وغيره بإطلاق اسم الفارسي عليه، لأنه كان وما زال عربيا. ومواصلة الإدعاء بتسميته بالفارسي، هي استمرار للنزعات الاستعمارية الإيرانية تجاه دول الخليج العربي والعراق واليمن، بهدف احتلالها، كما احتلت دولة الأحواز منذ 95 عاما خلت، واحتلت الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى والصغرى وابو موسى) في نوفمبر 1971 تسعى لاحتلال البحرين والكويت، وتدعي أنها تتبع لأراضيها. لكن أحلام وطموحات إيران التاريخية ستبوء بالفشل، ولن تفلح في تحقيق مآربها، لا بل ان الأحواز العربية سيحررها ابناؤها في المستقبل، وستبقى عقدة النقص الملازمة لها منذ وصول الإسلام لها قبل الـ 1400 عام تقض مضاجعها إلى يوم الدين.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى