أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب – الاحتلال يدعو لاغتيال عباس

عمر حلمي الغول – 13/2/2020

ما قام على الباطل، والتزوير، ولي عنق الحقائق، لا يمكن إلا ان يبقى أسير منطقه، ليغطي جريمته بذرائع واهية، لا تمت للواقع والحقيقة بصلة، ليس هذا فحسب، انما ليبيح عملية اغتيال معلنة لرئيس دولة فلسطين المحتلة، ومن على أعلى منبر أممي. هكذا فعل داني دانون، مندوب إسرائيل في مجلس الأمن امس الأول (الثلاثاء الموافق 11/2/2020) عندما أدلى بكلمته ردا على خطاب الرئيس محمود عباس، وجاء في كلمته الوقحة: أنه “لن يكون أي تقدم في عملية السلام ما دام ابو مازن في منصبه”. ولم يتوقف المستعمر عند إطلاق عملية الاغتيال، التي تعتبر عملا إرهابيا مع سبق الإصرار والترصد، وعلى العالم عدم تمريرها دون ملاحقة، وعلى القيادة الفلسطينية رفع دعوى في الجنائية الدولية لمحاكمة دانون. وتابع الاجترار من مستنقع الكذب والتزوير ما ترفضه كل الحقائق الماثلة والحاضرة في الذاكرة الجمعية للرأي العام العالمي والإسرائيلي والفلسطيني، عندما هاجم الرئيس أبو مازن لرفضه صفقة العار والجريمة المنظمة، فقال: إن “كان حقا يريد المفاوضات، لكان لم يكن الآن في نيويورك، انما في القدس. قولوا له أن يأتي للتفاوض بدل الخطابات هنا”. وتجاهل بصلافة التاريخ القريب جدا، وأغمض عينيه عن الحقائق، ومع ذلك لم ترف جفونه، ومضى يكذب حتى يوهم المتلقي، انه “صادق”، وينطق بالمعلومات “الرصينة”، وتناسى ان المندوبين في مجلس الأمن باتوا يعرفون الرواية، ولديهم إلمام بالحقائق، ويعلمون من هو الكاذب والمغتطرس.

وأود ان أعيد ذلك المستعمر لجادة الحقائق، اولا الذي اوقف المفاوضات في 29 /4/2014 هو نتنياهو، الذي رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من اسرى الحرية، الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو، وإدارة الرئيس باراك اوباما شاهدة على ذلك، ورغم هذا بقيت القيادة الفلسطينية تمد يدها لصناعة السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ ثانيا لنعد للخلف لزمن حكومة أولمرت، ذهب الرئيس عباس للقدس وتحديدا لبيت رئيس الوزراء مرات عدة، وقضى 124 ساعة معه، وكادا يتوصلان لإبرام اتفاق سلام استنادا لمرجعيات عملية السلام. لكن توجيه التهم لأولمرت، واعتقاله لاحقا أسقط الاتفاق؛ ثالثا مع ذلك وضع أولمرت وديعة لدى إدارة بوش الابن وفي عهدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية. التي حملت الوديعة للرئيس أبو مازن، وسألته عن حقيقة ما يذكره اولمرت، فأكد لها مصداقية الوديعة؛ رابعا عندما عاد نتنياهو لرئاسة الحكومة، وحلت إدارة الرئيس اوباما، وتولت هيلاري كلينتون، وزارة الخارجية، جاءت وتأكدت من الرئيس عباس، وعندما عرضتها على نتنياهو، قال لها: لا أعترف بها، وسنبدأ من جديد، وأدخل المفاوضات في تيه صحراوي، حتى أغلق كل الأبواب والنوافذ أمام اية بارقة أمل لبناء جسور السلام؛ خامسا ومع ذلك حتى امس الأول (الثلاثاء)، واثناء إلقاء خطابه، اكد رئيس منظمة التحرير تمسكه بالمفاوضات، واستعداده للشروع فورا بها استنادا إلى خيار حل الدولتين على حدود 4/6/1967، وبحيث تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ووفق محددات مبادرة السلام العربية المقرة 2002 في قمة بيروت العربية.

وبعد كل هذه الوقائع تجتر اكاذيبك ومنطقك الاستعلائي الاستعماري، وتطالب ابو مازن بالذهاب للكنيست الإسرائيلي، هل انتم جاهزون لبناء ركائز السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات عملية السلام؟ ومن يريد السلام هل يصادق على قانون أساس “يهودية الدولة”، ويرفض حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني؟

انكشفت أضاليلكم وأكاذيبكم، ولم تعد تنطلي على احد. كفوا عن السباحة عكس التيار الإنساني، وتوقفوا عن إرهابكم الدولاني، وعودوا إلى جادة السلام لإنقاذ المنطقة عموما، وليس الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى