أقلام وأراء

عمر حلمي الغول يكتب –  ادعموا الغضنفر الشهيد الحي

عمر حلمي الغول – 7/7/2021

  جنرال الصمود الغضنفر أبو عطوان، المضرب عن الطعام لليوم الـ65 يواصل معركة التحدي  ضد الجلاد الاستعماري عبر معركة الأمعاء الخاوية. هذا الأسير المناضل جذر إضرابه قبل يومين بالامتناع عن شرب الماء، تصميما وإصرارا على تحدي بطش ووحشية سلطات السجون وأجهزة الاحتلال، ورفضا للحكم الإداري دون سبب لاعتقاله. وهي المرة الرابعة منذ العام 2013، التي يعتقل فيها سليل العائلة البطلة، وأحد أحفاد جده أبو باجس، الذي توفاه الله في عمان، والذي أبعدته سلطات الاستعمار الإسرائيلية سابقا.

الأسير البطل الغضنفر، أحد منتسبي الأجهزة الأمنية، وعنوان من عناوين عطائها دفاعا عن الوطن والشعب، ولد لأسرة جبلت على حب الوطن، والاستماتة في التضحية من أجله، ورضع حليب الانتماء للوطنية الفلسطينية من صدر والدته، التي اعتقلها الاستعمار أكثر من مرة، وهو ابن أبيه، الذي أيضا اعتقل أكثر من مرة، ونسيج خاله منيف أبو عطوان، المحكوم خمسة مؤبدات، والذي أضرب عن الطعام تضامنا معه، وهو أيضا وأيضا ابن أخ باجس أبو عطوان، شهيد الجبل، صاحب السيرة والمسيرة الكفاحية الشجاعة في جبال الخليل، والذي نفذ مع والده، جد الغضنفر خمسين عملية فدائية. وعمتاه هيفاء وعبلة لم تكونا أقل عطاء، واعتقلتا مرتين في سجون المستعمر الصهيوني. وهو ما يعطي صورة أكثر وضوحا عن هوية وشخصية الشاب الشجاع، وفولاذي التحدي، ابن الـ28 عاما الغضنفر.

كما أن بيت أسرة الأسير الباسل أبو عطوان هدم ثلاث مرات، وأعادت الأسرة بناءه، وواصلت العطاء، ولم تهزمها جرائم الحقد العنصرية الصهيونية، ولم تفت في عضدها، أو تحول بينها وبين مواصلة مسيرة الوفاء والانتماء للوطنية الفلسطينية، وتقديم المزيد والمزيد من التضحيات، والانتصار للمشروع والأهداف الوطنية.

إن قصة وسيرة عائلة البطل أبو عطوان، هي قصة مجد عائلة امتشقت راية الكفاح والحرية والعطاء دفاعا عن ثرى فلسطين الأرض والإنسان والتاريخ والهوية والمستقبل. وبالضرورة سيتمكن الغضنفر من الانتصار على الجلاد الصهيوني القاتل، لكنه بحاجة لدعم ومساندة كل إنسان من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن كل عربي أصيل، يؤمن بوحدة شعوب الأمة ومصيرها المشترك، ومن كل إنسان أممي مؤمن بالعدالة والحرية والسلام، ومن كل منظمة حقوقية فلسطينية وعربية وأممية، ومن كل المنابر ذات الصلة بالدفاع عن الإنسان كإنسان، الإنسان القيمة، ورأس المال الأهم في هذا العالم.

معركة الغضنفر، هي معركة كل جنرال من جنرالات الأسر الأبطال، وهي عنوان من تجربة التحدي لهمجية المستعمر الصهيوني، ورسالة من جبهة السجون للعالم كي ينهض من لعنة الصمت، ويضم صوته لأصوات الحرية في باستيلات العدو الصهيوني، ويقول كفى للجرائم العنصرية، وكفى لانتهاك أبسط معايير حقوق الإنسان في فلسطين، وكفى للاعتقال الإداري، الذي تخلت عنه كل دول العالم باستثناء إسرائيل المارقة والخارجة على القانون، والذي يعكس روح السياسة الفاشية مقرونا بكل الموبقات والانتهاكات الخطيرة لحرية وسلامة الإنسان ودون سبب يذكر.

نعم أبو عطوان شكل بإضرابه البطولي صرخة حرية، أطلقها مع أقرانه من أبطال الأسر، ليلفتوا أنظار العالم إلى الوحش الصهيوني النازي، الذي يستبيح كرامة ومكانة الإنسان الفلسطيني دون سبب، إلا لأنه فلسطيني عربي، ولأنه مؤمن بهويته وحريته ومجد انتمائه لوطنه فلسطين المنكوبة بالصهيونية وقاعدتها المادية، دولة المشروع الصهيوني الكولونيالي. وبالتالي هذه الصرخة المصقولة بمعركة الأمعاء الخاوية، إنما هي صرخة كل مناضل فلسطيني حر، صرخة تعكس الإصرار على الخلاص من الاستعمار الصهيوني، وإزالة كل معلم من معالمه عن أرض فلسطين، وتطهير كل شارع وزقاق ووادٍ وجبل وسهل ومدينة وقرية وخربة ومخيم من رجس الفاشيين الجدد، أحفاد النازي هتلر والفاشي موسوليني وفرانكو وغيرهم من مجرمي العصر والحروب.

لننتصر لمعركة الغضنفر، لأننا بانتصارنا له، ننتصر لأنفسنا، ولتاريخنا وانتمائنا، ولمستقبلنا، ونعيد النظر في مسار تصويب خلافاتنا وتناقضاتنا البينية دون تضخيم وافتعال، ودون مكابرة، ودون تخوين وتكفير وانقلابات ماجنة لا تمت بصلة لفلسطين وشعبها، فهل نفعل ونعود لجادة الصواب، ونضع قوانا كلها في بوتقة واحدة عبر تعظيم وتوسيع وتطوير أشكال المقاومة الشعبية، وبتنظيم الاعتصامات والمظاهرات ورفع المذكرات دعما للغضنفر ولكل أسير من أسرى الحرية بغض النظر عن انتمائه الفصائلي؟ الكرة في مرمانا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى