أقلام وأراء

عمر حلمي الغول‏ يكتب – اسئلة مشروعة والجواب ذاته

عمر حلمي الغول‏ – 20/10/2020

سألني اكثر من متابع وصديق عن مقالة الأمس بعنوان “باباي ترامب”، وكانت كالتالي: ألا تعتقد انك استعجلت في النتيجة؟ وسؤال آخر اين دور اللوبي اليهودي الصهيوني وعائلات اباطرة المال اليهودية ال13؟ وهل سيقبلوا سقوط حليفهم الأقوى؟ وهل العوامل التي ذكرتها كافية للإستنتاج برحيل ترامب؟ وهل يمكن ان يسلم ترامب الحكم؟

اسئلة وجيهة وموضوعية، وتحتاج إلى أجوبة. وعليه سارد وفق ما امتلكه من معطيات قديمة جديدة، ووفق قراءتي العلمية، وبالإستناد لما دونته امس وقبل الأمس في عدد من المقالات حول الموضوع، واولا لا اعتقد اني استعجلت في استشراف نتائج الإنتخابات، لإن الواجب يملي على المتابع لتطورات العملية الإنتخابية قراءة آفاقها، وليس الإكتفاء بالبقاء في دائرة عرض التطورات بين المتنافسين في حلبة الصراع. الجدارة المهنية والعلمية دائما تكمن في إستقراء تطور اي حدث، مع الإقرار المسبق، ان مطلق قراءة إسوة بالدراسات والأبحاث للظواهر الحديثة المختلفة تفرض على الباحث وضع تقديراته وإستنتاجاته الموضوعية بعيدا عن الرغبات والإسقاطات. وبالتالي إمكانية الصواب والخطأ، هي إمكانية منطقية. اضف إلى انني ذكرت وأكدت، ان النتائج ستكون لصالح الديمقراطيين ومرشحهم إذا ما سارت العملية الديمقراطية بشكل طبيعي. ولكن لم اكتف بذلك، بل فتحت القوس، واشرت، إلى ان كل شيء قابل للتغير في حال حدوث تطورات غير منظورة من قبل أنصار الرئيس دونالد ترامب.

ثانيا لا اعرف ان كان القارىء وبعض المتابعين للإنتخابات الرئاسية الأميركية يعلم او لا يعلم، ان حوالي 70% من اليهود الأميركيين بما في ذلك من الجي ستريت، وحتى الإيباك بالإضافة للأجيال الشابة وغيرهم يؤيدون رحيل الرئيس ترامب، ولا يرون ما يطرحه من رؤى يخدم مستقبل الدولة الإسرائيلية، بل العكس صحيح. وعليه فإن أدلسون وتبرعاته لترامب والحزب الجمهوري، التي بلغت 176 مليون دولار، لا تغير من المعادلة شيئا، لإن القطاع الأوسع من اليهود الأميركان ضد توجه ادلسون ومن لف لفه. ومن المؤشرات الإيجابية لدعم حملة بايدن، ان حملته تمكنت من جمع 383 مليون دولار، جزءا منها من العائلات اليهودية، في حين ان حملة المرشح الجمهوري لم تتجاوز 247 مليون دولار. وهذا مؤشر واضح على ان العائلات ال13 ومنها عائلة ادلسون، صديق ترامب ونتنياهو تميل إلى ترك المنافسة بين الحزبين والرجلين، لإن كليهما ليس ضد إسرائيل الإستعمارية، لا بل كلاهما حليف لإسرائيل، ويعملان لحمايتها وضمان قوتها، وهذا معروف عن نائب الرئيس السابق، ونائبته مكاملان هريس.

كما ان جزءا من العائلات اليهودية الأميركية رفضت منطق نتنياهو وفريقه المتطرف في إدارة الظهر للحزب الديمقراطي ومرشحه، ومن منطلق حسابات المستقبل القريب والبعيد، فإن قطاعا واسعا إتجه لبناء سياسة توازن بين الحزبين والمرشحين. اضف إلى ان تركيز ترامب حملته على إستقطاب مطبعين عرب رسميين مع اسرائيل، لم يخدم حملته، لا بل اضرها، وأضر الفاسد نتنياهو، ولعل من راقب المظاهرات المنادية برحيل رئيس وزراء إسرائيل يوم السبت الماضي (17/10/2020) أدرك جيدا، ان التطبيع الإستسلامي لم يسجل أي حافز لصالح ترامب وحزبه، وإدعاء وزير الخزانة الساذج في البحرين اول امس عند توقيع اتفاق الإذلال، ان تطبيع البحرين مع اسرائيل اهم من التطبيع مع مصر، هو كلام هراء، ويعكس عقم سياسي.

وثالثا إن كان أباطرة المال الصهاينة وغيرهم يسعون لإشعال حرب عالمية لفناء الجزء الأكبر من البشرية، مازال الوقت امامهم، وهناك فرصة في الأيام المنظورة لإحداث تطورات غير مسبوقة في التاريخ. لإن فرضية فناء العدد الأكبر من سكان كوكب الأرض، وإبقاء مليار من ثمانية، لا تحققه جائحة الكورونا، وانما يحتاج إلى إشعال فتيل الحرب، وهذا الأمر قابل في كل لحظة للإنفجار، ولا يحتاج لكبير عناء. لا سيما وأن الصراع المحتدم بين اميركا من جهة والصين وروسيا الإتحادية من جهة اخرى بات على نار ساخنة نسبيا.

رابعا هناك عاملين هامين اشرت لهما فيما سبق، منهما عامل إرتفاع نسبة التصويت من النساء لصالح بايدن، وهذا العامل، كان من العوامل التي رجحت كفة ترامب في انتخابات 2016، الآن تغيرت الصروة، وإنقلبت النساء على ترامب بشكل واضح لصالح بايدن وبفارق كبير يصل إلى ما يزيد عن 25 %. كما ان كبار السن يمليون لصالح المرشح الديمقراطي. وبالتالي مجموع العوامل تشير بالقراءة العلمية الموضوعية تقدم نائب الرئيس السابق على الرئيس الحالي، ترامب. وعليه مازلت مقتنعا باستنتاجي بإقتراب رحيل الرئيس الجمهوري، وخسارة حزبه الأغلبية في مجلس الشيوخ، وقام الأيام المتبقية تحمل الجواب.

أما ان يترك ترامب كرسي الحكم من عدمه، فهذا متروك للأيام القادمة، مع انه اول امس اعلن ولاول مرة امام ناخبيه، انه مستعد للتعامل مع نتائج الإنتخابات. ومع ذلك ربطها مجددا، إذا كانت إنتخابات نزيهة، بمعنى ادق انه ابقى الباب مفتوحا لكل السيناريوهات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى