أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني للخروج من المأزق 1- 3

علي ابو حبلة – 2/9/2020

إن إسرائيل، التي رفضت بقيادة اليمين الصهيوني مقايضة الأرض بالسلام، ظلت تراهن على أن سياسة القوة ستؤدي إلى مزيد من الضعف والتراجع العربي.

أمريكا تسعى لفرض «السلام الإقليمي» وفق مضمون صفقة القرن ، كما كتب المعلق السياسي الإسرائيلي ناحوم برنيّاع، حيث اعتقدت إدارة باراك أوباما أن بإمكانها إقناع إسرائيل بالتوقيع على سلام مع الفلسطينيين فيما يكون المقابل سلامًا إقليميًا، بكلمات أخرى – فلسطين أولا وبعد ذلك «السلام» مع العالم العربي، بالمقابل اقتنع دونالد ترامب بوجهة نظر بنيامين نتنياهو التي تقول، السلام الإقليمي أولا وبعد بعد ذلك الفلسطينيين.

ما يتم طرحه وتداوله على مستوى الندوات السياسية وندوات الفكر على مستوى التنظيمات والفصائل الفلسطينية ومراكز مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات  الانجوز ومؤسسات فكرية حول المقاومة والمفاوضات وهذا الطرح إن صح التعبير فيه الكثير من التحليلات السياسية و كذلك الكثير من الاجتهادات .

فالمجتمع الفلسطيني مل كل هذه الأطروحات ومل هذا الفكر والطرح السياسي لافتقاده للمصداقية لان مثل هذه الأطروحات ليست إلا لتسويق هذا الطرح وذاك وفق مصلحة آنية وخصوصية هي بحقيقتها بعيدة كل البعد عن ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني وما يسعى لتحقيقه طيلة عشرات السنين من عمر ثورته الفلسطينية و تمسكه بالمقاومة كخيار استراتيجي حتى تحقيق ونيل أهدافه بالحرية وحق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

ولا نغالي القول أن الشعب الفلسطيني هو الآن بغاية الإحباط من هذا الطرح السياسي وهذا الفكر السياسي وهذا الانقسام الفلسطيني وهذا التمحور والتخندق الذي أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم .

ونحن نستعرض ما يطرحه البعض اليوم من مانشيتات ومن فكر يتساوق مع مخططات ابعد ما تكون عن فكر شعبنا وتمسكه بحق المقاومة الشعبية السلمية لنيل حقوقه   ، المفاوضات التي اعتبرها البعض هي اقصر الطرق للوصول للحق الفلسطيني لم توصلنا إلى ذلك للأسف بل المفاوضات العبثية استغلت من اجل استكمال المشروع الصهيوني  بعد اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ومخطط الضم الذي بات سيفا يقوض حل الدولتين.

ونحن نختلف في المواقف والرؤى ما بين المفاوضات والمقاومة علينا العودة الى التاريخ ومسلسل الأحداث وصولا الى ما يجب أن يكون عليه الموقف الفلسطيني ولنبدأ من تاريخ الانتداب البريطاني على فلسطين ولنعود الى نص المادة السادسة من قانون صك الانتداب البريطاني والتي جاء فيها ( يجب وضع البلاد تحت ارمه سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية خانقة لتكريس إقامة الوطن الإسرائيلي فوق فلسطين ) من هنا بدأت مؤامرة تهويد فلسطين ومن هنا بدأت ملامح إقامة إسرائيل على ارض فلسطين ونحن نستعرض التاريخ الفلسطيني ونستعرض الخلافات الفلسطينية التي أنهت المقاومة الفلسطينية في الثلاثينات والأربعينات والتي ابتدأت بالوحدة وانتهت بالخلافات ولنا في المجلسيين والمعارضين أكبر.

وها هو التاريخ يعيد نفسه بهذا الشرخ وهذا الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية ودعونا نعود إلى تاريخ خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت والانشقاقات التي تمت في حركة فتح ثم تلك الانشقاقات التي تمت في بعض التنظيمات الفلسطينية جميعها أدت إلى إصدار وثيقة الاستقلال في مؤتمر الجزائر عام 1988 ، وهذه أدت بنا وصولا إلى مفاوضات اوسلو، ظن البعض أن اوسلو يحقق الهدف والغاية الفلسطينية بعد عملية الالتفاف على مدريد ،وتم إنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية بعد نكبة فلسطين عام 1995 وتم بعد ذالك مسلسل الاتفاقات التي تفرعت عن اوسلو التي ابتدأت بغزه أريحا أولا ثم تفرعت باتفاقات القاهرة الامنية والتنسيق الأمني إلى إعادة الانتشار وصولا الى طريق مسدود بعد معركة النفق اثر الحفريات تحت المسجد الأقصى أنهاه المرحوم الملك حسين باتفاق واي ريفير وبعد ذلك واي بلانتيشن الى كامب ديفيد الى طابا الى تقرير ميتشيل وصولا اليوم إلى ما اصبح يعرف بخارطة الطريق وما تفرع عنها مؤتمر أنابوليس انتهت بصفقة القرن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى