أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – قراءة في خطاب الملك عبدالله الثاني في الدورة 75 للأمم المتحدة

علي ابو حبلة – 24/9/2020

خاطب الملك عبد الله الثاني دول العالم في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة الخامسة والسبعين عبر الفيديو كونفرس حيث يغيب غالبية قادة وممثلي دول العالم عن الحضور شخصيا عن هذه الدورة بسبب تفشي فيروس كورونا، خاطبهم بعقل منفتح على كافة القضايا واضعا العالم أجمع أمام مسؤوليته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومسؤولية الأردن عن حماية الأماكن المقدسة في القدس كون الأردن صاحب الولاية والوصاية على هذه الأماكن.

مذكرا دول العالم بالقول أن للجمعية العامة دورا حيويا في مواجهة المخاطر أو اغتنام الفرص التي يتيحها لنا عالمنا. وهنا تكمن أهمية العمل الجماعي، مذكرا «هذا ما وعدتنا به الأمم المتحدة. فقبل نحو خمسة وسبعين عاما تم إنشاء هذه المنظمة بإجراءات اتخذتها كل دولة من الدول الأعضاء بشكل فردي لتجتمع معا وترسم مستقبل أفضل. واليوم، ما تزال بأمسّ الحاجة إلى كل دولة من الدول الأعضاء لكي نعمل جنبا إلى جنب، مع جيراننا حول العالم، لنصل إلى العالم الأفضل والأكثر أمنا الذي نصبو إليه». مضيفا أن انضمام الأردن إلى الأمم المتحدة بعد عقدٍ من تأسيسها، ومنذ ذلك الوقت، عملنا بكل طاقتنا كعضو في هذه المنظمة، للسعي نحو تحقيق السلام العالمي والتنمية المستدامة.

وتكمن اهمية الخطاب في تسليط الضوء على أهمية وأولوية القضية الفلسطينية وهي مفتاح الامن والسلام في المنطقة مذكرا دول العالم « إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الصراع الوحيد الذي بدأ منذ تأسيس الأمم المتحدة، وما زال يتفاقم إلى يومنا هذا. والسبيل الوحيد لإنهاء الصراع المركزي في منطقتي، مبني على حل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. والطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم يجب أن يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 196، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش في أمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

ولا يمكننا الوصول إلى حل لهذا الصراع، دون العمل للحفاظ على القدس الشريف كمدينة تجمعنا ورمزاً للسلام، لجميع البشرية. كصاحب الوصاية الهاشمية، من واجبي الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ولكنّ مسؤولية حماية المدينة المقدسة تقع على عاتقنا جميعاً.

ووفق ما جاء في خطاب الملك عبدالله الثاني فان على كل دول العالم يقع عبء مسؤولية إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل من خلال تحقيق حل الدولتين، وهو الحل وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، الذي ينهي الصراع ويفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

برؤية الملك عبد الثاني « إن حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد، وإلا فما البديل؟ هل هي دولة واحدة تمارس سياسة الفصل العنصري بقوانين غير متساوية وتعتمد على القوة، وبالتالي تخون أهم قيم الساعين نحو السلام من كلا الطرفين؟ فهذه وصفة للصراع المستمر وليست السبيل نحو الأمن والاستقرار والسلام.

الملك مصر على موقف بلاده «الثابت» من تحقيق السلام الذي يجب أن يكون مبنيا على القرارات الدولية، وعلى أساس قيام دولتين جنبا إلى جنب، إسرائيل وفلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، مع حل عادل للاجئين الفلسطينيين في العالم. والقدس تعني بالنسبة لجلالة الملك عبدا لله الثاني كل شيء ويرخص الروح في سبيلها، فلا معنى بنظره للحياة دون القدس فهو يفضل الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن القدس على أن يراها محتلة من اليهود.

3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى