أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – تداعيات إصابة ترامب بكورونا على الانتخابات

علي ابو حبلة

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح يوم الجمعة إصابته بفيروس كورونا، هنالك سؤال يطرح نفسه، ماذا سيحدث بعد ذلك بالأخص قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية؟ سوف تعتمد درجة المخاطر الاقتصادية السياسية أو الدستورية على شدة مرضه، فإذا لم يمرض بشدة يعزل ويستمر كرئيس ويدير حملته الانتخابية افتراضياً. أمّا في حال مرضه بشدة، وفق التعديل الخامس والعشرون للدساتير فيسمح لترامب تسليم السيطرة إلى نائب الرئيس بنس والعودة إلى مكانه عندما يكون ذلك ممكنًا.

أما اذا أصبح عاجزاً وفق التعديل الخامس والعشرون فيسمح لنائب الرئيس ومجلس الوزراء تنفيذ نقل السلطة الرئاسية.

ماذا لو أُصيب بايدن أيضاً بفيروس كورونا قبيل الانتخابات الأميركية؟ فبحسب الدستور الأمريكي كلا الحزبين يستطيعان التبديل كمؤتمر، فمثلاً ولسبب ما إذا أصيب بايدن أيضاً بكورونا أو أصبح في وضع عاجز أو حدث له ما يجعله غير قادر على الاستمرار. في هذه الحالة بإمكان الحزب أن يجتمع، وهناك مندوبين يسمونهم مندوبين كبار، هؤلاء من المسئولين في الحزب أعضاء سابقين أو أعضاء في مجلس النواب ومجلس الشيوخ بالإضافة للمندوبين للذين انتخبوا. وفي هذه الحاله فان جزء من المندوبين كانوا هم أنفسهم مرشحين رئاسة سابقين ، ويمكن ويحق للمندوب أن يغير رأيه. ويمكن عقد مؤتمر للحزب واختيار شخص بديل عن بايدن.

إصابة ترامب بكورونا  عملت على زعزعة الاستقرار الاقتصادي  وقد هبطت أسعار الأسهم وانخفض سعر برميل النفط في ظل مناخ سياسي مشحون  بالتوقعات والخشية من انعكاس وتدهور صحة ترمب. وسائل إعلام أميركية قالت  إن تشخيص الرئيس الأميركي يضع الولايات المتحدة في نقطة ضعف، على الصعيدين المحلي والعالمي، ومن منظور الأمن القومي، أميركا في «عمق منطقة الخطر»، وإنها قد تكون هذه أخطر لحظة تواجهها الولايات المتحدة على الإطلاق.

ووفق الإعلام الأميركي فعلى المستوى الاستراتيجي إن فكرة أن الرئيس كان غير راغب أو غير قادر على القيام بما هو ضروري لحماية نفسه لا يوحي بالثقة في مصداقية الولايات المتحدة لمواجهة التحدي العالمي، وهذا انتصار كبير لخصوم أميركا، وهذا ضعف رئيسي.

ومنذ الإعلان عن إصابة الرئيس الأمريكي بالفيروس تسود الأوساط السياسية الأمريكية حالة من الغموض والارتباك وحتى الخوف بين أنصاره وخصومه على حد سواء. فلا أحد يعلم ما إذا كانت حالته الصحية ستظل مستقرة إلى حين إجراء فحص آخر بعد أسبوعين تثبت خلوه من المرض، أم أنها تنحو نحو الأسوأ. فالرجل يقع، بحكم سنه البالغة أربعة وسبعين عاما، ضمن الفئة الأكثر عرضة لخطر الموت جراء الإصابة بالوباء.

وعن تداعيات إصابة ترامب بكورونا على الانتخابات الأميركية، فان توقعات محللين سياسيين إن الرئيس سيتعرض لسيل من الانتقادات اللاذعة التي ستصدر عن الديمقراطيين. خاصة فيما يتعلق تعامل ترامب مع ملف كورونا وحضوره مناسبات وتجمعات بدون قناع بعض الأحيان  مما يجعله محورا لهجوم يرجح أن يشنّه الديمقراطيون عليه. الايام القادمة ستجيب عن التوقعات وتداعيات اصابة ترمب بفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى