أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – الناصرة تنتفض ضد نتنياهو

بقلم علي ابو حبلة

من مراكز التلقيح ضدّ « كورونا» ، اختار بنيامين نتنياهو بدء المعركة الانتخابية المرتقبة، بالتوجّه إلى الناخبين الفلسطينيين في أراضي الـ48. هكذا، حطّ قطاره في الناصرة، حيث دخل بلديّة « مُعلِّم ترامب» ، كما يُسمّي علي سلّام نفسه، محميّاً بسيارات المياه العادمة. وقبل أن يلقي خطبة « الأكاذيب» ، استقبلته تظاهرة احتجاجية هناك، تفاوتت أهداف المشاركين فيها، فيما بدا واضحاً ممّا أعقبها حجم الأزمة التي يعيشها  نتنياهو في قاعدته الانتخابية  اليهودية.
« تئالوا إتأموا» ! جاهداً حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل أسابيع، أن يلفظ بالعربية عبارة « تعالوا تطعّموا» بالطريقة الصحيحة، مُتوجّهاً بذلك إلى « المواطنين العرب»  بالدعوة إلى تلقّي اللقاح في أحد مراكز التلقيح ضدّ فيروس « كورونا»  المستجدّ في مدينة الطيرة. هكذا، وببساطة، تَهيّأ له أن بإمكانه شراء هؤلاء المواطنين بشعار « صحتكم مقابل صوتكم الانتخابي» ، وهو الذي تَذكّر إخراجهم من قاع سلّم المواطنة في اللحظة الأخيرة بإصراره على تمرير قانون يهودية ألدوله ! الرّد على دعوته جاء أمس من المتظاهرين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية، ورفعوا شعارات ضدّه أمام صندوق المرضى « كلاليت»  في الناصرة شمال فلسطين، فيما حطّ موكبه في ضيافة رئيس بلديتها، علي سلّام، الذي أشيع مساء أول من أمس أنه سيترشّح لانتخابات « الكنيست»  في قائمة « الليكود» ، وفق ما ذكرته صحيفة « يسرائيل هيوم» . ومع أن سلّام نفى ترشّحه، إلا أنه أعلن في فيديو مصوّر نُشر في وقتٍ لاحق دعمه لحزب نتنياهو.
نحن واثقون بأن ناصرة الراحل الكبير الشاعر توفيق زياد،المسكون بحب الناصرة والوطن والأرض وصاحب قصيدة»هنا باقون» الذائعة الانتشار،والتي تعتبر الملمح القوي المعبر شعرا على الثبات والصمود والتحدي..
هذه هي الناصرة التي انتفضت ضد زيارة نتنياهو بالتظاهرات ورفع الأعلام الفلسطينية ورفع الشعارات  صورتها في أذهان كل جماهير شعبنا الفلسطيني،الناصرة،كانت وستبقى قلعة حصينة عصية على الكسر والاختراق،الناصرة بمسيحييها ومسلميها،تدرك بأن هناك مؤامرة ودعاة فتنة يريدون ضرب وحدة شعبنا الفلسطيني في الداخل،يريدون تدمير وتمزيق نسيجه الاجتماعي،هناك من ينفذون مشاريع مشبوهة تسهل اختراق الوحدة  الوطنية والمجتمعية في عام 48 ،هناك من يريدون تدمير الناصرة من خلال اللعب على وتر الطائفية،لكي يتمكن الاحتلال من تذويب وتفتيت  الهوية الوطنية والقومية،على اعتبار ان الناصرة واحدة من القلاع الحصينة،والتي باختراقها او سقوطها،سيسمح للاحتلال بالتعامل مع اهلنا وشعبنا هناك على أساس مذهبي وطائفي،وبما يسهل دمجهم في مؤسسات دولة الاحتلال،مستفيدين من انعدام الوعي عند البعض،وتجند عدد آخر لخدمة مشاريعه من أمثال  المأجورون  الذين ارتضوا لأنفسهم الترشح بقائمة الليكود او الترويج للأحزاب الصهيونية اليهودية المتطرفة ،نازعين عنهم عروبتهم ووطنيتهم وقوميتهم. ولذلك بات مطلوباً من كل قيادات شعبنا الوطنية،المخلصة والشريفة في الداخل الفلسطيني،أن تفوت الفرصة،وتتنبه الى المخاطر التي تحاك ضدهم كمجموع عام وضد الناصرة بشكل خاص،فالناصرة وحدتها الوطنية والمجتمعية ومصلحة شعبنا الفلسطيني،يجب ان تعلو على كل المصالح الحزبية والفئوية والعشائرية والطائفية.
الآن تحاك المشاريع والمخططات ضد شعبنا في – 48 -،مخططات هدفها تهويد الأرض الفلسطينية،وطرد وترحيل شعبنا،عبر سياسات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا هناك،فمراكز البحث والدراسات الإستراتيجية الصهيونية،منذ عشرات السنين،تعكف على وضع الخطط المستهدفة التخلص من اكبر عدد من أبناء شعبنا هناك،لمنع تحول دولة الإحتلال إلى دولة ثنائية القومية،ولكي يبقى ويستمر الإحتلال،بالتعامل مع شعبنا هناك،ليس كأقلية قومية لها حقوقها الثقافية والوطنية الخاصة،بل مجموعات سكانية،مطلوب تذويب هويتها ودمجها في مؤسسات الاحتلال واجهزته المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى