أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – الملك عبدالله الثاني يحذر من «حرب شاملة» و«فوضى لا توصف»

علي ابو حبلة  19/1/2020

الملك عبد الله الثاني ارسى دعائم مهمة لتحقيق  الأمن والسلام في  العالم ضمن مفاصل مهمة على العالم أن يأخذها في الاهتمام والأولويات ، جاءت في مضمون خطابه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الأربعاء الماضي ، حيث أكد على توسيع الشراكة بين الأردن ودول الاتحاد الأوروبي، وضرورة دعم المساعي المبذولة لتحقيق السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وتطرق الملك عبد الله الثاني إلى أهم التطورات الاقليميه ،  في مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد الملك ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تحذيرات الملك عبد الله الثاني بمثابة جرس إنذار لدول العالم من أية إجراءات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال أو أي حلول مقترحه ، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام في المنطقة. ودعا إلى ضرورة خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وبذل الجهود من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها.

أهمية مضمون خطاب الملك عبد الله الثاني هو التحذير الذي أطلقه للتنبؤ بالعقبات المقبلة والاستعداد لها، ضمن مضمون خطابه  وطرحه عدة أسئلة افتراضية مبنية على سؤال «ماذا لو». وهذه الأسئلة ليست مجرد تمرين عبثي أو نظري، خاصة في منطقتي، حيث أسوأ الافتراضات ليست ترفا نظريا، بل هي أقرب ما تكون إلى ملامسة واقعنا في الكثير من الأحيان. وتطرق إلى مخاطر ما يتعرض له العراق بسؤال افتراضي ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكانياته،.  وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية وانزلقت مرة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لداعش، وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟ قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد. وتساءل  ماذا لو انهارت ليبيا باتجاه حرب شاملة، لتصبح في النهاية دولة فاشلة؟ ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة، ولكنها هذه المرة أقرب إلى قارتكم؟ ولنسأل مرة أخرى: ماذا لو فشلت الحكومات العربية في توفير أكثر من 60 مليون وظيفة سيحتاجها شبابنا خلال العقد القادم؟ وإذا فشلنا، ألن نكون قد هيأنا في الواقع البيئة المثالية للجماعات المتطرفة؟ فنحن نسهل عليهم عملية التجنيد والاستقطاب إن خلفنا وراءنا الضعف واليأس.

مواقف الملك عبد الثاني ضمن الثوابت الاساسية في مفاصل السياسة الاردنية حين قال «ماذا لو تخلى العالم عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ إن أكثر من سبعين عاما من الصراع قد أودت بآمال تحقيق العدالة، واليوم، يسعى مناصرو حل الدولة الواحدة إلى فرض حل لا يمكن تصوره على المنطقة والعالم: دولة واحدة مبنية على  الابرتهايد  والفصل العنصري ، وتساءل: ماذا لو بقيت القدس المدينة العزيزة على قلبي شخصيا وذات الأهمية التاريخية الكبيرة لعائلتي موضع نزاع، هل يمكننا تحمل عواقب سلب المسلمين والمسيحيين على حد سواء من الروحانية والسلام والعيش المشترك التي ترمز إليها هذه المدينة، والسماح لها بدلا من ذلك بالانحدار إلى صراع سياسي؟

وهنا  لا بد من التوقف على البعد الاستشراقي لأهمية مضمون الخطاب  حين حذر الملك عبد الله الثاني  من «حرب شاملة» و»فوضى لا توصف» في منطقة الشرق الأوسط في حال حصول مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى