أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – القمة الثلاثية في عمان تمسك برؤية الدولتين

علي ابو حبلة – 27/8/2020

على الرغم من محاولات حرف البوصلة عن القضية الفلسطينية إلا أن القضية الفلسطينية في وجدان وفكر الأردن قيادة وشعبا وفي وجدان العرب الحريصين كل الحرص على القضية الفلسطينية  واستعادة الحقوق الوطنية كمدخل أساسي في تحقيق أمن وسلامة المنطقة.  

القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة عمان جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حظيت بأهمية عالية وذلك لأنها جمعت بين الظروفالسياسية والظروف الاقتصادية.  البعد السياسي تمحور في نقطتين الأولى ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتأكيد على ثوابت ومركزية القضية لدى القيادات الثلاث، والنقطة الأخرى ما يحصل في المنطقة العربية نتيجة تبعات ما خلفه الربيع العربي.

وفي هذا قال ملك الأردن عبد الله الثاني  إن القضية الفلسطينية «ما زالت القضية المركزية في المنطقة، ونحن باستمرار مع حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويُـؤدّي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967» وأكد كل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  على مركزية القضية الفلسطينية، وشددوا على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وخصوصا حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

ووفق المواقف الثابتة لدول الثلاث يتم تفويت الفرصة على كل محاولات الالتفاف على القضية الفلسطينية ضمن محاولات تصفية القضية والحقوق الوطنية ومحاولات  تمرير مخطط الضم وفرض السيادة الاسرائيلية، حيث أكد القادة أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وشددوا على ضرورة وقف الكيان الإسرائيلي ضم أي أراض فلسطينية، وجميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، وتستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأكدوا أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية.

أهمية القمة الثلاثية  في توقيت عقدها تكتسب  أهمية كبيرة في توحيد الجهد والصف العربي لمواجهة ما يحاك من مؤامرات وتدخلات خارجية في الشأن العربي وضرب الأمن القومي العربي  فكانت أزمات المنطقة في صلب المحادثات حيث أكد المجتمعون على ضرورة تكثيف الجهود العربية للتوصل الى حلول سياسية وخصوصا الأزمات في سورية وليبيا واليمن،  وضرورة التغلب عليها وحلها وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وبما يحفظ وحدة هذه الدول واستقلالها ومقدرات شعوبها، ويحفظ الأمن القومي العربي، ويحول دون التدخلات الخارجية التي تستهدف زعزعة الأمن القومي العربي.

لقد سنحت القمة للقادة الثلاث تدارس الوضع العربي الراهن وضرورة إصلاح المنظومة العربية واستعادة العمل العربي المشترك لما فيه الصالح العربي لمواجهة التحديات ضمن التغيرات الدولية والإقليمية والعمل من أجل إرساء  أساس لمنظومة العمل العربي المشترك ووقف التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العربي.

فتحت القمة الثلاثية نافذة جديدة  للتعاون في المجالات الاقتصاديّة، والتجاريّة، والاستثماريّة، في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وإعادة الإعمار والنقل والصحة».ضمن جهود استعادة العمل العربي المشترك لمواجهة الإرهاب الذي تتعرض له المنطقة العربية وتهدد وحدة واستقلالية العديد من الدول العربية وفتحت أفقا واسعا للتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث تكون فاتحة لعمل عربي أوسع في مشروع التكامل الاقتصادي العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى