أقلام وأراء

علي ابو حبلة يكتب – القدس نقطة انطلاق المشاريع الاستيطانية لتدمير رؤية الدولتين

علي ابو حبلة – 15/4/2021

معركة القدس لا تتعدى سوى شعارات رنانة تطلق من قبل الفصائل الفلسطينية وتطالب بالاشتباك مع الاحتلال بشان الانتخابات وهناك تجاهل في عملية التهويد الممنهج وسياسة التطهير العرقي، دون أن نلمس خطه وطنيه لمواجهة المشاريع الاستيطانية،الاحتلال الإسرائيلي يسارع لإنجاز مشروع القدس الكبرى الذي يمتد على 10 ٪ من مساحة الضفة الغربية ويفصل شمالها عن جنوبها للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية .

أن مشاريع الاستيطان الكبرى في القدس تعمد إلى نقل الكتل السكانية الكبرى للمستوطنين إلى قلب المدينة، وتعزيز السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي عبر نشر البؤر الاستيطانية وثكنات الجيش وشبكات الطرق التي تقطع السبيل على التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية

أن أخطر المشاريع الاستيطانية انطلقت بعد احتلال المسجد الأقصى وشرقي القدس عام 1967، خاصة مشروع القدس الكبرى «المتروبالنية»، الذي يسيطر على 10 ٪ من أراضي الضفة الغربية، ويفصل بين شقيها الشمالي والجنوبي، وكذلك مشروع جدار الفصل العنصري الذي عزل حوالي 150 ألف فلسطيني خارج حدود بلدية القدس، وضم 3 كتل استيطانية إلى حدود القدس، وهي معاليه أدوميم وجفعات زئيف وغوش عتصيون. يعيش حوالي 161 ألف مستوطن في الكتل الاستيطانية الثلاث المذكورة، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 236 ألف مستوطن في شرقي القدس (ضمن حدود البلدية).

ويقع الجزء الغربي من مدينة القدس -الذي تبلغ مساحته 54 كيلومترا مربعا- بيد إسرائيل بعد نكبة عام 1948، أما شرقي القدس حيث يوجد المسجد الأقصى، فقد تم احتلاله في نكسة يونيو/حزيران 1967، وقام الاحتلال بتوسيع حدود «شرقي القدس» من 6.6 إلى 72 كيلومترا مربعا، وتصل مساحة بلدية القدس التي تديرها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بذلك إلى 126 كيلومترا مربعا.

مشروع القدس الكبرى الذي انطلق من هذه الأرضية يقوم على تصورين: الأول، هو القائم حاليا، ويهدف إلى ضم 3 كتل استيطانية كبرى تحيط شرقي القدس، وهي من الشرق كتلة معاليه أدوميم، وتضم 8 مستوطنات، ويستوطن فيها 49 ألف مستوطن. ومن الشمال الغربي كتلة جفعات زئيف، وتضم 5 مستوطنات، ويستوطن فيها 26 ألف مستوطن. ومن الجنوب كتلة غوش عتصيون، وتضم 14 مستوطنة، ويستوطن فيها 86 ألف مستوطن.هذه الكتل الثلاث بالإضافة إلى شرقي القدس تشكل معا ما يقارب 4.5 ٪ من مساحة الضفة الغربية، وقد بني جدار الفصل العنصري في القدس على حدود هذه الكتل الثلاث.أما التصور الأكثر خطورة، والذي يطلق عليه أيضا «مشروع القدس الكبرى» (المترو بالنية)، ويهدف إلى ضم أراضٍ أخرى تحيط بهذه الكتل الثلاث، وتمتد على أراض من القدس ورام الله وبيت لحم والخليل، وتبلغ مساحة هذا المخطط ما يقارب 10 ٪ من مساحة الضفة البالغة 5 آلاف و655 كيلومترا مربعا.

ان تجاهل قرار ترامب الاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني مكن الاحتلال من استكمال مخططه لما بات يعرف القدس الكبرى وعملية البيوع وتسريب العقارات للمستوطنين هي ضمن مخطط تفريغ القدس، قضية القدس وطنيه بامتياز وتتطلب خطه استراتجيه لمواجهة التغيرات في هذه المدينة المقدسة للمسلمين والعرب ومواجهة سياسة التهويد وترحيل المقدسيين ووضع حدود لسماسرة بيع العقارات فهي ليست قضية انتخابية فحسب بل هي قضية حقوقية بامتياز وقضية سيادة وطنية على الجميع تحمل مسؤوليتها ومواجهتها بكل الوسائل والسبل لحمايتها وتتطلب تراجع الاداره الامريكيه عن قرار ترامب الاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني، لقد شرعت حكومة الاحتلال التطبيق الفعلي لعملية الضم من خلال مخطط إقامة أنفاق لربط شبكة الطرق السريعة تل ابيب القدس بمنطقة الأغوار وهو مخطط يهدف تسهيل حركة المستوطنين واختراق الأحياء الفلسطينية شمال القدس العيسوية وشعفاط وبيت حنينا وعنانا وأجزاء من حزما بهدف ربط المستوطنات شرق المدينة ضمن خطة توحيد وتهويد ما تبقى من أراضي واستغلالها بتوسيع المستوطنات والطرق الالتفافية ورفع نسب البناء في المستوطنات وزيادة المساحة المخصصة لبناء النفق الرئيس ليتشعب وليصبح أنفاق كل منها في اتجاه ولخدمة مستوطنات معالي ادوميم وبرجات وزئيف والنبي يعقوب وادم وباقي مستوطنات شرقي مدينتي القدس ورام الله وتمهيد شبكة الطرق الكبرى المستوطنات في منطقه E1 وبهذا يتحقق مشروع القدس الكبرى.

هذه المخططات تقود الى عملية الضم وهي أكبر من عملية الانتخابات والشعارات التي تتطلب مواجهة فعلية لهذا المخطط الذي يدمر رؤية الدولتين والانتخابات في ظل هذا الواقع تجسيد لسلطة الأمر الواقع الذي لا يتعدى حكما ذاتيا يمهد لتمرير صفقة القرن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى