#شؤون اقليمية

تداعيات متعددة :مستقبل الإتفاق النووي الإيراني

علياء عبد الرحمن السيد، نجلاء ناجي أبو رحاب – 13/2/2022

يعد امتلاك إيران لسلاح نووي حلم يراودها منذ عصر الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي في الخمسينات، لذلك سعت إيران إلى الإتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحصول على مفاعل نووي، يسمح لإيران بإمتلاك قدرات نووية في المجال السلمي، وحصلت على الدعم الأمريكي وقتها، تلك الفترة التي شهدت تحسن ملحوظ في العلاقات الأمريكية الإيرانية، وحتى قيام الثورة الإيرانية ١٩٧٩ التي أطاحت بالشاه الإيراني (بهلوي) من الحكم وتولى الخميني السلطة، فتحولت العلاقات الأمريكية الإيرانية بشكل كبير من الصداقة والتعاون إلى العداء، وبدأت الدولة الإيرانية في تنفيذ مشروعها النووي، وهو مااستشعرته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، لذلك سعت هذه الدول إلى محاولة عرقلة إيران من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وتصنيع قنبلة نووية، وتجلي ذلك في العقوبات الأمريكية التي فرضها الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية التي أثرت بالسلب على الإقتصاد الإيراني، الأمر الذي كلف البلاد أكثر من ١٦٠ مليار دولار من عائدات النفط من عام ٢٠١٢ إلى عام ٢٠١٦، وحتى عام ٢٠١٥ سعت هذه الدول إلى التفاوض مع إيران في محاولة الوصول إلى إتفاق نووي، يمنع إيران من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، وتم تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة ٩٨٪ إلى ٣٠٠ كيلوغرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام ٢٠٣١، وبالتالي عرقلة إمتلاك إيران لقنبلة نووية، وبالفعل تم التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الست الكبرى وهم (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، ألمانيا)، ودخل حيز النفاذ في ٢٠١٦ في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب).

حتى عام ٢٠١٨ أعلن ترامب  خروج أمريكا من الإتفاق النووي مع إيران، وهذا القرار اعتبره البعض بمثابة إتاحة الفرصه أمام إيران في بناء البرنامج النووي وامتلاك القنبلة النووية، واستكملت إيران مشروعها النووي بالفعل وزادت فرصها من إمتلاك السلاح النووي، لذلك تسعي هذه الدول في الوقت الحالي في التفاوض مع الجانب الإيراني، في محاولة العودة إلى الإتفاق مره أخرى، ولكن يعتبر البعض أن إحتمالية الوصول إلى إتفاق ضعيفة، في ظل التعنت الأمريكي واشتراط إيران بإلغاء كافة العقوبات الإقتصادية عليها، وسوف  نعرض لأهداف إيران من المفاوضات بالإضافة إلى أهداف الدول الست الأخرى من التفاوض.

أولاً- أهداف إيران من مفاوضات فيينا

عادت إيران إلى المفاوضات خاصة بإعادة إحياء الإتفاق النووي مع المجموعة الدولية (5+1)،وذلك بعد انقطاع دام حوالي شهري يوليو وأغسطس، تزامن ذلك مع انتخاب (إبراهيم رئيسي) رئيساً لإيران، وبدأت إيران في التعنت وفرض شروط مسبقة للعودة إلى المفاوضات مره أخرى، تتمثل هذه الشروط في إلغاء كافة العقوبات الأمريكية التي أهلكت الإقتصاد الإيراني، بالإضافة إلى العقوبات التي فرضتها أمريكا على الشخصيات الإيرانية المعروفة، والإفراج عن الأموال الإيرانية التي جمدتها إدارة الرئيس السابق (دونالد ترامب)، وعدم التطرق إلى أي ملفات أخرى أثناء المفاوضات مثل ملف الصواريخ الباليستيه الإيرانية، وأخيراً إتخاذ إجراءات تمنع أي طرف من الإنسحاب أحادي الجانب من الإتفاق مثل مافعله دونالد ترامب في ٢٠١٨ وإعادة العقوبات علي إيران، ولكن قوبلت هذه الشروط الإيرانية بتعنت شديد من الجانب الأمريكي والأوروبي، ومارست الولايات المتحدة سياسة الضغوط القصوى على إيران، وهذا ما أدى إلى تفاقم الوضع الإقتصادي في البلاد من سئ إلى أسوء وبالتالي دفع إيران علي العودة إلى الإتفاق والتخلي عن كافة الشروط المسبقة، خاصة في ظل معاناة الشعب الإيراني من العقوبات علي الصادرات النفطيه الإيرانية، والتشدد الأمريكي الذي فرض عقوبات على أي دولة تخرق الحظر الإيراني مثل كوريا الجنوبية، والمعاناه التي سببتها جائحة كوفيد-19، ولعل ذلك تُرجم في المظاهرات التي قام بها الإيرانيين في الفترة الأخيرة بسبب أزمة المحروقات وارتفاع الأسعار، وهو مادفع الجانب الإيراني إلي العودة إلى طاولة المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني. وتسعى إيران من خلال العودة إلى المفاوضات النووية التي تعقد في فيينا إلى تحجيم الحصار العالمي عليها، وفي حال رفض الغرب سوف تقوم بتغيير سياستها الإقتصادية لتقليل اعتمادها على الغرب والإتجاه نحو الشرق ودول المنطقة، كما تسعي إيران إلى محاولة تخفيف الضغوط القصوى والعقوبات الأمريكية التي أودت بالنظام الإقتصادي الإيراني إلى الهاوية، فضلاً عن محاولة كسب الوقت لتسريع تنفيذ البرنامج النووي الخاص بها، حيث يتمتع المفاوضون الإيرانيون بخبرة سياسية وحنكة دبلوماسية، والمماطلة بأكبر قدر ممكن بهدف زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم لمستوى يصل إلى 90٪، وهي النسبة التي تمكن إيران من إمتلاك قنبلة نووية.

ثانياً –  أهداف الدول الست الكبرى من التفاوض

برزت الأزمة النووية على الساحة الدولية في أغسطس 2002، عندما كشفت المعارضة الإيرانية في الخارج عن إمتلاك إيران لمنشأتين نوويتين تخفيهما عن المجتمع الدولي، وفي فبراير 2003 قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة تفقدية وتفتيشية لإيران، وكشفت عن انتهاكها لإتفاقية منع الإنتشار النووي، وهو الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية لنقل ملف إدارة الأزمة النووية إلى مجلس الأمن الدولي، حتى تتمكن من فرض عقوبات على إيران.

وتجدر الإشاره إلى أنه بالرغم من إتفاق الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على هدف استراتيجي وهو منع إيران من إمتلاك سلاح نووي، ولكن هناك تعارض واختلاف في توزيع القدرات والمصالح الإستراتيجية، فنجد أمريكا في عهد دونالد ترامب أعلنت خروجها من الإتفاق النووي الإيراني، وقامت بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على طهران، بالإضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ ١٩٧٩، على عكس الإتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى الحفاظ على الإتفاق النووي مع إيران، فهناك مصالح اقتصادية بين كلاً منهما وتقدر مشتريات الإتحاد الأوروبي من النفط ب ٧٠٠ ألف برميل يومياً، ولكن يبقى التساؤل الرئيسي ومفاده أن لماذا تسعي دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى منع إمتلاك إيران لسلاح نووي؟

للإجابة على هذا التساؤل ينبغي الإشارة إلى أن إمتلاك إيران لسلاح نووي لا يهدد مصالح الغرب في المنطقة وحسب، بل يمثل تهديد لكل دول المنطقة ومصالحها الإستراتيجية وأمنها القومي، فبالنسبة للخطر التي ستشكله إيران إذا أصبحت قوة نووية، فقد يؤدي إلى سباق نووي وتنافس بين دول المنطقة لإمتلاك أسلحة نووية سواء بشكل سرّي أو علني، وذلك لضمان مواجهة أي أخطار محتملة على أمنها القومي، بالإضافة إلى أن إيران ستمتلك القوة الكافية للتأثير في قرارات دول المنطقة بإعتبارها قوة إقليمية ومهيمنة، كما قد يؤدي ذلك إلى تكوين التحالفات والتحالفات المضادة وبالتالي الدخول في حرب إقليمية، ومزيد من الإنقسامات وتهديد الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويعني تحول إيران لقوة نووية مزيد من التوتر وإشعال الثورات داخل الدول العربية الهشه مثل العراق واليمن ولبنان، حيث ستتمكن طهران من تقديم الدعم الكافي للمليشيات الموالية لها في الدول العربية، التي تسعي لزعزعة الإستقرار وتعمل على تنفيذ مشروع طهران التوسعي على حساب هذه الدول.

أما بالنسبة لدول الغرب وأمريكا فإن تحول طهران إلى قوة نووية يمثل تهديد مباشر للتواجد الغربي في المنطقة، بالإضافة إلى تهديد مصالحها والتأثير في تسعير النفط المصّدر لهذه الدول، كذلك بالنسبه لإسرائيل فإيران تعد العدو الأكبر لإسرائيل، ولا تعترف بوجود إسرائيل في المنطقة فمن شأن ذلك أن يهدد الوجود الإسرائيلى في المنطقة، سواء من خلال الإمدادات التي ستمدها طهران إلى حماس، أو الدخول في حرب إقليمية مع إسرائيل، فلذلك تمثل طهران تهديد خطير ومباشر للدول الأوروبية، وهو ما أدركته دول الإتحاد الأوروبي لذلك تسعي بكل السبل إلى عرقلة طهران من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وامتلاك قنبلة نووية.

ثالثاً – انعكاسات المفاوضات خارجياً في حالة عدم التوصل إلى إتفاق نووي

كثفت إيران في الفترة الأخيرة نشاطها بخصوص إمتلاك سلاح نووي، وخاصة عندما استهدفتها إسرائيل بهجمات إلكترونية، وعمليات قتل مثل إغتيالها في نوفمبر 2020 العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وهو مادفع البرلمان الإيراني لتمرير مشروع يطالب إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، وتقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية الإيرانية.

وبالفعل زادت إيران من مخزوناتها، لذلك شهدت الساحة الدولية نشاط مكثف من قبل الدول الأوروبية وروسيا والصين وأمريكا، والتى تدخل في مفاوضات مع الجانب الإيراني بشكل غير مباشر في فيينا، وحالياً تشهد العلاقات الأمريكية الإيرانية توتر كبير، وشهد الملف النووي إلايراني مزيد من التعقيد، لذلك تجدر الإشارة إلى السيناريوهات المحتملة حدوثها في حالة الوصول إلى إتفاق أو عدمه.

فعدم الوصول إلى إتفاق نووي بين أمريكا وإيران، قد يؤدي ذلك إلى حرب شاملة في المنطقة من ناحية، لإن إيران نووية تمثل تهديد مباشر للوجود الإسرائيلى وخططها التوسعية، فإسرائيل تسعي للتفرد بالقوة النووية في المنطقة، كما تسعي للهيمنة السياسية والإقتصادية كالهيمنة على السوق الشرق أوسطية، بالإضافة إلى الهيمنة على المياه سواء مياه الضفة أو مياه النيل، وخطط إسرائيل وأمريكا التي تتمثل في إعادة تقسيم الدول العربية.

ولكن يبقى أن نشير إلى أن الخيار العسكري الملاذ الأخير لأي دولة، فقد تسعي أمريكا إلى مزيد من العقوبات والضغوط الإقتصادية على طهران، كما قد تقوم إسرائيل بتنفيذ هجمات حاسمه للمنشآت النووية الإيرانية بهدف تعطيل تنفيذ مشروعها النووي، وقد تواجه إيران مقاطعة دولية وفرض الحصار الإقتصادي عليها من المجتمع الدولي.

وتجدر الإشاره هنا إلى أن إيران تمثل خطر مؤقت لإسرائيل، لا بد أن تتخلص منه بسبب التناقض بين العسكرية الإسلامية والعسكرية اليهودية من جهة، والتناقض بين الهيمنة الإيرانية والهيمنة الإسرائيلية على المنطقة من جهة أخرى، ولذلك تسعي إسرائيل من خلال وسائل الإعلام المختلفة لحشد العرب ضد إيران، حتى تدخل المنطقة في حرب إقليمية تقضي على إيران من جهة وخروج الدول العربية منهكة وهشة من جهة أخرى وهذا ما تريده إسرائيل فهي تخطط بذكاء ومكر لتترك الفريقين يأكل بعضهما بعضاً.

رابعاً- انعكاسات المفاوضات داخلياً في حالة عدم التوصل إلى إتفاق نووي

أما في حالة عدم الوصول إلى إتفاق وتأثيره على دول المنطقة، فقد يؤدي ذلك إلى سباق نووي في المنطقة وتتذرع الدول لحماية مصالحها وأمنها من الأخطار الخارجية المحتملة والتهديدات المباشرة، بالإضافة إلى زعزعة الإستقرار والتدخلات الخارجية المحتملة من الغرب، أما في حالة الوصول إلى إتفاق بين أمريكا وإيران، فيري البعض أن هذا الإحتمال ضعيف بسبب الشروط التي وضعتها طهران من ناحية، بالإضافة للتصلب الذي يظهره الجانب الإيراني خاصة في عهد الرئيس الإيراني الجديد (إبراهيم رئيسي).

كما تشهد المفاوضات تعنت أمريكي بخصوص إلغاء كافة العقوبات علي إيران، كما صرّح مسؤولين عن المفاوضات بأنها تسير (بشكل بطئ) ، لذلك من الصعب الوصول إلى إتفاق في زمن واقعي محدد، ولكن لا ننكر عودة الطرفين إلى مائدة المفاوضات مره أخرى، فقد يكون بالإمكان التوصل إلى إتفاق يُرضي جميع الأطراف، وفي حالة الوصول إلى إتفاق نووي فمن المرجح أن يتم رفع جزء من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وأمريكا على طهران، بالإضافة إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، والحد من المواد التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، وتجدر الإشاره إلى أن المفاوضات تسير (بشكل بطئ) للغايه، كما لن تسمح دول الإتحاد الأوروبي بإمتلاك طهران لسلاح نووي، حيث جاء ذلك على لسان وزيرة الخارجية البريطانية (ليز ترأس) وقالت (هذه آخر فرصة أمام إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بعزم جاد في هذه القضية)، كما قالت(هذه فرصتهم الأخيرة ومن الضروري أن يفعلوا ذلك، لن نسمح لإيران بأن تحوز سلاحاً نووياً)، وقالت ألمانيا (إن الوقت ينفد أمام إيجاد سبيل لإحياء الإتفاق النووي لعام 2015).

خامسًا- انعكاسات المفاوضات على إيران في حالة الوصول إلى إتفاق

يواصل القادة الإيرانيين تحديهم للعقوبات الأمريكية، ولكن بالرغم من ذلك فإن هذه العقوبات أثرت بالسلب على الإقتصاد الإيراني، ففي عام ٢٠١٥ اتفقت إيران مع القوي الدولية الكبرى على تخفيض النشاطات النووية الإيرانية في مقابل إلغاء العقوبات عليها، وبالفعل في عام ٢٠١٦ شهد الإقتصاد الإيراني نمواً بنسبة ٣’12 في المئة مما أدى إلى إشعال إحتجاجات في إيران، بالإضافة إلى إنهيار العملة الإيرانية الذي أدي إلى شح في السلع والمنتجات المستوردة التي تعتمد على مواد أولية تستورد من الخارج، وارتفاع تكلفة المعيشة إلى حد كبير.

كل ذلك كان من شأنه إنهاك الإقتصاد الإيراني بشكل كبير، ويعد ذلك عامل محفز يجبر إيران علي العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما حدث عندما تخلت إيران عن شروطها وأبدت مرونة بشأن التفاوض مع الدول الكبرى، ولكن هناك ٣ محاور رئيسة تطالب بهم إيران في مفاوضات فيينا، وهي الحصول على ضمانات أمريكية بشأن عدم الخروج من الإتفاق مستقبلاً، وهو شرط مستحيل لأن المادة الثانية من الدستور تنص على إمكانية خروج الرئيس من أي إتفاق بشرط موافقة الكونجرس، أما الشرط الثاني والثالث يتمثلان في إلغاء جزء من العقوبات الأمريكية على طهران، والرقبة على برنامج إيران النووي وهما شرطان قابلان للتفاهم،

 ويتضح مما سبق أنه في حالة الوصول إلى إتفاق نووي بين الدول الكبرى وإيران في مفاوضات فيينا، من شأنه إلغاء جزء من العقوبات المفروضة عليها وعلى بعض الشخصيات الإيرانية المهمه، وبالتالي تحسن أداء الإقتصاد الإيراني، بالإضافة إلى تعليق أنشطة البرنامج النووي الإيراني، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على المحطات النووية، ولكن هناك تنبؤات بشأن إلغاء البرنامج النووي بالكامل لأنه من غير المعقول تخلي إيران عن حلمها بإمتلاك قنبلة نووية، بالإضافة إلى إنفاق مليارات الدولارات على هذا المشروع والتى سوف تذهب هباءً، لذلك قد تقوم إيران بوقف نشاطها مؤقتاً لإرضاء الدول الكبرى في حالة التوصل إلى إتفاق.

سادسًا- انعكاسات المفاوضات على إيران في حالة عدم التوصل إلى إتفاق

 أما في حالة عدم التوصل إلى إتفاق نووي مع إيران، فمن المرجح أن تتعرض إيران لضربة عسكرية من إسرائيل تستهدف منشآتها النووية، بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية واختطاف السفن، وقد يتطور ذلك إلى حرب شاملة بين الطرفين، وقد تلجأ أمريكا إلى فرض المزيد من العقوبات علي إيران وكذلك دول الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، خاصة أن الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أعلن أن هناك خيارات أخرى إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق مع إيران، بالإضافة إلى سياسة المقاطعة والحصار الإقتصادي على إيران، وذلك كله من شأنه أن يؤدي بإيران إلى حافة الهاوية.

الخاتمة

يتضح مما سبق أن إيران تسعي لإمتلاك سلاح نووي، وفي ذات الوقت تسعي أمريكا ودول الغرب لعرقلة إمتلاك إيران لسلاح نووي ومحاولة إحياء الإتفاق مره أخرى، وهذا ما يحدث في مفاوضات فيينا فعلي الرغم من بطء هذه المفاوضات إلا أنها مازالت مستمرة، ويبدو من الجانب الأوروبي في هذه المفاوضات قيامه بتحديد سقف زمني للتفاوض واستمراره في ممارسة الضغوط على طهران، كما أن أمريكا تحاول النأي بنفسها عن استخدام القوة ضد طهران وتكتفي بفرض عقوبات عليها، وذلك بسبب زيادة الضغوط الخارجية على إدارة (جو بايدن)، فأمريكا تواجه الحليفين الكبار وهم روسيا والصين، بالإضافة إلى الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان ومحاولة تقليص تواجدها العسكري في الخارج.

ومن ناحية أخرى نجد أن دبلوماسيي طهران يستخدمون المفاوضات لصالحهم لكسب الوقت للإنتهاء من البرنامج النووي، وتسعى للضغط على أمريكا من خلال إبداء رغبتها في إلغاء كافة العقوبات التي فرضتها أمريكا على طهران، ونجد على الجانب الآخر إسرائيل الذي يثير البرنامج النووي الإيراني قلقها بشدة، وذلك لرغبة إسرائيل بالإنفراد بالقوة النووية في المنطقة، وأن إيران ستصبح على قدر كبير من القوة التي تمكنها من التأثير في القضية الفلسطينية، أما بالنسبة للسعودية ومصر فمن المرجح نشأة تحالف بينهما لمواجهة إيران في المنطقة، وهذا ظهر في الفترة الأخيرة عندما وصل وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) إلى مصر لعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية (سامح شكري) تمهيداً لإنعقاد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين الجمهورية والمملكة.

وفى النهاية: يمكن القول بأنه في حالة عدم التوصل إلى إتفاق نووي بين إيران وأمريكا، فأن ذلك سيمكن طهران من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم لمستوى يصل إلى 90 ٪ وبالتالي قدرتها على صنع قنبلة نووية، وفي هذه الحالة قد ينشأ تحالف بين دول الإتحاد الأوروبي أمريكا ضد طهران، وبالتالي فرض عقوبات اقتصادية ضخمة على إيران، أو قد يصل الأمر لإستهداف منشآت إيران النووية من قبل إسرائيل، وقد يحدث أن تتفهم هذه الدول بأن الوضع اختلف وأصبحت إيران قوة نووية ولها وزن كبير في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي التريث في التعامل معها حتى لا يؤدي ذلك إلى تهديد مصالح الغرب في المنطقة من قبل إيران،

أما في حالة الوصول إلى إتفاق نووي مع إيران، فقد يجنب ذلك المنطقة بأكملها من الدخول في حرب إقليمية تؤدي إلى الهلاك والدمار على جميع الأطراف، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه إذا امتلكت إيران سلاح نووي فلن تنفرد بالقوة في المنطقة لوجود قوي كبري أخرى مثل مصر والسعودية.

قائمة المراجع:

1-https://www.bbc.com/arabic/middleeast-48138081

2-https://www.skynewsarabia.com/world/1493179

3-https://p.dw.com/p/44AZP?maca=ar-Whatsapp-sharing

4-https://www.bbc.com/arabic/middleeast-59429914

5-https://www.elbalad.news/5085374

6-https://www.skynewsarabia.com/world/1492164

7-https://jpsa.journals.ekb.eg/article_131197.html

8-https://asharq.com/ar/129ksNP0mPj2NW7db8ZsQC-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF/

٩-https://www.bbc.com/arabic/inthepress-59491995

10-https://www.skynewsarabia.com/world/1476285-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%AA-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9%D8%9F

١١-https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/3496884/1/%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B9–%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9

١٢-https://asharq.com/ar/6rXEhN63RzMCM5WKPVlcs5-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%8A%D9%83%D8%A8%D8%AD/

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى