شخصيات

عثمان ابو غربية

ولد عثمان عبد الله عثمان أبو غربية في القدس عام 1946م.  انتقل مع عائلته للسكن في مدينة الخليل أوائل الخمسينيات.  حصل على الثانوية العامة في مدينة الخليل، وبدأ فيها بمبادرات تنظيمية وطنية، وشارك في المظاهرات والفعاليات الوطنية. 

 اعتقل عام 1963 وأفرج عنه بكفالة.  أول علاقة له مع حركة فتح وأول اتصال بها عام 1963م.  التحق بجامعة دمشق – كلية الحقوق، ووصل إلى السنة النهائية، اعتقل في سجن الخليل مرة أخرى عام 1966.  عام 1967، وعلى أثر الحرب؛ ترك دراسته الجامعية والتحق بقوات العاصفة.  شارك في العديد من دوريات العمق المسلحة والدوريات. 

التحق عام 1968 بالكلية العسكرية في مدينة “نانكين” بجمهورية الصين الشعبية، وتخرج منها عام 1969، وأصبح برتبة ملازم أول، وتقلد عدداً من المهام العسكرية في أعقاب تخرجه منها: ضابط إدارة القيادة العامة لقوات العاصفة، مساعد آمر قطاع “كتيبة 201” في منطقتي جرش والأغوار، ومفوضاً سياسياً في القطاع؛ وفي خريف 1969 قاد معارك كفر قوق وعيحا، في معركة مواقع هي الأولى من نوعها مع قوات الجيش اللبناني قريباً من الحدود اللبنانية – السورية، ولم ينفذ أمراً بالانسحاب، وكانت هذه المعركة هي الأساس الذي أدى إلى توقيع اتفاق القاهرة، الذي ثبت التواجد للثورة الفلسطينية في لبنان. 

 أسس مدرسة الكوادر العسكرية في قوات العاصفة وأصبح آمراً لها، ثم نائباً للمفوض السياسي العام، إضافة لكونه آمراً لمدرسة الكوادر؛ وكان كذلك عضواً في لجنة حركات التحرر الوطني مع القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد. 

 قام بالعديد من المهام العسكرية والنضالية والتنظيمية بين الأعوام 1967 و 1971 في الساحة الأردنية.  تولى المشاركة في قيادة بعض المحاور القتالية في عمان أثناء معارك أيلول، وقام بالعديد من المهام والإنجازات العسكرية والقتالية، أصبح عضواً في قيادة القوات في أحراش “دبين” مع الشهيد أبو جهاد عام 1971، وقد شارك في هذه القيادة الشهيد كمال عدوان وصخر حبش (أبو نزار). 

عندما غادر الإخوة للمشاركة في اجتماع المجلس الوطني اسندت له مهمة قيادة الساحة الأردنية، وتمكن من إدارة العمل النضالي والسياسي في مراحل الوجود الأخيرة. 

غادر الاردن فور سقوط الأحراش في “عجلون” واستشهاد القائد أبو علي إياد.  شارك في مهام سياسية أثناء مهامه العسكرية بعد الخروج من الأردن، منها محاولة الحصول على نقطة ارتكاز عسكرية في باب المندب في جمهورية اليمن الشعبية، وكانت هذه المهمة السبب في دخول علاقات جمهورية اليمن الشعبية في طور جديد هام مع حركة “فتح”، بعد إعادة تشكيل التوجيه السياسي عام 1972، استمر في تولي مهامه آمراً لمدرسة الكوادر، ونائباً للمفوض السياسي العام. 

تولى مهام القيادة في القطاع الأوسط جنوب مدينة صور.  شارك في عام 1973 في حرب تشرين بداية في جنوب لبنان وعلى القاطع “رويسات العلم”، ثم انتقل إلى جبهة الجولان.  تولى مهامه في مدرسة الكوادر والتوجيه السياسي، التحق بأكاديمية “فسترل” العسكرية في الاتحاد السوفيتي وتخرج منها عام 1976.  عاد لتولي المهام أثناء الحرب اللبنانية، تم أسره في البحر الأبيض المتوسط قبالة صيدا ضمن مشاركة من قوات الاحتلال البحرية وقوات الانعزاليين والجيش اللبناني، وسجن لدى قوات الكتائب اللبنانية هو والمجموعة المرافقة له؛ وتمكن من إدارة معركة من نوع خاص أثناء هذا الأسر، انتهت بتبادل للأسرى، ونقل إلى مكتب التعبئة والتنظيم عام 1977م، وعاد لمواقعه في مدرسة الكوادر ولأداء المهام القتالية، وخاصة لدى اجتياح الليطاني عام 1978م، تولى مهامَّ تنظيمية متعددة، وأصبح مسؤولاً عن الساحتين الأوروبية والآسيوية ثم رئيساً لدائرة التنظيم.  تمت إدارة معركة شرسة مع بعض التنظيمات المتطرفة وأجهزة الأمن للاحتلال في الساحات التنظيمية الخارجية والتي سقط فيها العديد من الشهداء.

تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة اسطنبول التركية، ونجا بمهارة.  انتخب في المؤتمر العام الرابع 1980 عضواً في المجلس الثوري، وأصبح نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم.

شارك في التشكيلات والمهام القتالية في البقاع أثناء اجتياح عام 1982، وأشرف على مشاركة متطوعي الأقاليم التنظيمية في المعارك، شارك في العديد من المهام العسكرية والتنظيمية والسياسية وأشرف على مئات المؤتمرات التنظيمية، وأدار تنظيم الحركة في ساحة العالم بكل أقاليمه.

صاغ النظرية التنظيمية للحركة وكتب الكثير من أدبياتها وتعاميمها،  تولى قيادة الساحة السورية بعد انتقال القيادة إلى تونس على أثر الانشقاق.  انتقل إلى تونس أواخر عام 1983، وتولى مهامه كنائب لمفوض التعبئة والتنظيم في الحركة، وقد شارك في المهام التنظيمية الأصعب، ومنها: الإشراف على المؤتمرات التنظيمية التي اتسمت بالصعوبة والحساسية، مثل: مؤتمري إقليمي الكويت واليمن. 

أصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1984، وشارك في المهام السياسية والوطنية للحركة، وحضر العديد من المؤتمرات في الإطارين القومي والدولي.  شارك كعضو فاعل في لجنة التعبئة الفكرية للحركة في كل مراحل عملها.  شارك في أعمال اللجنة التحضيرية بكل فروعها وأعمال المؤتمر العام الخامس للحركة.  أصبح عضواً في المجلس المركزي الفلسطيني بصفة كفاءة.  شارك في الدخول إلى الوطن وأصبح مساعداً للقائد العام لشؤون التوجيه السياسي والوطني، ومفوضاً سياسياً عاماً، وعضواً في المجلس العسكري الأعلى للسلطة الوطنية. 

تعرض لمحاولة اغتيال جديدة في منزله في منطقة الرام، وقد نجا بأعجوبة.  تولى المهام المتعددة في نطاق عمله ورفع شعار “بناء الإنسان أولاً”، وتمسك بالحد الأقصى الممكن للحقوق الوطنية الفلسطينية، وبالخط الكفاحي على هذا الطريق، وبخط توفير الجاهزية الوطنية، انتخب رئيساً للجنة العلاقات الخارجية والشؤون البرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني، وشارك وتولى المهام على المستوى البرلماني في العلاقات مع البرلمانات الشقيقة والصديقة.  وإضافة إلى كونه نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم أصبح عضواً في لجنة الطوارئ العليا ولجنة الإشراف العليا، والمفوض للتنظيم العسكري للحركة. 

شارك في المهام المتعددة في إطار العمل والبناء والعمل النضالي في الوطن، وبذل مجهوداً خاصاً لرعاية وتفعيل الإبداع والثقافة الفلسطينية.
 شارك في رسم الاتجاهات السياسية والكفاحية، وخاصة للانتفاضة المجيدة، وكان عضواً في إطار القوى الوطنية والإسلامية.

في عام 2003 أصبح نائباً للرئيس ياسر عرفات /القائد العام لشؤون التوجيه السياسي والوطني، مفوضاً سياسياً عاماً، انتخب في أوائل عام 2005 رئيساً للجنة العضوية للمؤتمر العام السادس لحركة “فتح”، تدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة “لواء”.

شارك في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 عن دائرة القدس، وتقاعد بحكم القانون بسبب ذلك وهو برتبة “لواء”، تمت تسميته مفوضاً للمكتب الحركي العسكري، وكان أول مفوض لهذا المكتب، بصلاحية حضور اجتماعات اللجنة المركزية.

في عام 2008 أصبح مفوضاً عاماً للمنظمات الشعبية في م.ت.ف وحركة “فتح”، ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، وانتخب أميناً عاماً للمؤتمر عام 2008م.  انتخب رئيساً للمؤتمر العام السادس لحركة فتح في 4/8/2009م.  انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح.  عاد وتسلم حقيبة المكتب الحركي العسكري وشؤون الأمن والمعلومات في اللجنة المركزية.  كذلك استلم حقيبة مفوض عام شؤون القدس في الحركة إضافة لمهامه.  سمي عضواً في اللجنة الوطنية العليا للقدس برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية.

عين رئيساً للجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية في 21/5/2011. 

قام بالعديد من الزيارات واللقاءات الرسمية في الإطارين القومي والدولي سواء في إطار مهامه رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني أو أمينًا عام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس.  أسس وأشرف على جريدة “العاصمة” المقدسية، أسس وأشرف على مجلة “مشارف مقدسية” الصادرة عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية.  له عدد من المؤلفات ومن أعماله:

في الإطار الفكري والتنظيمي:

– كتاب “التنظيم بين النظرية والتطبيق في تجربتنا”.
– كتاب “مفاهيم وآليات في العمل التنظيمي”.
– كتاب “تحديات وآفاق”.
– مقالات ودراسات عدة في الحرب، أثر تطور السلاح في الخصائص الأساسية للمعركة، أثر تطور السلاح في بناء الجيش، خط العمل الثوري، الوضع العالمي في أوائل السبعينات…، وغيرها.
– كتاب “تحديات النهوض الصعب”.
– كتيب “الرئيس الشهيد” في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات.

في الإطار العام:

–  المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية والتنظيمية والعسكرية.
– الخطابات الجماهيرية والخاصة.
– المداخلات في الأطر والمؤتمرات المختلفة.

في الإطار الثقافي الإبداعي:

–  طريق الجنوب/ رواية حقيقية.
– عدنا/ ديوان شعر.
– اقتراب المدى/ مطولة شعرية.
– لمن تخلي سرج الجبال/ مطولة شعرية.

توفي أثناء خضوعه لعملية زراعة قلب في الهند بتاريخ 18 نيسان 2016م؛ وقال الرئيس محمود عباس: “برحيل المناضل أبو غربية، فقدنا قائدًا له مسيرة نضالية حافلة بالعمل الوطني، كرّس حياته منذ نشأته وحتى ارتقاء روحه إلى بارئها من أجل فلسطين وحريتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى