#أقلام وأراء

عباس زكي يكتب –  النسور الستة …. ملوك الصبر ..!

بقلم عباس زكي – 7/9/2021

بعد عشرات السنين من انتظار طال بتحقيق الامل بإنقاذ اسرى الحرية او التخفيف من معاناتهم باعتبارهم وفق اتفاقيات جنيف اسرى حرب ولهم معاملة خاصة… صنعوا هم الامل بإبداعاتهم الخلاقة وإرادتهم الثورية وتصميمهم على نيل الحرية مهما كان حجم الخطر. لعل العملية البطولية بانتصار ارادة اسرى الحرية بتحطيم نظرية الامن الاستراتيجية لمعسكرات الاعتقال الاسرائيلية وبخاصة معتقل جلبوع “جلبون” الاكثر تحصيناً من حيث الموقع والبناء والتكنولوجيا واليقظة الدائمة للسجانون، ورغم كل ذلك وفي توقيت لافت عيد السنة العبرية بشق ابطال الحرية طريقهم تحت الارض لينطلقوا في فضاء الحرية في ظل ذهول العدو وارتباكه بهذا الحدث الاخطر الذي وصفه احد كبار المسؤولين الامنيين الاسرائيلية بأنه فشل امني كبير مثل الفشل الامني في حرب اكتوبر 73.

ويعني هذا النموذج من الانتصارات الفلسطينية المتوجة بهذا الانتصار النادر بخروج ستة اسرى لفضاء الحرية.

سيكون العنوان الابرز في اختراق العقل الصهيوني بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم لن يركع إلا لله وحده، وعلى كل من يتجاهل عدالة القضية الفلسطينية ومكانتها الروحية كمسرى سيدنا محمد وقيام السيد المسيح ان يقف ويفكر، ويؤمن بأن الشعب الفلسطيني شعب حر يرفض العبودية – شعب مستقل الارادة يرفض التبعية – شعب اكبر من قيادته باعتباره شعب الجبارين اذا ما فقد الامل صنع المعجزة، او ليس العمل البطولي للنسور الستة يستوجب وضع الحركة الاسيرة على قمة جدول اعمال القيادة والشعب الفلسطيني والمنظمات الدولية وبخاصة حقوق الانسان للعمل على انقاذهم، ووقف مطاردتهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم واسرهم

من خلال الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية لوقف مخصصاتهم؟

هؤلاء هم ملوك الأسر، ملوك الصبر.. فالسيد المسيح الفلسطيني طورد لأيام بقصد قتله .. إلا انه ارتقى إلى السموات العلى ليكون إلى جانب الرحمن.

انهم فرسان الصبر الذين جسدوا الوحدة الوطنية الحقيقية في ارض الميدان، مما يستوجب وحدة كل الفصائل والقوى لمواجهة التحديات القادمة التي لن تكون في غياب ترتيب البيت الفلسطيني… وحيث ان الانسان هو اهم ما نملك فكيف عندما يكون على شاكلة هؤلاء الابطال… نحن لا نستطيع نقل الارض ولكن باستطاعتنا ان نـــــزرع الانســــان علــــى هــذه الارض وهو اداة تحريــــــرها وطبقـــــاً لمحمــــود درويــــش

” على هذه الارض ما يستحق الحياة “.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى