ترجمات أجنبية

صنداي تايمز: دعم جو بايدن لأوكرانيا لا يضمن استمرار دعمه من حلفاء أمريكا

صنداي تايمز: دعم جو بايدن لأوكرانيا لا يضمن استمرار دعمه من حلفاء أمريكا، بقلم ليزلي فينجاموري،

إن دعم الرئيس جو بايدن ليس ضامنا لاستمرار حلفاء الولايات المتحدة في الالتزام بنفس الخط، فالأزمة الاقتصادية وغياب الخيار القيامي باستخدام روسيا السلاح النووي، ستضعف من عزيمة قادة الغرب.

الرئيس بايدن وصل البيت الأبيض بأجندة تهدف لإعادة قيادة أمريكا في العالم، وإعادة بناء شراكاتها مع الحلفاء ودعم الديمقراطية ومنع تدهورها، والحد من الموجة العالمية نحو الديكتاتورية، خاصة الصين. وكان أول صيف في رئاسة بايدن صورة متناقضة عمّا وعد به. فالانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان أدى لعودة طالبان إلى السلطة بعد عشرين عاما من الإطاحة بها، بشكل ترك آثارا مدمرة على الأفغان وأدى لأزمة هوية للشراكة العابرة للأطلنطي في بريطانيا وأوروبا.

ولو مضينا سريعا للأمام، فقد أكد بايدن في خطابه أمام الاجتماع الـ77 للجمعية العامة في الأمم المتحدة، هيمنة أمريكا على المسرح العالمي. فقد استخدم بايدن الحرب في أوكرانيا لإحياء الغرب. وأثبتت أوكرانيا قوتها أكثر من توقعات الجميع، وظهرت روسيا ضعيفة. ويمكن لبايدن الزعم أن هذا جزء من نجاحه. وكان الرئيس في مقدمة الرد بحزمة مساعدات عسكرية وصلت 12 مليار دولار من الدعم العسكري وفرتها الولايات المتحدة لحكومة أوكرانيا التي نظر إليها وبشكل مستمر كعاجزة وغير فعالة.

وكانت طريقة بايدن الماهرة في إرسال الرسائل حول الحرب وتعبئة الغرب مثيرة للإعجاب. وارتفع نجم الناتو مثل القيادة الأمريكية بدرجة يمكننا فيها تناسي أربع سنوات كان هذا الحلف هدفا لهجوم دونالد ترامب. وزاد الدعم الشعبي للناتو مثل الطلب على العضوية فيه، على الرغم من محاولات تركيا تعطيل انضمام كل من فنلندا والسويد.

رغم كل هذه الأمور الداعية على الارتياح، إلا أن أنها ستصبح أكثر تعقيدا. ففي الوقت الذي يحضّر فيه البيت الأبيض للإعلان عن إستراتيجية الأمن القومي، زاد سياق السياسة الخارجية الأمريكية سوءا، فمنظور نهاية الحرب في أوكرانيا بعيد وغير واضح. وتشي تعليقات بايدن الأسبوع الماضي عن “أرماغدون” وإمكانية لجوء روسيا للسلاح النووي أن الضغوط متزايدة على أمريكا.
وتحتاج واشنطن للرد على التهديدات بردع روسيا بطريقة تخفف فيها من المخاوف والحفاظ على التضامن ليس مع بولندا ودول البلطيق بل وألمانيا، فرنسا وبقية حلفاء أمريكا في أوروبا. وكشفت الحرب عن ضعف الجيش الروسي، كما يعاني اقتصاد روسيا من التدهور بنسبة 5% هذا العام، ولا توجد محفزات واضحة للرئيس فلاديمير بوتين للتراجع.

وتراجع اقتصاد أوكرانيا بنسبة 35%، وارتفع ثمن إعادة بنائها ما بعد الحرب إلى 350 مليار دولار، حسب أرقام البنك الدولي. وتعتبر الوحدة الغربية مهمة، إلا أن هذا يعتمد على أوروبا واستمرار ازدهارها.

وتواجه أوروبا شتاء قاتما من خلال زيادة أسعار الطاقة. ويتوقع خبراء الطاقة أن يستمر ذلك على أربعة مواسم. ولكن التأخر في عملية انتقال الطاقة من الاعتماد على الطاقة الروسية، لم يمزق الموقف الأوروبي. فقد أعلنت ألمانيا عن رزمة تحفيز مالية بـ200 مليار يورو، مغضبة الشركاء الأوروبيين الذين قالوا إنها تمنحهم ميزة تنافسية لو تم استخدام الأموال لدعم الصناعة المحلية.

ولكن الخطوات الأوروبية للعمل معا قد تؤدي لتهميش أمريكا. والتقى قادة أوروبا بمن فيهم بريطانيا الأسبوع الماضي في العاصمة التشيكية، براغ. وكان البند الرئيسي في المحادثات هو أمن الطاقة. ولم توجه الدعوة للولايات المتحدة وهي حقيقة لم تفت على الجميع. مع أن الولايات المتحدة تتحمل الفاتورة الأكبر لدعم الحرب في أوكرانيا.

وتعتبر أوروبا الحليف المهم لأمريكا، والحفاظ على الوحدة في الشتاء وبعده، أمر حيوي. وعانت مراهنات بايدن في السياسة الخارجية من نكسة عندما أعلنت “أوبك+” عن تخفيض مستويات إنتاج النفط بمليوني برميل في اليوم، وهي إشارة واضحة على وقوف الرياض مع موسكو، رغم نفي السعوديين. وهذا ما قاد لزيادة المطالب لسحب الدعم الأمريكي للسعودية، وأثار النقد من جديد حول زيارة بايدن في الصيف إلى المملكة متجاهلا تعهداته بعقابها على جريمة قتل جمال خاشقجي.

وزاد قرار “أوبك+” الضغط على بايدن لكي يتخذ إجراءات حاسمة وسريعة لاستبدال إمدادات النفط وإدارة أسعار الغاز. وعادة ما تكون الانتخابات النصفية هي استفتاء على الحزب الحاكم، وحاول الديمقراطيون تصويرها باعتبارها استفتاء على أجندة ترامب والمحافظين، والتي تهدد من بين عدة أشياء الحق في الإجهاض. وربما أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تغيير الناخب الأمريكي موقفه ودفعه للتصويت احتجاجا على أسعار الغاز.

وربما لم تتأثر السياسة الخارجية مثل المحلية، ولكن مخاوف أوروبا من الولايات المتحدة ستزداد لو فاز الجمهوريون بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ. واختيار السعودية هو إشارة إلى أن السياسة الأمريكية الخارجية عانت لكي تترك صداها أبعد من الغرب. وعندما قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لبوتين في قمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، إن الوقت ليس “وقت الحرب”، زادت الآمال بأن الهند ستنضم للمعسكر الغربي، لكنها امتنعت عن التصويت في الجمعية العامة لشجب غزو روسيا لأوكرانيا. والأكثر قلقا، هم قادة الصين الذين لم يوافقوا على التحرك الروسي، إلا أنهم يعرفون أن المنافس الأكبر لهم هم الأمريكيون، ويواصلون شراء النفط. وتشير الإعلانات الأخيرة لتقييد تصدير التكنولوجيا المصممة لمنع الصين من تطوير أشباه الموصلات، وتركيز إدارة بايدن على التهديد النابع من بكين.

وتواجه إدارة بايدن في حماية الديمقراطية ومنع صعود الديكتاتورية في الدول النامية، طريقا مسدودا، حيث زادت الحاجة للمواد الغذائية ونقص الطاقة. ويعود الانقسام بين الغرب وبقية العالم حول المشكلة، غزو أوكرانيا أم العقوبات المصممة لعقاب روسيا؟

باختصار، فالضغط على بايدن في تزايد لمواجهة الأولويات، بعد أشهر من الاستطلاعات السيئة، حيث وصلت شعبيته في تموز/ يوليو إلى 36%. ولا يعرف إن كانت زيادة الشعبية لبايدن هي أمر يتعلق بنجاح سياسته الخارجية. وهذا في النهاية، ليس ضامنا من أن لا يكلف الوضع الجيوسياسي السيئ بايدن أصواتا في المستقبل.

*مدير برنامج الولايات المتحدة والأمريكيتين في “تشاتام هاوس” والمحاضرة بجامعة ساواس- لندن.

Joe Biden’s support for Ukraine is no guarantee America’s allies will stick to the script

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى